طالبوا بمحاكمة الجاني الثاني علنيا.. أهالي عدن: (2)..قضية شيماء يجب أن تكون رادعا لكل من تسول له نفسه انتهاك حرمة الطفولة

> استطلاع / فردوس العلمي:

> من بين السطور نسمع آهات الوجع وتنهيدات وتوسلات لم يسمعها بشر، ماتت شيماء واٌغتيلت براءتها من قبل ذئاب بشرية جُردت من إنسانيتها في ليلة ظلماء غاب فيها القمر.. ماتت والدتها.. الصدر الحنون لتصبح شيماء يتيمة وتعيش في كنف خالتها وجديها حياة متواضعة في جميع مناحيها.
شيماء ذات السنوات الثماني لم تكن تعلم أنها لن تتم عامها ذلك، وأنها على موعد مع الخطف والاغتصاب ثم القتل، وهنا نسأل وحق لنا أن نسأل كيف تراءت لكم شيماء أيتها الذئاب البشرية لتفعلوا فعلتكم الشنعاء تلك؟ جريمة يتألم منها القلم وتبكيها الحروف، وتذرف منها العيون دماً، بكتها القلوب بصمت، فمجرد أن تصوغ حروف اسم (شيماء) تتوجع السطور وتنفث نار الألم حين تتخيلها أمامك.. ما أصابك يا صغيرتي من وجع، يرتسم على السطور لتحكي لنا الحروف حكاية اغتيال براءة طفلة لم تكمل عامها الثامن، وموت ضمير الإنسانية بين أروقة الدنس.
جنازة شيماء
جنازة شيماء
ففي نهاية شهر شعبان الماضي في تلك الليالي الروحانية كانت هناك ذئاب بشرية تعقد صفقة مع الشياطين قبل أن تُصفد لتدنس براءة الطفولة، لم يكن ذنبها إلا أنها من أسرة فقيرة ذهبت لتحضر لجدتها شربة ماء من الجيران لتروي عطشها، كانت شيماء في تلك اللحظات ذاهبة وهي لاتدري بأنها على موعد مع قدرها المحتوم مع تلك الوحوش.
لقد كثرت حوادث اغتصاب الأطفال )ذكورا وإناثا(.. براءة تغتصب من قبل ذئاب بشرية لم تجد من يصدها، فلا دولة ولا قانون ولا ضمير!.
** يجب تثقيف الجميع **
مديرة دائرة المرأة بصندوق الرعاية اﻻجتماعية في عدن عهد محمد جعسوس أكدت أن “الطريقة المثلى والناحعة في التقليل من ظاهرة الاختطاف والاغتصاب هي بالتوعية وخلق ثقافة لدى النساء وكذا الأطفال حول هذه الظاهرة لنجنبهم الوقوع في هذه الجرائم، وإن كان البعض يرى أن تثقيف الطفل بهذه الثقافة يتنافى مع عمره ومدركاته، وذلك لتحصينه وحمايته من هذه الجرائم التي باتت ترتكب بين الحين والآخر دون رادع أو وازع من دين أو ضمير ويكون ضحيتها في كثير من الأحيان أطفال في عمر الزهور كما حدث للطفلة شيماء التي اضحت قضيتها تثير الكثير من الشكوك بعد أن تداخلت أطراف كثيرة فيها وأخذت مسارا غير واضح المعالم”.
وتمنت جعسوس “أن يأخد العدل لها حقها وينصفها من المتهم الثاني”.
** أحزاب سياسية وراء موته **
عزيز ناصر عزيز اعتبر قضية شيماء: “قضية مجتمع بأسره وليست قضية أسرة أو مديرية أو محافظة”.
ويضيف: “وبما أن الطفلة من عدن لهذا يتوجب على أهل هذه المحافظة العمل باستمرار حتى ينتصروا لطفولة شيماء من مجرميها ولتكون رادعا لكل من تسول له نفسه ارتكاب الجرائم وذلك بتنفيذ الحكم على مرأى من الجميع” وحمل عزيز الأسرة “المسؤولية الأولى في حماية الأطفال والحفاظ عليهم باستمرار لتجنيبهم أي مكروه لاسيما في هذه المرحلة التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق، وكذا الانتشار المخيف للمخدرات في المحافظة في ظل صمت مطبق من قبل الجهات المختصة لإنهائها بعد أن أصبحت ظاهرة تؤرق حياة المواطنين وتهدد سلمهم وحياتهم المعيشية في كل الأوقات”.
وعن وفاة المتهم الأول في قضية الطفلة شيماء أكد عزيز أن “موته يدعو إلى كثير من الاستفسارات والاستفهامات مما يأخذ السمة السياسية وهو ما يؤكد أن وراء مقتله جهات وأحزاب سياسية”.
** غياب الوعي **
أما الدكتورة أريج العبسي فقد أكدت أن “الجريمة ارتكبت تحت تأثير المخدرات التي أضحت منتشرة في المدينة وبشكل مخيف منذ السنوات الأخيرة”، وتضيف العبسي: “جريمة شيماء هي واحده من مئات الجرائم المختلفة الناتجة عن غياب الوعي”، موضحة “بأنها ونتيجة لغياب الوعي تستقبل دائما أثناء تأديتها في حوادث مستشفى الجمهورية حالات عدة من طعن وقتل وذبح، وحالات الانتحار التي باتت في تزايد مستمر بين أوساط الشباب الناتج عن الجهل وقلة الوعي”. ودعت العبسي الأمهات والأهل إلى “ضرورة تثقيف أبنائهم حول هذه الظواهر، مع تعزيز ثقافة الالتزام بالبقاء في المنزل، وعدم مغادرته ليلاً وكذا عدم الثقة بالأشخاص الغرباء وغيرها من الثقافات التي من شأنها أن تحصن الطفل من المخاطر”.
واختتمت حديثها قائلة: “لقد استأت كثيراً لوفاة المتهم الأساسي في السجن، وكان يجب أن ينفذ فيه الحكم أمام الجميع ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب كل ما يخل بالأمن وينتهك الأعراض وغيره”.
** قضية رأي عام **
بدوره أوضح التربوي سمير علي يحيى أن “قضية الطفلة البريئة شيماء شهاب وتفاصيلها كانت وما تزال قضية رأي عام في عموم عدن والباد، وحظيت باهتمام قوي من وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمحامين وغيرهم من شرائح المجتمع، وذلك للدفاع عن حق طفلة انتهك عرضها وأزهقت روحها، والمطالبة بإجراء محاكمة عاجلة للمتهم وإنزال العقوبة عليه في مكان عام ليكون عبرة للآخرين”.
وعن وفاة المتهم الأول قال يحيى “إن انتحار أو مقتل المتهم الأول بعد نقله من حجز المباحث أضفى على القضية بعداً جديداً ولغزا لم يحل إلى الآن”، كما طالب “بسرعة الكشف عن كل المتورطين من جهات وأشخاص في القضية”، وأعاد يحيى الأسباب الرئيسة وراء انتشار هذه الجرائم إلى “سوء التربية، والتفكك الأسري، والحرمان العاطفي، والمخدرات، والانفلات الأمني، وغياب الوازع الديني، وغياب التوعية المجتمعية وغيرها من الأمور السلبية التي باتت تهدد حياة المواطنين لاسيما في عدن”.
واختتم يحيى حديثه بقصيدة رثى فيها الطفلة شيماء، قال فيها:
هل هذه رجولة .. أم أنها البطولة تغتالوا شيماء
وبراءة الطفولة بل هذه حقارة .. أيها الجبناء تنتهكوا الطهارة
للطفلة شيماء بسمتها البريئة .. لم تمنع الخطيئة لأنكم وحوش وأفعالكم دنيئة
هذا مدادك ياسمير .. يناشد كل ضمير
عدن اليوم غاضبة .. ووضعنا جدا خطير
لن تفلتوا من الحساب. لن تنجوا من العقاب
مهما يكن فعقابكم .. القصاص في الكتاب
** أسئلة غامضة **
من جهتها قالت المحامية منى عبدالله فضل: “هناك أسئلة كثيرة غامضة في قضية شيماء منها على سبيل المثال لا الحصر لماذا أعيد المتهم من سجن البحث الجنائي إلى شرطة كرير؟
وهل المتهم مات أم أن هناك سرا وراء موته؟
وهل يوجد تقرير طبي شرعي يؤكد سبب الوفاة للمتهم؟”.
وتضيف” نطالب بضرورة تشريح الجثة لكشف اللغز الغامض في وفاته”.
** ختام **
إن قضية الطفلة شيماء شهاب جريمة قضت مضاجع أهالي عدن إن لم يكن البلد بأسره لهول بشاعة الجريمة وفضاعتها، الأمر الذي يُوجب على الجميع من حقوقيين ومنظمات مجتمع مدني وكافة شرائح المجتمع إلى القيام بواجبها تجاه هذه القضية، وانتصاراً لحق الطفولة المغتالة بالضغط على الجهات المعنية، حتى لا تنحرف القضية عن مسارها وتضل طريقها للتنفيذ، وذلك بغرض حماية أطفال المدينة وأبنائها ووضع حد لمثل تلك الجرائم التي أضحت ظاهرة تؤرق الجميع”.

استطلاع / فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى