نهاية الكابتن (هينس) وتمجيد الفاسدين عندنا

> محمد فارع الشيباني:

>
محمد الشيباني
محمد الشيباني
إن الكابتن "هينس" هو الذي احتل درة الجزيرة العربية (عدن) للتاج البريطاني، وهو الذي حكم عدن باسم بريطانيا لسنوات طويلة ودافع عنها من الاستعمارين الآخرين ومن الأتراك وغيرهم من الطامعين في عدن.. هذه المدينة التي يقال إن مؤسسها هو قابيل بن آدم عليه السلام.
ولكن رغم كل ما حققه "هينس" بريطانيا لم يشفع له، لأن البريطانيين كانوا يؤمنون في تلك الأيام الماضية وإلى يومنا هذا بأن "القانون فوق الجميع" والقانون يجب أن يطال كل من انحرف وفسد مهما عمل من أجل الوطن.. ولأجل ذلك فقد حُوكم الكابتن (هينس) بجريمة الفساد والتلاعب بأموال الدولة، كما أنهم لم يرحموه لسنه الكبير، القانون لا يعرف بالأعمار، فحُوكِم وسجن كأي مجرم وكأي واحد يخالف القانون، وخرج من السجن ومات وعمره 85 سنة ودفن في مقبرة عادية في بومبى (كلابا)، لم يتقدمها حملة إعلام ولا فرق رمزية ولا القوات المسلحة.. أما نحن هنا في اليمن على عكس ذلك كله، فالقانون لا نعرفه، صحيح هو مكتوب ويقال إنه ساري المفعول، وتدوشنا أجهزة الإعلام به وأنه يساوي بين أفراد الشعب، ولكن لا نختار وزراء أو محافظين أو وكلاء محافظات أو مسؤولين إلا من قبيلة قوية، طبعا ليس الكل ولكن الأغلبية وللأسف.. مع أن الصالحين فيهم يتحولون إلى فاسدين عندما يصلون إلى السلطة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك لا أريد أن أذكرها، ولكن الشعب يعرف ذلك.. وتصوروا أن هناك وزيرا لم يكن يملك أي شيء وعندما أصبح وزيرا أصبح يملك القصور والسيارات الفاخرة، وفوق ذلك كله يمتلك فيلا على ساحل بيروت عاصمة لبنان تدخل القوارب الفاخرة إلى فناء فيلته العامرة.. ورغم كل ذلك فمازال وزيرا حتى الآن وبعد ثورة الشباب.. ألسنا في بلاد الواق الواق .
نحن البلد الوحيد في العالم الذي يزداد الفساد والفاسدين فيه بنسبة مئوية مطردة، فكل عام تدخل شريحة جديدة من المواطنين إلى عالم الفساد، وآخر شريحة دخلت إلى عالم الفساد الصيادون الذين كنا نسميهم الصيادين الفقراء.. ونحن البلد الوحيد في العالم الذي لايخفي فيه الفاسدون فسادهم، لأن ليس هناك ما يخيفهم، فالكل فاسد، فمثلا ترى عمارة حلوة أو فيلا فاخرة أو أرضية في شارع ممتازة ومسورة، فتسأل حق من هذه العمارة أو الفيلا أو الأرضية المسورة؟ فيأتيك الجواب من أطرف واحد: حق الوزير الفلاني أو الوكيل الفلاني أو المحافظ الفلاني أو المسؤول الفلاني.. وإذا كتبت صحيفة ما عن الفساد والفاسدين وتذهب لتسأل من كتب عنه فيرد عليك بسخرية: "كلام جرايد).
ألم أقل لكم نحن في بلد الواق الواق، ونحن لا نطبق مواد القوانين بل نطبق تقديم البنادق للمظلوم (العدل).. ويا لسخرية القدر بنا، فإن حيث وقفت إحدى سفن الكابتن "هينس" في القرن الماضي التي كانت تدك مواقع ثوار عدن الذين كانوا يدافعون عن عدن ليحموها من الاحتلال طبعا كان الموقع أيامها بحرا ولم يردم بعد وتبنى عليه مبانٍ بشعة. وأخيراً نحن لا نريد قوانين لتنشرها الجريدة الرسمية يكون نهايتها التجليد والحفظ في أرشيف مظلم.. لا نريد قوانين لاتطبق بل هي حبر على ورق، نريد قوانين تطبق.. ولا نريد دولة تقدم البنادق كعدل للقبائل بل نريد منها أن تطبق القانون.. اللهم احفظ عدن.. آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى