سؤال بريء .. يبحث عن إجابة !! لماذا الإصرار على إجراء انتخابات التلال ؟!

> كتب / عوض بامدهف:

> التلال.. وما أدراك ما التلال.. النادي الأعرق، والأقدم على مستوى عدن وبلادنا وشبه جزيرة العرب والخليج العربي، ومن أوائل أندية الوطن العربي قاطبة، يحمل على كاهله إرثًا رياضيًا عريقًا وحافلاً بالإنجازات الباهرة في ميادين وساحات التنافس الرياضي الشريف في بلادنا.
وهذه العراقة الكبيرة، والمكانة الرفيعة، جعلت التلال أو العميد كما يحلو لجماهيره ومحبيه وعشاقه أن يطلقوا عليه، وهو الكيان الرياضي الرائد الذي اكتسب وباقتدار واستحقاق لقب العميد.
وهذه العراقة أهلت التلال ليكون دومًا في صدارة وواجهة الأحداث الرياضية البارزة، وموضع اهتمام وتقدير واحترام الجميع، الذين يصوبون أنظارهم صوب البيت التلالي، ويرصدون كل شاردة وواردة تدور في رحاب البيت التلالي.
ولذا فإن التلال منذ إشهاره وظهوره كوريث شرعي لإجمالي تاريخ الموروث الرياضي الشامل في (عدن القديمة) أو فوهة البركان (كريتر) قبل قرن ونيف، وذلك في 18 يوليو 1975م تنفيذًا للقرار القسري بدمج الأندية، وقيام أندية الأحياء في عدن والصادر من قبل اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة للمحافظة الأولى (عدن) برئاسة الأخ محمد سعيد عبد الله (محسن) وزير الدولة (وقتها).
**** الازدهار والانهيار
وعلى امتداد (39) عامًا مرَّ التلال بمراحل عدة من الازدهار إلى الانهيار، وفي محطات عديدة كان التلال على موعد مع الفراغ الإداري، وانعدام الاستقرار وسيادة الخلافات والانشقاقات والمماحكات، ولعل أبرز هذه المحطات ذلك الانشقاق الشهير للاعبي التلال في العام 1980م، وقبيل انطلاق مسابقة كأس اليمن الأولى عام 1980م، وكذا معاناة التلال الكبيرة من الفراغ الإداري في أعقاب انهيار اللجنة المؤقتة للنادي برئاسة الأستاذ عبد الله إبراهيم محمد في أوائل العام 1999م، ليتم السعي عبر محاولات عديدة لاستقطاب (المهندس أنيس ناصر السماوي)، مدير عام مكتب الإنشاءات في عدن، لإنقاذ النادي، وتحمل رئاسة النادي للخروج من مأزق الفراغ الإداري، وقد كُللت هذه المحاولات بالنجاح، حيث اعتبر الكثيرون من أهل البيت التلالي المهندس أنيس السماوي منقذًا للبيت التلالي، وصاحب الفضل الأول في إعادة تأهيل البنية التحتية والفنية للنادي، وإظهاره بشكله الحالي الجديد، وكان بحق السماوي رائدة وصانع التلال الحديث، ولكن المنقذ السماوي رغم كل ما قدمه من جهد وعطاء ومال، نال في الأخير (جزاء سنمار).
وبعد مرحلة السماوي، تواصل أداء التلال وبوتائر عالية في ظل تواجد الدكتور صالح علي باصرة، رئس جامعة عدن في ذلك الوقت، ورجل الأعمال المعروف الأستاذ رشاد هائل والذي في عهده عاد التلال إلى منصات التتويج بفوزه بدرع الدوري وذهبه في موسم 2005م بقياده المدرب القدير الكابتن سامي نعاش بعد غياب دام (15) عامًا، وبرحيل رشاد هائل المفاجئ دخل التلال مرحلة العد التنازلي المتسارع، وهو ذلك الإيقاع الذي بلغ ذروته بهبوط فريق التلال الأول إلى الدرجة الثانية، ولأول مرة في تاريخه، وكاد هذا الهبوط أن يتكرر مره أخرى، لولا إقدام الأخ أحمد علي عبد الله صالح، الرئيس الفخري لنادي التلال في ذلك الوقت على تشكيل لجنة إنقاذ التلال برئاسة الأخ عارف عوض الزوكا، ونائبه حافظ فاخر معياد، والتي نفذت مهمة الإنقاذ بنجاح كبير، ولكنها في الوقت نفسه أغرقت النادي في مديونية خرافية، وأثر ابتعاد كل من الزوكا ومعياد بسبب اندلاع ما سمي بثورة الشباب، عاد التلال للدخول في نفق الفراغ الإداري والبحث عن رئيس مجددًا.
وبعد مدة شهدت الكثير من الخلافات والانقسامات والانشقاقات التي هددت كيان البيت التلالي بالتشرذم والفرقة والتبعثر وبشكل غير مسبوق، وبينما وضع التلاليون أياديهم على قلوبهم خوفًا من المصير المظلم الذي ينتظر ناديهم العريق.
**** الفرج المنتظر
وفي لحظة فارقة وحاسمة، جاء الفرج المنتظر مع قدوم العقيد (عارف يريمي) الذي وافق وبشجاعة نادرة يشكر عليها على تحمل مقاليد رئاسة اللجنة المؤقتة لنادي التلال الرياضي في ظل هذه الظروف الشديدة التعقيد والصعوبة.
ووسط تخوف وقلق البعض نظرًا لقلة خبرة (اليريمي) بشئون وكيفية إدارة الأندية، خاصة في مثل تلك الظروف الصعبة والمعقدة التي أحاطت بنادي التلال، ولكن، القادم الجديد على الرئاسة التلالية استطاع بكثير من الجهد والإخلاص والتعب من أن يعيد للبيت التلالية الكثير من استقراره وهدوئه، وكان هذا الأمن دافعًا لسيادة أجواء الاطمئنان في ربوع البيت التلالي، ورغم الصعوبات الواضحة والمعوقات الصريحة إلا أن وهذه كلمة حق نقولها لصاحبها وفي وقتها، ربان السفينة التلالية نجح وبامتياز صريح في تجاوز كل العوائق وإيصال السفينة التلالية إلى بر الأمان، وهذا بشهادة الجميع.
**** الانتخابات والتمديد
وفجأة ودون مقدمات ارتفعت بعض الأصوات تطالب بضرورة إجراء انتخابات التلال في نهاية المدة المحددة والمقررة للجنة المؤقتة.
وفي الواقع هذا أمر قانوني صريح لا غبار عليه، ولكنه هنا أصبح بمثابة وأقرب إلى (كلمة حق يراد بها باطل)، وخاصة بعد نجاح رئيس اللجنة المؤقتة وبقية طاقمها في تحقيق أكثر مما هو منتظرًا ومتوقعًا منهم، حيث حقق التلال المركز الثالث في دوري النخبة بعد غياب طويل، وكذا تحقيق النجاحات البارزة في كرة السلة وكرة الطاولة وغيرهما من الألعاب الرياضية.. بالإضافة إلى هذا وذاك فإن اللجنة المؤقتة مشغولة في إعداد الفريق الكروي الأول وتهيئته التهيئة المناسبة لخوض غمار منافسات الدوري القادم، ولذا فإن التمديد يعد مطلبًا ضروريًا لضمان استقرار وتطور الأداء التلالي وبوتائر عالية.
فلمصلحة من يتم تشتيت وتوزيع جهد اللجنة المؤقتة بين الإعداد الجيد للفريق التلالي الأول من ناحية والإعداد لإجراء الانتخابات من ناحية أخرى؟!!.
والسؤال الأهم هو لماذا الإصرار على إجراء هذه الانتخابات وفي هذا الوقت بالذات مادام أن اللجنة المؤقتة قد نجحت في تنفيذ مهامها وبصورة أذهلت الجميع، فما المانع من التمديد لهذه اللجنة المؤقتة لمدة أخرى قادمة حتى نهاية الدوري؟.
علمًا أن هنالك أندية في عدن هي بحاجة ماسة جدًا إلى إعادة ترتيب أوضاعها من خلال الإسراع بإجراء الانتخابات فيها وبصورة عاجلة وسريعة أم أن المسألة هي مجرد تنفيذ لوائح، فإن اللوائح الرياضية ليست مقدسة لا تمس وفي الواقع فإن لوائحنا الرياضية طوال الفترات المنصرمة ظلت منبطحة ومخترقة وطالما تم تجاوزها كثيرًا وفي وضح النهار وعلى مرأى مسمع من الجميع حتى أصبحت هذه اللوائح في الواقع لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه!!.
وأتحدى هنا أي شخص كائن من كان أن يثبت وبالدليل المادي الملموس بأن إجراء الانتخابات لنادي التلال يأتي في صالح التلال وتعزيز استقراره وتطوره المنشود.. أم أن وراء الأكمة ما ورائها !!
والله من وراء القصد
كتب / عوض بامدهف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى