الجامعة الرمضانية

> إعداد:ماجد علي

> لا يخفى عليكم أن رمضان المدرسة الأولى بل الجامعة الأولى للتعليم في شتى التخصصات، وها نحن سنحل ضيوفا على الجامعة الرمضانية، وسنطوف في كلياتها لنستزيد من نورها وننهل من ينبوعها، ومن هذه الكليات: كلية الصبر .
** كلية الصبر **
وهكذا يتبين لنا عظم الارتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة، وأكثر من ذكره في كتابه، وأثنى على أهله القائمين به، ووعدهم بالأجر الجزيل عنده.
قال تعالى : “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ” [النحل: 127]، وقال: “وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” [الشورى: 43], وقال عز وجل: “يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُوا” [آل عمران:200], وقال : “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” [البقرة : 155].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءاً أعظم ولا أوسع من الصبر». وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “وجدنا خير عيشنا بالصبر”. وقال : “أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً”. وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : “الصبر مطية لا تكبو”.وقال الحسن- رحمه الله - : “الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده”. فالصائم المحتسب يفيد دروساً جمة في الصبر من جراء صيامه، فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه، فيفيد درساً عظيماً في الصبر، حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها.
والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب، ولا يقابل الإساءة بمثلها، ولا تضطرب نفسه، فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه : افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي، فكيف أخيس بالعهد، أو أسيء إليك كما أسأت إلي، “لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ...”.
الصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال لم يتسلحوا بالصبر، ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان، فيخرجون عن طورهم، وتثور نفوسهم، وتضطرب أعصابهم.
أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس، ساكن الجوارح، رضي القلب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى