قصة قصيرة المشهد السري

> د.ماجدة غضبان:

>
د.ماجدة غضبان
د.ماجدة غضبان
** بالغ التقدير **
تقدم أيها الزمن، لكن عليك أن تعلم أن لي جذورا و مكانا اسمه الوطن، و أن سرعتك في الدوران، لن تقذفني خارج الكون.
** مشهد سري (1) **
ثلاث بذرات متبقية، إنها لي، لن يعتبر ذلك سرقة، من حقي أن أفعلها سراً.. خلف (الميهول)، تبدو الأرض معشوشبة، وليس من نهر قربها، كما إن موسم الأمطار قد ولّ، لعلها خير بقعة أنثر فيها بذوري الثلاث، هكذا أعدت زراعة جسدي وعقلي وروحي، الآن أستطيع العودة... لن أخبر أحداً كما فعل (جلجامش)، ولن أدعهم يكتبون أسطورة عني تضعني في مصاف الكائنات الخيالية، كذلك غطيت البذور ببعض التراب الندي لأحول دون سرقتها من قبل ثعبان ما.
** مشهد مستقبلي (1) **
عليها أن تسافر الآن، الحوض الترابي الكبير الذي شتلت شجرة أبناءها فيه يتموضع في الشرفة تحت الشمس الخانقة. من سيسقي شجرة أولادي؟.
العرق بدأ يكشف عن رؤوس صغيرة، وأطراف دقيقة محاطة ببتلات الزهر، مثقل جداً، ويكاد أن ينحني نحو الأسفل. داهمها شعور بالقلق:
- هل ستأكلهم قطط الجيران؟
لا لا، القطط لا تأكل بتلات الزهر.
رد ولدها الصغير: لم يأكلني أحد، إلا أن أشقائي لم ينضجوا بما يكفي، وأنت حزينة أكثر مما ينبغي لجفافهم وسقوطهم كأوراق خريف.
أعطت المفتاح للجارة وهي تمسك بيد صغيرها بقوة، التفتت وهي تصيح: لا تنسى أن تسقي أولادي.
* أديبة عراقية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى