وجهة نظر إلى كل العقلاء

> محمد صداعي علي:

>
محمد صداعي
محمد صداعي
تتسارع الأحداث والتطورات، وتتجاوز في تسارعها كل المكونات والأطياف السياسية، ومن بين هذه الأطياف السياسية هناك من لازال في المربع الأول ولم يهضم ولم يفهم كل هذه التطورات، ولا زال يعتبر نفسه هو القائد الفذ والملهم والذي بدونه لا يمكن للأمور أن تصلح، وتجمد كل تفكيره عند هذا المربع.
وهناك أيضا من ركب الموجة من هذه المكونات ليحمي نفسه، ولكي يكون له موقع ويحصل على نصيبه من هذه الكعكة، وهناك من ركب سفينة القضية الجنوبية ويتاجر باسمها وبالذات عندما يحس أن تجارته التي حصل عليها بطرق شرعية أو غير شرعية ستنهار وسيعلن إفلاسه، وهناك من يدس أنفه في قضايا هذه الأرض الطيبة ويعمل ليل نهار على حبك الخطط والمؤامرات لكي يجر هذا الشعب العظيم والصابر إلى منعطفات لا تحمد عقباها، وهنا تظهر بكل وضوح صور وخطط هؤلاء الحاقدين على هذه الأرض الطيبة، وحتى هذه اللحظة لم نقراء ولم نسمع ولم نر أيا كان من هؤلاء التجار.. تجار الحروب والسياسة والدين ولم نسمع منهم آراء ومقترحات بناءه تضع العلاج الشافي لكلما يعتمل في الواقع وفي المجتمع، فقط كلما نشاهده هو اللهث وراء المصالح الشخصية والذاتية وماذا سيكسب هذا أو ذاك من هذه القضية أو تلك؟ ونضيع الوقت ونهدر طاقات وتصرف أموال كثيرة وستكون النتيجة صفر مع أن قضايا هذه الأرض الطيبة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار، ولكن الكل يتعامى عن قول الحقيقة والاعتراف بها تحت حجة هذا ما يريده المؤلف والمخرج. كل ذلك على حساب هذا الشعب المقهور الصامد.
فيا عقلاء هذه الأرض الطيبة لماذا اللف والدوران والهروب من مواجهة القضايا بضمير وطني حي وبإرادة شجاعة وصلبة وقوية؟ فلا خمسة أقاليم ولا إقليمين ولا عشرة أقاليم يمكن أن تحل أي قضية إذا لم يبد الأعتراف أولا بالقضايا المهمة والأساسية بدلا من استخدام أسلوب التخلف بالقتل والقمع والمطاردة والاعتقال لكل من يمتلك موقف وقضية، فلا القتل ولا القمع ولا المطاردات ولا الاعتقالات ستحل كلما يعتمل في الواقع والمجتمع، ويذهب الوقت سدى وتضيع فرص كبيرة وتهدر طاقات وأموال والنتيجة ستكون صفر شئنا إم أبينا، وبدلا من كل ذلك لماذا لانبدأ بخطوات عملية بدلا من تشكيل اللجان المختلفة وهناك قول مشهور يقول (إذا ما أردت لأي قضية أن تموت شكل لها لجنة) هذا القول لا ينطبق على القضايا المصيرية، بل على العكس يسقط سقوط مدو والتجارب والدروس والعبر كثيرة وعلينا الرجوع إليها في مختلف الظروف لكي يستفاد منها، ولكي يتجنب الجميع الوقوع في كثير من العثرات التي تؤدي إلى الوقوع في الكارثة التي ستأكل الأخضر واليابس -وهذا يتطلب من الجميع إعادة النظر في حساباتهم البعيدة كل البعد عن الواقع، واليوم لا تستطيع منطقة أو قبيلة أن تحكم وتملك الآخرين محرومين من كل شيء؛ فزمان فرض الوصاية والسيطرة والقمع وحكم أصحاب مطلع على أهل مسفل قد ولّى إلى غير رجعة فالعصر اليوم عصر الديمقراطية والحرية والرأي والرأي الآخر وحقوق الإنسان والمساواة في الحقوق والواجبات للجميع ، والعدالة الاجتماعية للبشر جميعا مهما كان اللون أو الجنس أو المعتقد، والاعتراف بحقوق الشعوب في حق تقرير المصير، وحتى لا تطول المراحل، وتضيع الفرص فرصة بعد أخرى، وحتى لا يزداد الكره والحقد وتهدر إمكانيات كبيرة وكثيرة، وحتى لا ينتقل هذا الشعب العظيم إلى ما لا تحمد عقباه؛ فإن هذا يستدعي بالضرورة أولا إطلاق سراح المعتقلين ووقف كل أعمال القتل والقمع والاعتقالات والمطاردات والخطاب الإعلامي غير المسؤول وتفريخ الأحزاب وتفريخ الصحف وتفريخ المكونات والهيئات والمنظمات الوهمية؛ لأن هذا العمل غير مجد ولن ينفع أبداً في حل أي قضية، وبدلا من كل ذلك يجب البدء فورا وبمسؤولية وطنية عالية الوقوف بجدية أمام أهم القضايا المصيرية والهامة وبتجرد عن الذات وعن المصالح الشخصية وهي:
- القضية الجنوبية: باعتبارها القضية الأساسية والهامة وحلها يتطلب أولاً وقبل كل شيء الاعتراف بها وبحق تقرير المصير وبالاستفتاء باعتباره الشرط الأساسي للحل وتطرح بالاستفتاء خيارات(الوحدة - الفيدرالية - فك الارتباط) طالما ولا زال هناك الكثير من الوحدويين، وما يقره شعب الجنوب باعتباره صاحب الحق في تقرير مصيره على أن يتم هذا الأستفتاء تحت إشراف دولي وإقليمي وعربي وتصبح نتيجة الإستفتاء ملزمة للجميع.
- قضية صعدة: يجب الاعتراف بها وبأن للحوثيين كامل الحق في ممارسة كل شعائرهم وممارسة حقوقهم كاملة بدون نقصان ونفس الشيء ينطبق على المحافظات المظلومة الأخرى، أما باقي القضايا إذا ما حلت هاتين القضيتين فإن حلها تنظمه القوانين فلا زواج القاصرات ولا ختان البنات يشكل أي معضلة، فالمعضلة الكبرى إذا تم حل هاتين القضيتين هي المعضلة الاقتصادية وهي القضية الثالثة بعد القضية الجنوبية ومعضلة صعدة. فهل نحن جادون في معالجة هذه القضايا أم إننا سنظل في نفس المربع؟
إن على أي مؤتمرات ستعقد إن تقف وبمسؤولية أمام هذه القضايا وعلى السيد جمال بن عمر أن يفهم أن الجنوب ليس (البوليساريو) وعليه ألا يكرر تجربة الأخضر الإبراهيمي فكلاهما ليس المهدي بن بركه ولا أحمد بن بلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى