كارثة بيئية وصحية تهدد سكان الدمينة غرب تعز

> تعز «الأيام» أحمد النويهي:

> تزايدت مخاوف الأهالي في حارتي المغتربين وبازرعة في منطقة الدمينة غرب مدينة تعز بعد تزايد المستنقعات، وطفح المجاري، وانتشار البعوض الناقل للأمراض، وانعدام شبكة مجاري في المنطقة.
ففي شارع الثلاثين بالقرب من المركز الصحي الخاص بالأمومة والطفولة يعاني الناس مأساتهم هناك، حيث لا مركز صحي يلجأون إليه لإسعاف مرضاهم، والمحاطة بأراضي ترابية كبيرة أضحت تشكل حدودا كبيرة لمستنقع الأوبئة في الدمينة بعد تهدم العبارات (القنوات) الخاصة بتصريف سيول الامطار.
وأعرب أهالي المنطقة لـ"لأيام" عن مخاوفهم من بقاء الأوضاع، وتهديد المخاطر البيئية على حياتهم وأطفالهم، وأن بقاء المستنقعات تفاقم مشكلة التلوث المائي، حيث يغذى المستنقع ابار مياه تقع في الأسفل تم حفرها لتعبئة البوازت (الوايتات) الخاصة بنقل المياه من هذه الابار، رغم أنها تتغذى من المستنقع المليء بمياه المجاري القادمة من المنطقة الغربية للمديرية المظفر، حيث لا توجد شبكة مجاري رئيسية حتى الان.
في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون بفارغ الصبر منذ سنوات عدة حتى يتم تنفيذ المشروع الإستراتيجي للمنطقة الغربية الشمالية، سيشمل تنفيذ محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الملتقى، وقد تم استكمال الدراسة النهائية للمشروع، التي تتجاوز تكلفته 7 مليارات ريال تقريبا، حيث ينتظر تمويله من قبل المانحين.
وفي هذا السياق أوضحت دراسة عن مصادر مياه الشرب في محافظة تعز واثارها السيئة على صحة المجتمع أن "مياه تعز ‏تعاني من العسرة الكلية وبلوغها المستوى الأعلى المسموح به محليا في أغلب مياه الابار عند فحصها مباشرة ‏بعد استخراجها، بينما انخفضت العسرة الكلية لهذه المياه بعد خروجها من محطات المعالجة، وذلك طبقا للتحليل ‏الكيمايئي لثلاثة عشر بئرا تزود بها محطات معالجة المياه كافة مدينة تعز‏".
وتوضح الدراسة التي قام بها الباحث مزاحم محمد القبان من كلية الطب بجامعة تعز والباحثة رندا علي الذابل ‏من الهيئة العامة للموارد المائية بتعز أنهما "لاحظا في مكونات هذه المياه ارتفاعا واضحا في نسبة البيكربوناتHOC3- ‎‏ وتواجدها بتركيز عال ضمن المواصفات المحلية في أغلب النماذج المقاسة"، وفيما يخص الفحوصات الكبريتية استنتجت الدراسة إلى "وجود تلوث بكنيري عام من نوع الكوليفورم في ‏جميع المياه الماخوذة مباشرة من الابار الاعتيادية وانعدامه في النموذج الماخوذ من البئر الارتوازي رقم 9 ( ‏لم تحدد الدراسة موقعه) فقد كان التلوث بكثافة عالية جدا مما يجعل الاستخدام المباشر لهذه المصادر من ‏المياه لأغراض الشرب مستحيلا، لأن هذا النمو البكتيري ينتمي إلى مجموعة بكتريا النمو المعوي التي تنمو ‏داخل الأمعاء مثل (salmonella,E.coli,shigella,klebsielle )، ‏وغيرها من
الأنواع المسببة لكثير من ‏الأمراض الخطرة على الإنسان، كالتيفوئيد
والتهابات الأمعاء المسببة للمغص المعوي، والإسهال الشديد".
ونوهت ‏الدراسة أن "هذا التلوث تخلو منه المياه بعد خروجها مباشرة من محطات المعالجة مما يجعلها صالحة ‏للشرب إذا لم تتعرض إلى تلوث اخر عند التعبئة، لأن هذه الأنواع من البكتيريا بحسب، ماتقول الدراسة سريعة ‏النمو عند الظروف الملائمة، حيث ظهر تلوث إحدى عبوات المياه بعد خروجها من المحطات وتداولها في ‏الأسواق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى