في تصريحهما لـ«الأيام» حول الأحداق الجارية في عمران والجوف: القيادي الإصلاحي أبكر : الجوف لم تسقط بيد الحوثي ودرس عمران لن يتكرر وناطق أنصار الله : ما يجري في الجوف حاليا استمرار للتحرك العدواني للقوى التكفيرية

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف:

> أكد الأخ محمد عبدالسلام، الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أن القتال في الجوف ليس بسبب محاولة جماعته إسقاط المنطقة، معلنا نفيه القاطع أن يكون القتال الجاري في الجوف يأتي في إطار توجه من قبل أنصار الله عقب الانتهاء من حرب عمران وسقوط المدينة التي كانت تمثل المعقل الرئيس لحزب الإصلاح في أيديهم خلال رمضان الماضي.
ورد ذلك في تصريح أدلى به الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله لـ«الأيام».
وقال “إن ما يجري حاليا في محافظة الجوف هو تحرك ليس جديد من قبل تلك العناصر التكفيرية، بل هو يأتي في سياق تحركات سابقة وإنما تخف وتيرته وتزيد بحسب معطيات تحركاتهم العسكرية الموجودة في كتاف ودماج وحاشد وعمران وأرحب فتلك العناصر في الجوف هي ذاتها في تلك المناطق العناصر التكفيرية والداعشية لحزب الإصلاح ومن يقود تلك العناصر في الجوف هو حسن أبكر مسئول حزب الإصلاح في المحافظة كما كان يقودهم الحنق في أرحب وتقودهم بقية قيادات ميليشيات الإصلاح في بقية المناطق وكلهم يتلقون الدعم من قبل علي محسن الأحمر”،مشيرا إلى أن جماعة أنصار الله “ليس هم من بدأوا التحرك والقتال ضد مسلحي حزب الإصلاح في الجوف”.
وأضاف قائلا: “التحرك الموجود في الجوف بدأه حزب الإصلاح، هم من بدأوه في أواخر شهر رمضان، وهم من أعلن ذلك وأعلن السيطرة على الصفراء والحجر وبعض المناطق الأخرى، وهم من تحرك بشهادة كل متابع ومنصف وتأتي ردة المجاميع الشعبية من أبناء المنطقة ونحن معهم كرد على هذا التحرك العدواني الذي لا مبرر له سوى محاولة اعادة قوى النفوذ من جديد وتفتيت الوطن بالطائفية والقتل”.
وأكد الأخ عبدالسلام، إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم ويتصدون للاعتداءات التي تستهدفهم، مشيرا إلى أن الحرب في الجوف وفي عمران وفي كل مكان تأتي في اطار الرد على تلك العناصر.
واستعرض الأخ محمد عبدالسلام ما جرى في محافظة عمران فقال: “هم من واجه التحرك السلمي في المحافظة وهم من قتل المعتصمين في بوابات المحافظة وهم من ظلوا طوال اربعة أشهر يقصفون كل القرى المحيطة بمدينة عمران، فيما كان التحرك من قبل أبناء عمران الشرفاء حتى من السلطة المحلية تحرك سلمي يعبر عن الرفض لتلك العناصر التابعة لميليشيات حزب الإصاح المتمثلة في (المحافظ والقشيبي) وهذه أمور يعرفها الجميع، والذي يجري الآن في الجوف هو تحرك من قبل تلك العناصر التكفيرية بقياداتها المعروفة لمواجهة ما يسمونه بالروافض الذين يعتبرونهم كفار ومستباحي الدماء”.
وحول التهديدات الصريحة للحكومة اليمنية والقيادة السياسية التي أطلقها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مؤخرا عقب قرار رفع اسعار المشتقات النفطية قال محمد عبدالسلام : “إن الدعوة ليست تهديدا باستخدام العنف وإثارة المشاكل في الشارع العام”.
وأضاف قائلا: “كانت تحذيرات السيد واضحة أن على الحكومة الفاسدة ان تستمع لمطالب الشعب وتستجيب لصوته الذي خرج بالملايين في مسيراته الأخيرة المنددة بقرار الجرعة والمطالبة بإسقاط الحكومة ولهذا سيكون التحرك إن شاء الله سلميا وعلى السلطات المعنية أن تحافظ أيضا على سلمية التحرك بالا تستهدف العمل الثوري”.
وعندما سئل عن موقف جماعة الحوثي من لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي التي بصدد إعلان المعرقلين وتشير معطيات إلى أنهم من بين الكيانات المعيقة للتسوية السياسية، أجاب الناطق الرسمي للحوثيين قائلا: “الموقف في اليمن ومعالجات الوضع يجب أن تكون داخلية فالخارج لا يمكن أن يعي ويفهم مشكلات وتعقيدات الداخل مهما كان، وللخارج في كل الأحوال مصالحه وأطماعه ولهذا الأمل في الشعب اليمني ويقظته ووعيه وما عدى هذا فلا رهان عليه”.
ولم يجب الأخ محمد عبدالسلام، الناطق باسم الحوثيين لا بالنفي او التأكيد عما سئل عنه بشأن ما إذا كانت جماعة أنصار الله الحوثيين التقت بلجنة العقوبات الدولية خلال الأيام الماضية، وأعلن أنها التقت بالأطراف السياسية من أحزاب وأفراد وشخصيات بهدف التحقيق وجمع الأدلة حول المعرقلين لعملية التسوية السياسية التي تمخضت عن المبادرة الخليجية الموقع عليها في الرياض عام 2011 ، ولم تشارك فيها جماعة الحوثيين.
من جانبه قال الزعيم القبلي والقيادي بحزب الإصلاح الإسلامي الحسن أبكر “إن المسلحين القبليين الذي يقودهم في مواجهة شاملة ضد مسلحي أنصار الله الحوثيين إن مقاتليه صدوا أمس السبت هجوما هو الاعنف على منطقة الغيل بمحافظة الجوف وبعض المناطق الأخرى حيث فشلت وساطات حكومية وقبلية في وقف المعارك بين الطرفين للشهر الثاني.
ونفى أبكر في اول تصريح لـ«الأيام» من منزله في مديرية الغيل عقب اشتداد القتال في يوليو الماضي بين مسلحي حزب الإصلاح ومسلحي الحوثي بالجوف أي مزاعم وادعاءات - حسب تعبيره كيدية اشارت إلى أن هذه المدينة(الغيل) سقطت بأيدي اعدائه الحوثيين.
وقال أبكر: “بينما كانت تدوي خلفية في حديث «الأيام» معه عبر أصوات الانفجارات والاشتباكات بالأسلحة النارية أن منزله في مديرية الغيل تعرض لهجوم كبير أمس وبعض البلدات والقرى المجاورة من قبل من سماهم بمليشيات الحوثيين إلا أن مسلحيه من رجال القبائل واللجان الشعبية تصدوا لهم واجبروهم على الفرار وقام مقاتليه بمطاردتهم في الطرقات وبعض الشعاب الصحراوية وقتلت عددا منهم.
وأكد أن رجال القبائل الموالين لحزب الإصلاح قتلوا على الأقل 10 مسلحين من الحوثيين عند هجومهم على منزله ومنطقة الغيل قبل ظهر أمس الأول السبت.
وقال الزعيم القبلي أبكر: “مزاعم سقوط مديرية الغيل بيد الحوثيين واستيلاء العدو على مسكني محض كذب وزيف”.
واستطرد القيادي الإصلاحي الحسن أبكر قوله “إن مقاتلي اللجان الشعبية التابعين لحزب الإصاح سيطروا على الوضع في جبهات القتال امس ومنها بلدة السلمات حيث قتل 5 من الحوثيين واصابة آخرين وتم الاستيلاء ايضا على طقمين مقاتلين للحوثي احدهما يحمل مدفع دوشكا عيار 7/ 12 والثاني محمل برشاش 12/5".
وقال أبكر “إن مزاعم الحوثيين بالسيطرة على اجزاء كبيرة من محافظة الجوف غير صحيحة” وأوضح قائلا “كل ما في الامر أن هناك بعض البيوت دمرت نتيجة قصف الحوثيين لها بقذائف الدبابات بعد هجرة اصحابها ،وقام الحوثيون بالإقامة على أنقاض ركامها.
وقالت مصادر قبلية مستقلة لـ«الأيام» “إن طرفي النزاع بالجوف عزز كل منهما مواقعهما القتالية بمزيد من الرجال المقاتلين المدججين بالأسلحة الرشاشة وقذائف الاربي جي قادمين من محافظات مجاورة واخرى بعيدة فيما يؤكد أن الحرب تتوسع واخذها في التصاعد الطائفي والمذهبي”.
وأضاف أحد المصادر بالهاتف أن عدد قتلى الطرفين أمس 27 قتيلا منهم 12 من مسلحي الإصلاح ليرفع بذلك اجمالي القتلى من كلا الطرفين منذ يوم الأربعاء الماضي إلى 50 مسلحا. وكانت احصائية نشرتها «الأيام» أمس الأول السبت تفيد بمقتل 35 شخصا.
وترتبط محافظة الجوف التي اظهرت مؤشرات إنها تمتلك مخزونا نفطيا وغازيا كبيرا بحدود صحراوية وجبلية مع المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وحول ما اذا كان هناك مفاوضات أو وساطات لوقف القتال أفاد أبكر في تصريحه لـ«الأيام» إن ما يتناول عن وساطات بين طرفي الصراع شيء لن نقبل به قبل ان يكون صحيح وقال: “لا يوجد أي وساطات حاليا ولن نقبل بأي وساطات بعد الآن”.
وكشف “تلقيت اتصالا مساء (الجمعة) من د. اللواء علي الاحمدي رئيس جهاز الأمن القومي يطالبني فيه بالقبول بوساطة جديدة وقلنا له ما اصابتنا إلا الوساطات والتدخلات الزائفة.. العدو ينهال علينا وهو اول من ينقض على هذه الوساطة بعد ان يستعيد انفاسه ليغدر بنا”.
وأكد أبكر أن مقاتلي القبائل هذه المرة تعلموا الدرس من حرب عمران ولن يكرروه في إشارة إلى معارك الطرفين قبل ذلك في مدينة عمران خلال رمضان الفائت والتي سقطت بيد الحوثيين عقب شهرين من الحرب التي اسفرت عن مقتل المئات من الجانبين بالإضافة إلى جنود اللواء 310 ومقتل قائده العميد حميد القشيبي وهو من ابرز قيادات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح.
ووجهت «الأيام» اسئلة إلى الناطق السياسي باسم جماعة أنصار الله الحوثي محمد عبدالسلام لتعرف على رأيهم بشأن ما ذكروه القيادي الإصلاحي أبكر حول احداث الجوف إلى جانب موضوعات متصلة إلا انها لم تتلقى بعد أي ردود حتى ساعة متأخرة ليل أمس الأول السبت.
ويعتقد محللون على نطاق واسع أن جماعة الحوثي سال لعابها لإسقاط محافظة الجوف القريبة من معقلها الرئيس صعدة تحت قبضتها بعد نجاحها في إسقاط عمران لأهداف استراتيجية واضحة محليا وخارجيا ضاربة كل تحذيرات الدولة لها عرض الحائط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى