في دائرة الضوء..أولمبياكوس بيرايوس.. أسطورة يونانية !

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> ينتمي نادي أولمبياكوس صاحب الرقم القياسي في الفوز بلقب الدوري اليوناني إلى تلك الأندية التي تحمل لقبًا يعكس تاريخًا عريقًا وحبًا شعبيًا عظيمًا.. ويا له من لقب: (الأسطورة).. فمن خلال هذه الكلمة يصبح من الواضح لدى جميع عشاق كرة القدم أن الأمر هنا يتعلق بنادٍ استثنائي عانق المجد، وعاش الكثير من النجاحات، وبالفعل، شهد هذا النادي اليوناني العريق أسطورة كروية دامت لما يقارب (90) سنة.
**** ميلاد مؤسسة ****
قام تسعة من رجال الأعمال وأعيان مدينة بيرايوس اليونانية في 10 مارس 1925 بتأسيس نادي أولمبياكوس، ويدلّ اسم النادي على الطاقة والقوى البدنية والبعد الأخلاقي والتنافس النبيل والسيطرة، فهو باختصار يكرس المثال الأولمبي.. أما علم النادي الذي طرأ عليه تغيير بسيط فقط مع مرور الزمن، فهو يبرز رسمًا لوجه رياضي أولمبي من اليونان القديمة.
في السنوات الأولى، ساهمت عائلة أندريانوبولوس بنصيب كبير في تطور أولمبياكوس وتحوله إلى عملاق يوناني مرعب، وإلى جانب أن الوالد يعتبر من مؤسسي النادي، شارك أبناؤه الرياضيون في تلك الحقبة في صناعة الكثير من الإنجازات والنجاحات، وفي البداية كان يلعب في صفوف الفريق أربعة منهم في الهجوم وهم: (جيانيس ودينوس وجيورجوس وفاسيليس)، ثم التحق بهم ليونيداس بعد ذلك، وحتى الأخ السادس لعب في مدة من الفترات، لكنه لم يكن يملك موهبة إخوته الخمسة.
قاد كل من دينوس وفاسيليس وجيورجوس نادي أولمبياكوس إلى الفوز بلقب الدوري اليوناني لأول مرة في تاريخه (موسم 1930/1931)، وشارك دينوس وفاسيليس وجيورجوس في 7 أبريل 1929 في أول مباراة رسمية للمنتخب اليوناني.
وفي ذلك الوقت، حقق الفريق رقمه القياسي الأول عندما تمكن ابتداءً من مارس 1926 حتى فبراير 1929 من الحفاظ على رصيده خاليًا من الهزيمة أمام الفرق اليونانية (30 فوزًا و6 تعادلات و42,129 كمعدل تهديفي).
*** صناعة الأسطورة ****
في السنوات السبع اللاحقة، واصل أبناء مدينة بيرايوس تألقهم وحصدوا خمس بطولات ليتضاعف عدد الأنصار الذين يشعلون الأجواء ليس فقط خلال المباريات المحلية، بل في معاقل الخصوم أيضًا، وكانت مواجهة باناثينايكوس أثينا تكتسي طابعًا خاصًا، وتعد من المباريات التي يكون الفوز بها نجاحًا عظيمًا يستحق احتفالاً ضخمًا.
في مواجهة الطوفان، هكذا يبدأ نشيد النادي، والذي يذكر الخصوم بما ينتظرهم، ويتواصل النشيد بعبارات حربية مثل واحد، اثنان، ثلاثة أهداف والفوضى في كل مكان! تتويج بالنصر - أولمبياكوس!.
صحيح أن قطار النجاح اليوناني توقف في الأعوام التالية بسبب الحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية، إلا أن أولمبياكوس استأنف هيمنته بعدما عادت المنافسات الكروية إلى سيرها العادي، ففي هذه المدة حصل هذا النادي على لقب الأسطورة، وإلى غاية عام 1960، فاز بلقب الدوري 15 مرة (خلال 23 موسمًا) ورفع الكأس اليونانية في تسع مناسبات، وأحرز الثنائية ست مرات، وهو إنجاز عظيم وغير مسبوق في ذلك الوقت.
لم يتألق النادي المؤسس لجمعية الأندية الأوروبية (ECA) على المستوى المحلي فقط، بل سطع نجمه في المنافسات القارية أيضًا، ففي مدة الستينيات، بلغ دور الستة عشر ضمن كأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس في ثلاث مناسبات، وكما حقق الإنجاز نفسه في منافسات كأس أوروبا للأندية البطلة والمسماة حاليًا دوري أبطال أوروبا UEFA.
علاوة على ذلك، لعب أصحاب اللونين الأحمر والأبيض مباريات ودية ضد فرق من جميع أنحاء العالم مثل برشلونة وبورتو أليجري وغلطة سراي، وفي موسم 1960/1961 انتصر أولمبياكوس على فريق الجوهرة السمراء بيليه، نادي سانتوس البرازيلي، بنتيجة (1-2).
**** الحاضر ****
وحتى في العشرين سنة الأخيرة لم يتوقف أولمبياكوس عن حصد النجاح، فمن 1997 حتى 2003، نجح في الظفر بلقب الدوري سبع مرات على التوالي، كما توّج بطلاً للدوري اليوناني الممتاز خمس مرات تباعًا بين عامي 2005 و2009.
ويحق لأنصار الأسطورة اليونانية أن يفخروا بما حققه فريقهم في موسم 1998/1999 عندما تمكن من بلوغ دور الثمانية ضمن دوري أبطال أوروبا UEFA، حيث خرج على يد خصم كبير وهو نادي يوفنتوس الإيطالي، ومنذ عام 1996 شارك أولمبياكوس (13) مرة في دوري الصفوة الأوروبي، وهو ما يعكس هيمنة الشياطين الحمر على كرة القدم في اليونان.
وقد جذبت النجاحات الدولية في الماضي العديد من اللاعبين اليونانيين الدوليين وبعض النجوم الأجانب إلى مدينة بيرايوس الساحلية، على رأسهم (ريفالدو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، والنجم الدنماركي دينيس روميدال، والبرازيلي جيوفاني، إلى جانب بطل العالم الفرنسي كريستيان كاريمبو).
واستحضر كاريمبو في حوار حصري ذكرياته في بلاد الإغريق بقوله: "اليونانيون شغوفون بكرة القدم، فهم يعتبرون مشجعون بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث إنهم يعشقون اللعبة، ويشجعون من الدقيقة الأولى حتى آخر دقيقة من المباراة رغم أنهم يتجاوزون الحدود في بعض الأحيان".. وحسب استطلاع رأي أجري على موقع النادي الرسمي فإن حوالي (40) في المئة من المشجعين اليونانيين داخل وخارج الوطن يساندون أولمبياكوس.
كما درب ممثل مدينة بيرايوس العديد من الشخصيات المعروفة في عالم الساحرة المستديرة أمثال زيكو وأوليج بلوخين.. وقال بلوخين بخصوص المدة التي قضاها في هذه المدينة المتوسطية الجميلة: "لا تصدقوا أولئك الذين يقولون إن اليونان ليست بلدًا كرويًا كبيرًا، وإنهم واهمون، فقد عشت أجمل ذكرياتي الكروية في اليونان".
وبعد كل هذا، يمكن القول أن أولمبياكوس يجسد تمامًا اللقب الذي يطلق عليه، خاصة أنه فاز حتى عام 2011 بلقب الدوري (38) مرة.. فقد توّج بطلاً للدوري الإغريقي أكثر من جميع الأندية الأخرى مجتمعة، ليكون بذلك أسطورة يونانية تؤرخ لإنجازات كروية خارقة.
**** الملعب ****
بني ملعب (جيورجي كارايسكاكيس) عام 1895، وذلك كمجمّع رياضي من أجل استقبال الألعاب الأولمبية التي أجريت عام 1896، ولُعبت كرة القدم لأول مرة في هذا الملعب العريق عام 1920، وبعد أربعين سنة شهد إصلاحات شاملة وسُمي تيمنًا بمحارب يوناني، جيورجي كارايسكاكيس، كان قد توفي خلال الثورة اليونانية عام 1821 بالقرب من الملعب، ويملك معقل أولمبياكوس منذ عام 2006 متحفًا خاصًا بالنادي، كما تصل طاقته الاستيعابية إلى حوالي (33) ألف متفرج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى