صورة من قريب ..أضواء على ثلاثي بؤساء الكرة العدنية

> كتب: عوض بامدهف:

> هنالك في ركن بعيد شديد الظلام والضبابية، وفي ظل غياب الاهتمام المطلوب ولو في أبسط درجاته، زد على ذلك التجاهل الإعلامي الذي بلغ مراحل التعتيم الصريح.
وفي ظل هذه الأجواء الكئيبة تنزوي كيانات رياضية نالت الاعتراف الرسمي بها من وزارة الشباب والرياضة، وهذه الكيانات الرياضية المعترف بها اسمًا فقط، ولا تنال إلا الفتات والقليل القليل، الذي لا يغني ولا يشبع من جوع، ولا يفي باحتياجات هذه الكيانات الرياضية، ولو في أقصى الحدود على أقل تقدير.
هذه الكيانات الرياضية المتعارف عليها في عالم الرياضة، تحت تسمية ولافتة ويافطة أندية الدرجة الثالثة، وكما يقول المثل الشهير (إن الثالثة ثابتة) وهي في الواقع تندرج تحت اسم (بؤساء الكرة اليمنية).
فالويل كل الويل لمن أوقعه حظه العاثر ضمن هذه الدرجة، وهذه الفئة التي كُتب عليها أن تظل في الدرك الأسفل من سلم درجات الممارسة الرياضية، ولا يستطيعون منه الفكاك والانعتاق والانطلاق إلى رحاب الدرجات العليا، التي هي ملئ السمع والبصر، وتنال النصيب الأوفر من الاهتمام الكبير و(الرُزم) الهائلة من الزلط السائب إلا من رحم ربي.
**** من هم بؤساء الكرة العدنية ؟!
أعلن اتحاد الكرة العدني عن موعد انطلاق دوري أندية الدرجة الثالثة في عدن الجمعة (15) أغسطس الحالي .. فمن هم بؤساء الكرة العدنية؟ وهم ثلاثة أندية عدنية ستخوض غمَّار دوري الثالثة وهم: أندية (الميناء والروضة والجلاء)، الذين نسلط الأضواء عليهم في هذا التناول.
فريق الميناء
فريق الميناء
ونبدأ بنادي الميناء الرياضي، وهو النادي الأعرق والذي تمتد ممارسته الرياضية قرابة (90) عامًا، وهو الوريث الشرعي لإجمالي التاريخ الرياضي لمدينة التواهي، التي أطلق عليها الإنجليز مدينة (نقطة البخار) (إستيمير بورينت)، وهي المدينة الجميلة التي ضمت كوكبة من نجوم الكرة العدنية، وفي مقدمتهم الكابتن علي محسن المريسي، الذي لعب في بداية مشواره الكروي مع نادي الغزال (الشعب فيما بعد) قبل مغادرته إلى القاهرة، حيث تألق وتعملق هناك، وأصبح نجم نجوم نادي الزمالك الرياضي المصري والكرة العربية، وكذا النجوم الرائعة أمثال: (بوجي خان، سالم زغير، جعفرين، عبد الكريم هتاري، عبد الجليل الرعدي، حسن عيسى، سليمان طربوش، علي عوض الطحس، أحمد عمر، عبد الله جامع، علي المنصوري، عباد أحمد، محمد إبراهيم جبل وعلي أحمد العزاني وطابور طويل من النجوم.
ولكن الميناء وبعد تنفيذ القرار الجائر لاتحاد الكرة في عهد الراحل علي الأشول بتهبيط الفريق الكروي إلى الدرجة الأولى (الثانية حاليًا)، وانتقل بذلك الميناء من الوصيف إلى الرصيف، لم يتمكن الميناء من تجاوز هذه الكبوة طوال (23) عامًا، بل إنه انتقل من الثانية إلى الثالثة، ليجد نفسه ضمن فئة (بؤساء الكرة العدنية)، فهل سيقف هذه المرة في ظل قيادة المدرب القدير الكابتن محمد حسن البعداني؟!.
أما نادي الروضة الرياضي والذي تأسس في العام 1956م، والذي عاد في العام 1990م ككيان رياضي مستقل، وذلك إثر فك الارتباط مع نادي شمسان، ما زال يراوح في محلة منذ مدة طويلة، ولم يتمكن من تحقيق الانعتاق من أسر الدرجة الثالثة (وفئة البؤساء)، رغم تأهله لأكثر من مرة إلى التصفيات النهائية لأبطال المحافظات المؤهلة للصعود إلى الدرجة الثانية، ولكن لم يوفق في تجاوز هذه التصفيات والانطلاق إلى الدرجة الثانية، فهل يفعلها فريق الروضة ويتجاوز (فئة بؤساء الكرة العدنية) ويحقق الحلم الذي طال أكثر من اللازم؟!.
أما فريق الجلاء، فهو يعد أقل الفرق حظًا في تحقيق الانعتاق وتجاوز موقعه الحالي، وذلك نظرًا لعدم توفر أجواء الاستقرار الفني، وكذا شحة الموارد المالية، رغم أن هذه الصفة هي مشتركة بين الفرق الثلاثة.
ولكن وكما هو متعارف عليه، فإن المستديرة لا تعترف إلا بالجهد المبذول في ساحة التنافس، فهو المعيار الوحيد لتقييم الأداء الكروي لهذا الفريق أو ذاك، وعلى لاعبي وإدارة ومدربي نادي الجلاء، بذل كل جهد ممكن في حدود الاستطاعة والقدرة لتحقيق الأفضل لهذا النادي الذي تأسس في العام 1989م.
**** سمِّات مشتركة
ومن المفارقات الطريفة أن هنالك سمَّات وصفات مشتركة، كانت القاسم المشترك بين ثلاثي (بؤساء الكرة العدنية)، وأبرزها أن الأندية الثالثة لا تملك ملعبًا خاصًا بها، حيث إن نادي الميناء كان يمتلك ملعبًا تاريخيًا هو ملعب الهلال بالتواهي، والذي حولته حكومة اليمن الديمقراطية إلى النصب التذكاري، وبعد الوحدة تحول إلى إطلال تنعي من بناها لتستحوذ على أجزاء كبيرة من بقايا النصب إدارة الأمن السياسي وإذاعة تلفزيون عدن.
كما أن الأندية الثلاثة لم تنل نصيبها من كعك توزيع إنشاء الملاعب في عرس خليجي 20 في العام 2010م، وإن أسفرت بعد ذلك متابعات وجهود الأخوين طه محمد نعمان، رئيس نادي الميناء الرياضي الأسبق، والكابتن صلاح سالم الجلادي، نائب رئيس نادي الروضة الرياضي السابق، عن الموافقة لبناء ملعبين لناديي الميناء والروضة، وكان نادي الروضة أوفر حظًا في إنجاز مشروع بناء الملعب، حيث تم بناء المدرجات والغرف الداخلية، ولم يبقَ سوى تعشيب أرضية الملعب بالعشب الصناعي، ليتوقف المشروع بسبب ما سمى بثورة الشباب، ولم يتم استكمال مشروع بناء ملعبي الميناء والروضة حتى الآن.
أما بالنسبة لنادي الجلاء، فلم تثمر متابعات وجهود الرياضي الكبير الراحل صادق عبد الكريم (دينامو) نادي الجلاء عن شيء، لأنه ظل وحيدًا في هذا الجانب.
فريق الجلاء
فريق الجلاء
والأندية الثلاثة اشتركت أيضًا في أنها من الأندية التي أدخلت فيها وكالة التنمية الأمريكية الطاقة الشمسية، وكان لنادي الروضة السبق والريادة في هذا الجانب، وأتذكر بأني شخصيًا وبرفقة المدرب القدير الكابتن علي عوض متعافي قد تابعنا معًا المباراة النهائية لبطولة الأمم الأوروبية في العام 2012م في ملعب نادي الروضة، فيما كانت منطقة الروضة (القلوعة) تغرق في الظلام في ذلك الوقت.
**** البعداني هل يفعلها للمرة الثالثة ؟!
يقود المدرب القدير الكابتن محمد حسن البعداني الكتيبة الميناوية هذه المرة في دوري الثالثة في عدن، فهل يفعلها المدرب المنقذ مع فريق الميناء، ويصعد به إلى الدرجة الثانية؟ .. ليكرر بفعله هذا إنجازاته الكروية الباهرة مع فريق شباب المنصورة، الذي صعد به إلى الثانية، وكرر ذلك مع فريق فحمان أبين، الذي حقق معه إنجازًا كرويًا باهرًا بصعوده لأول مرة في تاريخه إلى دوري النخبة والكبار والأضواء.
فهل يفعلها هذا المدرب القدير ليحقق الإنجاز الكروي الباهر وللمرة الثالثة، وينال باقتدار استحقاق لقب (المدرب المنقذ)؟!.
كتب: عوض بامدهف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى