نذر حرب دولية جديدة في العراق

> واشنطن «الأيام» وكالات:

> أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أن الرئيس باراك أوباما الذي امر بشن غارات جوية على مواقع مقاتلين اسلاميين متطرفين في شمال العراق، لم يحدد موعدا لإنهاء هذه العملية العسكرية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست إن “الرئيس لم يحدد موعدا لانهاء” العملية، مستبعدا “مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل” ومستبعدا تماما إرسال قوات على الأرض.
وسئل عن الأسباب التي دفعت اوباما إلى التدخل في العراق في حين قرر عدم التدخل في سوريا، فاعتبر المتحدث أن الوضعين مختلفان مشددا على أن الجيش الأميركي لبى طلب الحكومة العراقية.
وأضاف “الأمر الثاني هو أن الجيش الأميركي والاستخبارات الأميركية لديهما رؤية واضحة حول الوضع الميداني في العراق”. وقصفت طائرات أميركية مواقع لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق الجمعة للمرة الاولى منذ انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد عام 2011 ، ما يمكن أن يشكل نقطة تحول في ازمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة مقاتلين متطرفين على مناطق في شمال العراق وتهجير اعداد كبيرة من المسيحيين والايزيديين.
وفي لندن دعت الحكومة بريطانيا أمس رعاياها إلى مغادرة محافظات كردستان العراق “على الفور” بعد معارك بين البشمركة وتنظيم الدولة الإسلامية، ولكن توصيات السفر هذه لا تشمل العاصمة اربيل.
وكتبت وزارة الخارجية في تحديث لتعليمات السفر أنها “تنصح بتجنب السفر إلى هذه المناطق في كردستان العراق (وهي محافظات اربيل والسليمانية ودهوك) التي شهدت معارك في الفترة الاخيرة. اذا كنتم حاليا في هذه المناطق، عليكم مغادرتها على الفور”.
وردا على سؤال لفرانس برس اوضحت الوزارة أن ذلك لا يشمل العاصمة اربيل. كما اوصت الخارجية “بعدم السفر إلى محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكل المناطق جنوب مدينة كركوك إلى حدود محافظة التاميم”.
من جهة أخرى أعلن وزير الدفاع مايكل فالون أمس الجمعة أن بريطانيا ستلقي “في الساعات ال 48 المقبلة” اغذية بالمظلات للسكان المهددين امام تقدم مسلحي الدولة الإسلامية في شمال العراق.
وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة في بيان أن فرنسا “مستعدة للقيام بدورها كاملا” في حماية المدنيين الذين يتعرضون “لفظاعات لا تحتمل” من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وجاء في البيان أن الرئيس فرنسوا هولاند “يشيد بالقرار الهام الذي اتخذه الرئيس (باراك) اوباما بالسماح بضربات جوية محددة الهدف لمواجهة الدولة الإسلامية والقيام بجهد إنساني عاجل وملح”.
وأضاف البيان “ستدرس فرنسا مع الولايات المتحدة ومجمل شركائها التحركات التي يمكن القيام بها لكي نقدم معا كل الدعم اللازم لانهاء معاناة السكان المدنيين. وهي مستعدة للقيام بدورها كاملا في هذا الإطار”.
وتشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في النزاع العراقي للمرة الأولى منذ انسحاب قواتها من هذا البلد عام 2011 وذلك بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يهدد كردستان العراق وآلاف المسيحيين والايزيديين الفارين.
وأوضح البيان أن الرئيس الفرنسي “يدين باقسى حزم التجاوزات غير المحتملة التي تمارسها الدولة الإسلامية في حق الشعب العراقي كله وفي حق الاقليات الضعيفة سواء كان مسيحيو العراق او الايزيديون”.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية أمس الأول الخميس على قراقوش، اكبر مدينة مسيحية في العراق، ثم على سد الموصل الذي يغذي المنطقة كلها بالمياه والكهرباء.
ومنذ الأحد فر عشرات الآلاف من شمال العراق مع تقدم الجهاديين الذين اصبحوا على مسافة 40 كلم فقط من اربيل، عاصمة منطقة كردستان، الحليفة لواشنطن.
واستنادا إلى الرئاسة الفرنسية فان باريس ستواصل العمل “في مجلس الأمن” الدولى من اجل “استمرار وتكثيف التعبئة الدولية”
لتوفير “الحماية اللازمة للاهالي المدنيين والنازحين”.
ودعا هولاند “الاتحاد الاوروبي إلى القيام باقصى سرعة بدور ناشط في هذا الجهد المشترك”.
واوضح البيان أن وزير الخارجية لوران فابيوس وجه في الثامن من اغسطس رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون طلب فيها “الاسراع في تعبئة الدول الاعضاء وكذلك المؤسسات الاوروبية”.
وكتب فابيوس إلى اشتون “لا بد من أن يسارع الاتحاد الاوروبي إلى اداء دور نشط (...) ويساهم في تامين كل وسائل المساعدة الممكنة ردا على هذا الوضع الكارثي وخصوصا على الصعيد الانساني”.
وفي الولايات المتحدة فرضت هيئة الطيران الاتحادي الأمريكية يوم أمس الجمعة قيودا على تحليق طائرات الركاب الأمريكية في أجواء العراق “نظرا للوضع الخطير الناجم عن الصراع المسلح” الدائر هناك في الوقت الحالي في حين بدأت الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية لأهداف في العراق.
وتبطل هذه الخطوة توجيها سابقا بدأ اعتبارا من أول أغسطس آبعندما حظرت الهيئة على شركات الطيران الأمريكية تحليق طائراتها على ارتفاع 30 ألف قدم (9100 متر) أو أقل من ذلك في أجواء العراق،وستجري مراجعة التوجيه الجديد بنهاية العام.
وقالت الهيئة في إشعار للطيارين إن الخطوة تعكس “الوضع الذي قد ينطوي على خطورة والناجم عن الصراع المسلح بين مقاتلين مرتبطين بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وبين قوات الأمن العراقية وحلفائها.”
ويري الحظر على جميع الطائرات المسجلة في الولايات المتحدة باستثناء تلك الطائرات التي تقوم بتشغيلها شركات أجنبية وعلى الطيارين الحاصلين على ترخيص من هيئة الطيران الاتحادي لكنه يستثني الرحلات الجوية التي تعمل بإذن من الحكومة الأمريكية.
وفي برلين اعلن عملاق الطيران الاوروبي شركة لوفتهانزا الالمانية، الجمعة تعليق رحلاته حتى الاثنين باتجاه اربيل كبرى مدن كردستان العراق المهدد بهجوم من تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
وقالت الشركة في بيان “ان مجموعة لوفتهانزا تعلق رحلاتها المنطلقة من فرانكفورت وفيينا باتجاه اربيل حتى الاثنين 11 اغسطس” بسبب احتدام النزاع في العراق.
وتسير لوفتهانزا رحلات من اربيل واليها انطلاقا من فرانكفورت وفيينا بفضل شريكتها طيران النمسا. والغيت جميع الرحلات “لدواع امنية”.
ومنعت الولايات المتحدة شركات الطيران الأميركية من التحليق في اجواء العراق حتى اشعار آخر.
واتخذت شركات طيران اخرى القرار ذاته بينها طيران الاتحاد والخطوط الفرنسية وكاي ال ام والخطوط البريطانية والتركية،وفي كندا علقت شركة أوريكس بتروليوم عمليات الحفر وأجلت عمالا من حقول نفط في منطقة كردستان العراق امس الجمعة.
وجاء إجراء شركة النفط الكندية عقب خطوات مماثلة اتخذتها شركتا شيفرون وإكسون موبيل بعدما تقدم المسلحون الإسلاميون صوب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وتقع منطقة امتياز أوريكس في المنطقة الكردية - وتشمل أربعة حقول صغيرة - بين أربيل والموصل. وبدأ انتاج حقل دامر داغ في أواخريونيو ويتراوح متوسط الانتاج بين 3000 و 4000 برميل يوميا.
وقالت أوريكس في بيان إن انتاج الحقل توقف بينما جرى تقليص عمليات الحفر والبناء في الموقع بعد مغادرة موظفي شركة خدمات أخرى, وأضافت أنه تم وقف عمليات الحفر في موقعين آخرين بالجزء الغربي من منطقة الامتياز وجرى تأمينهما ونقل الأفراد غير الضروريين إلى أربيل.
وهبط سهم أوريكس 0.7 بالمئة إلى 10.02 دولار كندي في بورصةتورونتو بعدما خسر 6.4 بالمئة يوم الخميس.
ا.ف.ب / رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى