مرسال الأغنية المتميزة وشاديها يرحل بصمت

> «الأيام» متابعات:

> انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس الأحد الفنان اليمني الكبير كرامة سعيد مرسال عن عمر ناهز 68 عاماً بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في مجال الفن والغناء.
رحل من وصف الحب أنه (نبراس الحياة وحياة بدون حب لا تساوي شيئا) ومن وصف (المرأة) بأنها شريان الحياة، ومن وصف (الشحر) بأنها السعادة والحب ومهوى الشعراء وانطلاقهم، ومن قال عن (الوداع) بأنه (أصعب وأمر الأشياء)، واليوم نعيش أصعب وأمر الأشياء.
حزنت المكلا وذرفت دموعها حارة وبكت حضرموت وعدن وعموم اليمن على رحيل الفنان القدير كرامة سعيد مراسل صاحب الصوت الدافئ بعد معاناة طويلة مع مرض عضال ألم به.
وبهذا المصاب الجلل بعث الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفنان كرامة مرسال وأولاده صبري وعبده وسعيد وفضل وعلي، وذلك في وفاة والدهم الفنان مرسال الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في خدمة الأغنية اليمنية.
وأشاد الرئيس في برقيته بالتجربة الفنية الرائدة والمتميزة للفنان الراحل وإسهاماته ودوره الكبير في تطوير وإثراء الأغنية اليمنية وإحياء التراث الغنائي الأصيل ونشره إضافة إلى عطاءاته الراقية التي وضعته في مصاف الفنانين الكبار من خلال أعماله الخالدة التي تغنى بها بكل معاني وقيم الوطن، مؤكدا أن تراث الفقيد وإبداعاته ستظل إحدى أهم منارات الأغنية اليمنية ومدارسها التي ستظل ملهمة للأجيال.
وأشار الرئيس هادي إلى أن الوطن خسر برحيل الفنان مرسال واحداً من أهم أعلام الفن والغناء في اليمن والذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم بكل تفانٍ وإخلاص، معبرا عن بالغ الأسى وصادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد بهذا المصاب، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.
وكانت السلطة المحلية والأطر الثقافية والإبداعية بمحافظة حضرموت قد نعت الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال، مشيدة بدوره وإسهاماته وإبداعاته في إثراء الساحة الفنية والغنائية.
وفي هذا السياق قام خالد سعيد الديني محافظ حضرموت أمس بزيارة لمنزل الفنان الراحل كرامة مرسال بالمكلا، حيث قدم واجب العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وأولاده، ناقلا إليهم تعازي ومواساة رئيس الجمهورية، معبرا عن بالغ الحزن والأسى برحيل هذا الفنان الغنائي المتميز الذي يعد واحداً من أبرز الأعلام الفنية التي وضعت بصمات واضحة بمجال الغناء والفن عموما والأغنية الوطنية خصوصا.
ولد الفنان كرامة سعيد مرسال في منطقة المكلا القديمة بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في العام 1946م، حيث تربى وترعرع في أحيائها.. نشأ كرامة في أسرة ميسورة الحال ومثقفة، وبدأ مشواره الفني في عام 1963 وهو في سن السابعة عشرة من العمر، وهي نفس الفترة التي توفي فيها الفنان محمد جمعة خان أحد أشهر فناني حضرموت وترك فراغاً في الساحة الفنية، إلا أن الفنان كرامة مرسال سد بمشواره الفني ذلك الفراغ فكان يحيي حفلات شعبية وأعراسا على أنغام وأغاني محمد جمعة خان، مما أعطاه خطوة قوية للظهور على الساحة الفنية.
وقد عاش الفنان كرامة في منطقة فوه الواقعة غرب مدينة المكلا، وتنقل بين المكلا وعدن وعمان وجدة والكويت، ورحل عنا تاركا خلفه (13 ولدا وابنتا) ورصيد كبير من أغاني الطرب المتميز والأصيل، التي قدمها هذا الفنان الذي يعتبر من الأصوات اليمنية الشجية بأغانيه المتميزة التي تحمل بين كلماتها الصدق وبألحانه الإبداعية الرائعة، فهو من الفنانين الذين تميزوا بأعماله التي تأخذ الطابع الشعبي، حيث استطاع أن يصل بأغانيه إلى أكبر شريحة ممكنة سواء داخل اليمن أو في منطقة الخليج والجزيرة، فقد نسج لنا أبو صبري مزيجاً من الإبداع الذي تشكل في نجاحه باختيار أعماله الغنائية وصياغتها بشكل يظهرها للمستمع بصورة حسنة ومقبولة.
مشوار مرسال في عالم الغناء والطرب طويل ومليء بالنجاحات والإسهامات الغنائية، وكثيرة هي المراحل التي مر بها الفنان كرامة مرسال، ومن هذه المراحل كانت فترة معايشته وملازمته للشاعر اليمني الكبير صالح عبدالرحمن المفلحي وشكَّل معه ثنائيا غنائيا ناجحا أثمر نشر الكثير من الأعمال الغنائية على مستوى المنطقة والتي كانت من إبداع المفلحي وبصوت كرامة مرسال.
يمتلك كرامة مرسال اليوم شهرة واسعة على الساحة اليمنية وعلى مستوى دول الخليج العربي، ويحيي كل عام أكثر من 6 حفلات خاصة وعامة بدول الخليج العربي عموما والكويت وعمان والسعودية على وجه الخصوص.
ومن أشهر أغانيه على الساحة اليمنية أغنية (محبوبتي اليمن) التي يقول فيها:
" حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن *** حبي لها أمي سقتني إياه في وسط اللبن".
وتميز الفنان الراحل كرامة مرسال في الأداء والتوصيل الجيد للأغنية كلمات ولحنا، فقد ذرف الفنان الكبير أبو بكر سالم بالفقيه الدموع حينما استمع إليه يغني أغنية: (صاحبي با نفترق) والتي يقول في مطلعها :
(كل شيء يحتمل غير الفراق ... شل قلبي معك مالاق ... حيثما حليت ياريم اليمن).
قدم كرامة خلال حياته الفنية الكثير من الأغنيات التي اشتهرت باللون الحضرمي وكانت أشهر أغنياته (متيم) التي حازت على إعجاب الجماهير الخليجية والعربية وغناها الكثير من مغنيي الخليج العربي أمثال راشد الماجد وفرقة ميامي وغيرهم. كما قدم كرامة أيضا رصيدا لا بأس به من الأغاني الوطنية للوطن العربي واليمن، ومن أشهرها: وا ويح نفسي - ما تكفيني - أعد ذكر ليلى - أثار هواك - بين المحبين - ياريم اليمن - إن جبرتم كسر قلبي - الحب قالوا - متيم - أقبل العيد - قال ابن هاشم - المحبين - بعدت عني - بربك قل لي - بتحمل الجور - باشل حبك معي - أيش خلاك تنسى حبي - أنت مرادي - المحبة ولاشي - اللي حسبته صار - الله كفيلك - تمناه قلبي يالمختم.
رحم الله الفنان كرامة سعيد مراسال، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى