مشيخة الرياضة !!

>
ناصر الساكت
ناصر الساكت
انتهى مونديال البرازيل 2014.. وظفر المنتخب الألماني باللقب للمرة الرابعة ونال كأس العالم في نسخته الـ20 عن جدارة واستحقاق وحل منتخب الأرجنتين ثانيا وهولندا ثالثا فيما منتخب السيليساو المستضيف – والذي كان المرشح الأول لخطف اللقب- خرج من "مولد" الحدث الكروي العالمي الأبرز بلا حمص ولا حتى "فاصوليا" ، ولم يحصد سوى "دموعا" حارة ذرفتها عيون اللاعبين بحرارة وغزارة ومرارة لم تجدي معها أو منعها محاولات الطبيبة النفسية الشهيرة ريجينا برانداو، خاصة بعد الخسارة الثقيلة من ألمانيا في دور الأربعة .. دموعا تشهد –ودمع العين دائما ما يكذب- على حقيقة ان البرازيل سجلت "أسوأ" مشاركة لها في تاريخ كأس العالم وهي التي لم تغب او تتخلف عنه منذ انطلاقته عام 1930م بالأورجواي!!
** عشنا مع المونديال أيام وليال وأمسيات كروية رمضانية "رائعة" فيها من الروحانية والمتعة الكروية والإثارة و"المراهنات"والميول كلا الى لونه ومنتخبه المفضل ما جعلنا ننسى أو نتناسى –ولو مؤقتا- بعضا من أوجاعنا وأوضاعنا المأساوية التي يفرضها واقعنا الرياضي "الصعب" وحال الكرة اليمنية "المتردي" ومنتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يغني مع الفنان الراحل فيصل علوي "كلما أتقدمت خطوة رجعوني خطوتين"!!
** العالم من حولنا يتطور.. يتقدم الى الأمام .. إلا نحن في اليمن نتأخر .. نتراجع الى الخلف بسبب سياستنا "العقيمة" في التعاطي مع الشأن الرياضي ، وكأن الرياضة مضيعة للوقت ومجرد لهو ولعب ، دون النظر في دلالات ان الرياضة بمفهومها العام اصبحت اليوم "علم" يُدرس في الجامعات اقتصاديا وثقافيا وسياحيا وبل و"دبلوماسية" حديثة للتقارب والتعارف بين الشعوب والحضارات ، فضلا عن فوائدها الصحية والبدنية والذهنية واهميتها في بناء الشباب والنشء وصقل قدراتهم ومواهبهم !!
** سنظل متخلفين ومتأخرين .. وستبقى "رياضتنا" كسيحة ومنتخباتنا محلك سر طالما ظل "قطاع الرياضة" عرضة للمحاصصة السياسية والقبلية ولـ"المشيخة" ايضا ، كما هو واقع الحال اليوم .. "مشائخ" يتربعون على رأس قيادة وزارة الشباب والرياضة وبعض اتحادات رياضية ومنها اتحاد كرة القدم، !!
** منذ أن غادر د. عبدالوهاب راوح وزارة الشباب في اواخر التسعينات الى اليوم لم تر الوزارة "عافية" كل الذين تعاقبوا على قيادة شؤون الوزارة عبارة "شيوخ" ووجاهات "قبلية" نافذة علاقتها بالرياضة كعلاقة "حبابتي" باللغة الصينية ، حتى اهم اتحاد رياضي سقط في فخ "المشيخة" قبل اكثر من ثمان سنوات وصارت الكرة اليمنية والمنتخبات الوطنية تشكي وتبكي من الانكسارات والانتكاسات والهزائم "المتلتلة" وصار لنا دوري "باهت" بلا طعم ولا لون ولا رائحة ، ومدرجات استوطنتها "الغربان" بعد ان هجرتها الجماهير الرياضية!!
** قبل أيام أضحكني خبرا قرأته على شريط الإخبار لإحدى قنواتنا الفضائية .. منتخبنا يتقدم ثلاثة مراكز ويحل بالمركز 180 حسب تصنيف الفيفا .. هذه هي انجازات مشائخ الرياضة .. وفي ظل سريان العمل بقانون "مشيخة الرياضة" ابشروا بمزيد من هذه الانجازات .. وعيدكم مبارك !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى