مرافق صحية بمديريات في عدن.. أربعة أشهر من الإضراب العام والشلل التام

> استطلاع / سليم المعمري

> أربعة أشهر من الحقوق الضائعة لموظفي المرافق الصحية بمديرية الشيخ عثمان ودار سعد ومستشفى 22 مايو والمختبر المركزي.
معاناة مستمرة لهؤلاء الموظفين في ظل صمت مطبق من قبل الجهات المختصة في عدن، بعد استثنائهم من مستحقاتهم التي تم صرفها لبقية موظفي المرافق الصحية الأخرى في المحافظة.
بداية نتطرق إلى ما تعانيه بعض المرافق الصحية في مديرية الشيخ عثمان.. توضح نائبة قسم التحصين بمجمع الشيخ عثمان الصحي، الأخت انتصار نعمان محمد المقطري، أن “المجمع بات يتحمل أعباء كبيرة نتيجة الإضرابات المستمرة، وعدم قيامها بمهامها بالشكل المطلوب ما زاد من حدة الضغط عليه نتيجة الإقبال المتزايد للمرضى من مديريات المحافظة كالمنصورة ودار سعد”.
وتواصل المقطري قائلة: “نقوم بجهود كبيرة ونتحمل أعباء متزايدة ورغم هذا لم نتحصل على حقوقنا”، موضحة: “العمال اتفقوا على إيقاف عملية التحصين في حال لم يتم صرف مستحقاتهم، وحملوا مكتب الصحة بالمحافظة تبعات ذلك الإيقاف”.
وقالت: “هناك معاناة كبيرة يتحملها العمال أثناء حملة التحصين من قبل الجهات المعنية، وذلك بالإتيان بموظفين من خارج
المرفق الصحي لتنفيذ هذه الحملة والتخلي عن الموظفين الأساسيين الرسميين، فضلاً عن القيام بإغلاق المجمع من الساعة العاشرة صباحاً، وعدم السماح للعائلات بتلقيح أطفالهم”.
مجمع الشيخ عثمان الصحي
مجمع الشيخ عثمان الصحي
** استمرار الإضراب **
ويشهد كذلك المرفق الصحي بمديرية دار سعد حالة من التدهور والإهمال، ويوضح مندوب المجمع الأخ أحمد فضل يحيى قائلا: “نحن حتى الآن لم نتسلم التسوية الوظيفية أسوة ببقية الزملاء في المرافق الصحية بالمحافظة، في الوقت الذي تسلمت مستشفى الأمراض النفسية، في أغسطس 2013 م، بالإضافة إلى جميع المستشفيات والمجمعات الصحية، باستثناء مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد،ومستشفى 22 مايو، إضافة إلى المختبر المركزي”.
ويكمل يحيى حديثه قائلا: “فضلاً عن المعاناة التي نتكبدها والمتمثلة بتأخير صرف مرتباتنا بسبب حالة الإهمال والإقصاء الذي نتعرض له باستمرار”.
وطالب يحيى الجهات المعنية متمثلة بوزير المالية ب“صرف جميع مستحقاتهم أسوة بالمرافق الصحية الأخرى”، مشيراً إلى أنه “إذا لم يتم ذلك فإن الإضراب سوف يستمر حتى تتم الاستجابة لكل مطالبهم”.
** مبررات غير مقبولة **
نائب مدير مجمع الشيخ عثمان الأخ سالم علي حيدرة أوضح من جانبه، أن “موظفي المجمع يطالبون منذ فترة بالتسويات الوظيفية، لكن لم يتم الاستجابة لهم، الأمر الذي جعلهم يلجؤون للإضراب، وهم مضربون حالياً منذ قرابة أربعة أشهر”.
ودعا حيدرة قيادة المحافظ والجهات المعنية إلى “سرعة الاستجابة في تحقيق مطالبهم”، محملاً محافظ عدن ومكتب المالية مسئولية ما يعانيه الموظفون، نتيجة ما وصفها بالإعاقات والمبررات غير المقبولة.
وأضاف موضحاً: “تم تشكيل لجنة لمقابلة مدير عام مكتب الصحة في عدن، وقد تم التواصل مع الجهات المختصة لصرف التسويات الوظيفية لموظفي المرافق الصحية المذكورة، أسوة بزملائهم في بقية المرافق الصحية الأخرى”.
** تجاهل الجهات **
رئيس نقابة المهن الطبية والصحية بمديرية الشيخ عثمان، الأخ ناصر فضل محسن، تحدث موضحاً “أنه تم تنفيذ الإضراب الشامل في الخامس من مايو العام الجاري، من قبل الموظفين، لكنه لم يتم حتى الآن الاستجابة لمطالبهم المشروعة”.
واعتبر رئيس النقابة بالمديرية، أن “هذا الأمر يعود إلى عدم المبالاة التي يتعامل بها مسؤولو الصحة، وكذا السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة”.
وقال محسن مستغرباً: “التجاهل الذي تبديه الجهات المسؤولة تجاه الإضراب المتواصل لموظفي المرافق الصحية الأربعة”، يؤكد أن “أولئك المسؤولين لا تهمهم مصالح القطاع الصحي ولا معاناة المرضى، ولا أيضاً أوضاع الموظفين وإعطائهم حقوقهم ومستحقاتهم”.
مكيف بصالة المجمع عاطل
مكيف بصالة المجمع عاطل
وبين محسن أن “الإشكال القائم لا يكمن في الجهات المختصة وحدها، بل هناك أيضاً خلافات موجود في النقابة العامة للمهن الطبية، وهو ما عكس نفسه في عدم متابعة الجهات المختصة، وتقاعسها عن الإسراع في صرف التسويات الوظيفية”.
وناشد رئيس الجمهورية “إنصاف أولئك الموظفين الذين لا يزالون بانتظار أن يتم الإفراج عن مستحقاتهم وعلاواتهم، بعد أن توصلوا لطريق مسدودة مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة للقيام بصرف التسويات الوظيفية”.
وقال: “كان هناك حل مع مدير مكتب المالية بالمحافظة الأخ عبدالحكيم الذاري للقيام بصرف راتب شهر يناير للعام الجاري، كتسوية ل 10 أشهر، وقد التزم مكتب الصحة بصرف الشهرين المتبقيين للعام 2013 م، إلا أنه لم يلتزم بذلك لوجود عجز في رواتب مكتب الصحة - حسب قولهم - وهناك وعود من مدير مكتب المالية عن متابعة وزارة المالية بالصرف في عام 2014 م، ولكن من خلال ما تم في شهر مارس من نفس العام، وجدنا أن كل الوعود تبخرت”.
** سئمنا الوعود **
وعن لقاء مندوبي الموظفين مع الجهات المعنية في المحافظة، قال رئيس نقابة المهن الطبية والصحية بمديرية الشيخ عثمان، ناصر فضل محسن: “التقينا وكيل المحافظة الأخ أحمد الضلاعي، الذي بدوره نفى معرفته بالأوضاع القائمة في مجمع الصحة بالشيخ عثمان، وقال لنا: لا أعرف شيئاً عن مطالبكم، وأريد منكم توضيحها، حتى أعرضها على الأخ محافظ المحافظة”.
ويضيف: “تكلمنا معه وعرضنا عليه عدة رسائل أرسلناها للمحافظ دون أن تكون هناك أي ردود، كما أنه سبق وتحدثنا في لقاء آخر مع الأخ نايف البكري وكيل المحافظة لشؤون المديريات، والذي من جانبه وعد بالمتابعة شرط أن يتم فتح الإضراب، وكان ردنا حينها، لا يمكن تنفيذ ذلك لقد سئمنا كل الوعود التي تلقيناها على مدى عام، وكلها كانت مجرد ذر للرماد على العيون”.
** المحافظ وعد وأخلف **
يبلغ عدد الموظفين والعمال المضربين في المرافق الصحية الأربعة، بمديريتي الشيخ عثمان ودار سعد، ما يقارب 300 موظف وموظفة، والتساؤل هنا: لماذا لا تقوم الجهات المعنية في المحافظة بصرف التسويات الوظيفية من أي بند من البنود الموجودة في المحافظة، كما سبق ووعد الأخ المحافظ بصرفها من بند الكوارث، خصوصاً والحالات الصعبة التي يعاني منها المرضى تستحق العناية والتركيز عليها من خلال الاهتمام وتلبية كامل حقوق ومستحقات الموظفين المضربين.
** وعود كاذبة **
الممرضة سهام السيد عبده، تقول: “كل الوعود التي سمعناها لم نر منها شيئا سوى الكذب، ونتساءل لماذا لا يتم صرف الفائض لدى مكتب الصحة بعدن للمرافق التي لم يتسلم موظفوها التسويات الوظيفية، والذهاب بها إلى وزارة المالية”.
وتضيف سهام: “إيداع المبلغ الفائض لدى المالية يتم صرفه لتسديد كلفة أغراضهم الشخصية، فمن غير المقبول أن يتم تجاهل أصواتنا، فالراتب لا يأتي بموعده، إضافة إلى عدم استلام المستحقات المتبقية من العام 2013 م، ولم يتم إضافتها إلى الراتب”.
وقالت: “بسبب هذا الإضراب أصبحنا نتلقى تهديدات بالقتل من بلاطجة، ونحمل الجهات المختصة ممثلة بمكتب الصحة المسؤولية الكاملة عن العواقب التي قد تنتج عن هذه التهديدات، وما قد يمس الموظفين المضربين من أدى”.
استطلاع / سليم المعمري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى