لن أترك منصبي

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل القميشي
مقبل القميشي
كنا نظامين وكل دولة لها نظامها وقوانينها، والفرق شاسع بين سياسة النظامين وقوانينهما أيضا، وهناك توجد سلبيات وإيجابيات لكل نظام وكان يفترض أن يستفاد من ما هوأفضل وترك ما هو سيئ، ولكن مع الأسف لم يتم الاستفادة من الإيجابيات وخاصة في كثير من الأمور ومنها المصداقية لدى المسؤولين الذين يترددون سريعا عن تنفيذ قراراتهم، وخاصة قرارات التعيين أو غير ذلك من تبديل وغيره.
"حتى لو كنت فاسدا لن أترك منصبي" هذا هو شعار الإدارة والقائمون عليها في اليمن حسب ماتجري العادة في هذه البلاد، وربما يعود ذلك إلى التركة الموروثة التي تتوارثها الأجيال في شمال اليمن منذ عقود مضت ولا زالت تلك الممارسات قائمة ومعمول بها ومن خلال ذلك تم تعميم كل ما هو سلبي وسيئ على الجنوب أيضا.
لا تغيير في الإدارة، ولا بناء للمؤسسات، ولا تدوير للوظيفة كما يزعمون .. كل شيء في اليمن ثابت، ولا توجد حتى بوادر للتغيير، كلٌ في مكانه.. لاخوف على إزاحتك من منصبك أو تغييرك بآخر طالما وأنت فاسد ومن حولك فاسدين يحمونك.. أطمئن فهذه الوظيفة أو المنصب الذي تشغله هو ملك لك خاص ولأبنائك وأحفادك وإذا تركته ستقوم القيامة وسيتعطل كل شي ولن يستطيع أحد أن يقوم مقامك حتى لو كان لدى البديل مستوى أعلى منك خبرة ومقدرة.
من المسؤول عن تدهور الإدارة في اليمن وعن هذه الفوضى؟ لا قيمة لأوامر التعيين ولا قيمة للكوادر التي تستحق المناصب، وإذا تم تعيينك في منصب عليك أولا حشد قبيلتك للقتال إلى جانبك من أجل أن تفوز بهذا المنصب ويتم دحر(سلفك) ولا يهم ذلك مهما كانت النتائج؛ هذا إن كنت ذا جاه وممن لديه صفة قبيلي ... هكذا تجري العادة في اليمن.
الكل يحتفظ بمنصبه الذي عين فيه حتى لو كان يشغل هذا منذ عشرين سنة، ما أسهل التعيين! وما أصعب نيل الوظيفة التي تم تعيينك فيها إن كان يشغلها شخص آخر قبلك!، لا تغرك الأوراق الذي بيدك والأوامر التي تحتوي عليها تلك الأوراق فأنت في اليمن وكل شيء يمشي بالعكس.
فاسد يحمي فاسد وكله عبئ على المواطن، الإدارة معطلة، والسلطة مهزوزة الأركان، وكل ذلك يعطي معنوية أعلى للفاسدين وخاصة أصحاب المناصب الحساسة، وكل ما زادت الفوضى زاد ثبات الفاسدين في مناصبهم.
قرارات التعيين يصدرها الوزراء والمعنيين، وهؤلاء يدركون إن بعض قراراتهم -إن لم تكن كلها- في النهاية لن تنفذ، وتصبح حبر على ورق لا قيمة لها؛ خاصة عندما يتدخلون وسطاء (كبار الفاسدين) في عرقلتها وفي ما بعد يتم فيها النظر، وربما يصبح مستقبل وأمل الشخص المعين حديثا مجهول.
أنا الحمد لله لا أريد منصب، ولست بحاجة إلى متاعب، لكنني في نفس الوقت لن أسكت عن الخطأ الذي يرتكب في حقوق الناس، ومثلي كثير من الكتاب والصحفيين وأصحاب الخير الذي لا يرضيهم الظلم على الآخرين.
ساعد نفسك بنفسك، وقوتك من ذراعك يا صاحب التعيين، السلطات كلا مشغول بنفسه في اجتماعات مستمرة ولا يعرف لها نهاية، والقضاء قدامك، لكنه في النهاية لن ينصفك وأنت.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى