سائلة بله بردفان.. مشاريع متعثرة وطريق لحصد أرواح المسافرين

> استطلاع / قائد نصر:

> تعد سائلة (بله) الواقعة في ردفان بمحافظة لحج من أطول الأودية في البلاد، إذ تشكلت بدايتها من أعالي جبال محافظة الضالع في امتداد طويل يمر بصحارى لحج، ليتلاقى في االنهاية مع وادي تُبن وصولا إلى البحر العربي، وينتشر على طول هذه السائلة الضخمة اثنا عشر منعطفاً بشكل متقطع لتنتهي تلك السائلة المتقاطعة مع الطريق العام في مدخل مثلث العند.
وتشتهر سائلة (بله) بغزارة مجرى المياه المتدفقة وكثافتها لاسيما في مواسم تساقط الأمطار الذي عرض حياة كثير من المارة إلى الغرق وجرف سياراتهم، وقد شُق الطريق العام فيها إبّان الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، كما أُعيد شقها والعمل فيها نهاية سبعينيات القرن الماضي، غير أن المقاولين لم يتمكنوا حينها من إنجازها أو الخروج بطريق بعيد عنها.
كما تشتهر هذه السائلة أيضا بالحوادث المميتة التي تتوزع ما بين حوادث سير وغرق، ووفقاً لبعض الإحصاءات فقد بلغ عدد حالات الوفيات بالغرق جراء جرف السيول إلى 14 حالة وفاة، عام 2010 م فقط، كانوا على متن سياراتهم، وغيرها من حوادث الغرق في كل عام كثير منهم أطفال ونساء وكبار في السن، وأغلبها حوادث ناتجة عن محاولات العبور من قبل سائقي المركبات في السائلة أثناء تدفق السيول الجارفة فيها.
ووفقا لشهادة عدد من الأهالي: “فإن السائلة تعيق حركة السير والمرور فيها لساعات طويلة عند تساقط الأمطار بغزارة وتدفق السيول فيها، وكذا لتكدس أكوام الأتربة والحجارة على طول السائلة التي خلفها تساقط الأمطار على مر السنين الماضية، والتي لم تحرك الجهات المختصة تجاهها ساكنا، الأمر الذي أدى إلى تخريب الطريق الإسفلتية والامتلاء بالحفر الكبيرة”.
العم هادي سائق (بيجوت) أجرة من محافظة الضالع، أوضح “بأن السائلة لم تشهد استخدام شيول لإزلة أكوام التراب والحجارة لما يزيد على خمس سنين رغم الأكوام الهائلة من التراب والحجارة في هذا الطريق” ويضيف: “قبل أسبوع انقلبت قاطرة تحمل مواد خطرة، بسبب الأكوام المنتشرة في هذا الخط” ، ويشير في حديثه إلى “أن أكثر الحوادث تكون من السيارات الصغيرة في هذا السائلة التي لا تتجاوز مسافتها تسعة كيلومترات”.
أشيد، سائق أجرة في هذا الخط يتحدث عن عدد من المآسى التي شاهدها في هذه السائلة، كغرق أسرة بأكملها أثناء محاولة السائق تجاوز السيل والذي سرعان ما جرفهم وسيارتهم ولم يستطع أحد إنقاذهم لقوة السيل.
من جهته عبر سائق شاحنة نقل كبيرة عن سخطه بالقول: “لقد كذبت علينا الحكومة بمشروع الطريق، والمتعثر منذ سنين، ولم تحرك الحكومة تجاهه ساكناً، وكل ما تقوم به هو وضع إسمنت في بعض الأماكن كحلول ترقيعية فقط”.
الشيخ صالح علي
الشيخ صالح علي
** نقص الميزانية تسبب في توقف المشروع **
من جهته أوضح وكيل محافظة لحج الشيخ صالح علي (صوملة) بأن “المشروع الخاص بشق وسفلتة طريق سائلة (بله) تم اعتماده من قبل الصندوق السعودي ولهذا نعتبر هذا المشروع أهم المشاريع” وأضاف: “ الجميع يعلم ما يتعرض له المواطنون أثناء سفرهم أثناء هطول الأمطار في السائلة وتدفق السيول الغزيرة”.
ويوضح صوملة “بأن توقف العمل في المشروع بسبب نقص الاعتمادات والميزانية”. ويتابع: “من المتوقع أن يستأنف العمل فيه قريبا إذا ما عولجت إشكالية فوارق أسعار الديزل بالنسبة للمقاول المكلف”.
** حكومة غائبة ومغالطات مكشوفة **
في عام 2009 م بدأ العمل في مشروع الطريق الجديد في خطوة لتجنب المرور بالسائلة تفادياً لمخاطرها، وقد شهد المشروع في بدايته العمل فيه بالجرافات والآلات الكبيرة لشق العثرات والعقبات إلا أن المشروع سرعان ما توقف العمل فيه نهائياً مطلع العام 2014 م، ويبلغ طول الطريق الذي يحتاج إلى شق وسفلتة خمسة كيلومترات بكلفة 775.000.000 ريال يمني أنجز منه ما نسبته 55 % وهذه المسافة القصيرة هي كفيلة بتجنيب حياة المسافرين الخطر”.
عبد علي
عبد علي
** مشاريع عدة متعثرة **
بدوره أوضح مدير مكتب الأشغال العامة والطرق في مديرية الملاح عبد علي “أن ميزانية هذا المشروع مركزية من صنعاء وتحت إشراف الوحدة التنفيذية بمحافظة عدن” ويضيف: “ليس هذا
المشروع الوحيد الذي تعثر في المديرية، بل أن هناك 25 مشروعا أنجز منها خمسة مشاريع فقط، وهناك ما هو مشروع مركزي، وما هو تابع للسلطة المحلية في المحافظة”.
وكشف علي: “أن سبب توقف أوتعثر هذه المشاريع هو الجانب المالي”.
من جهتها أوضحت مدير الوحدة الحسابية بمحافظة عدن في اتصال هاتفي حول موضوع تعثر مشروع السائلة بالقول: “إن التعثر الحاصل في مشروع سائلة (بلة) سببه عدم دفع المالية بالعاصمة صنعاء ميزانية كلفة المشروع للمقاول كاملاً، نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي مرت بها البلد”.
وتابعت بالقول: “من المتوقع أن توفر المالية ميزانية المشروع قريبا بإذن الله”.
** ختام **
بعد توقيف العمل في طريق سائلة (بله) لخمس سنين، ليأتي مطلع العام 2014 م،اُجري تحويل ميزانية المشروع إلى إعادة سفلتة الطريق نفسها واستبدال الإسفلت القديم بإسفلت جديد في إشارة إلى أن مشروع شق وسفلتة الطريق الجديدة الأمنة انتهى تماما.
استطلاع / قائد نصر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى