في ثالث أيام مفاوضاته مع اللجنة الرئاسية: الحوثي يرفض المشاركة في الحكومة ويتمسك بما وصفها بـ«حقوق الشعب»

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف:

> قال مسؤولون حكوميون ومصادر بجماعة الحوثي لـ«الأيام» مساء أمس السبت إن زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي وأعضاء مكتبه السياسي واللجنة الرئاسية الوطنية المبعوثة إلى صعدة ظلوا حتى ساعة متأخرة من ليل أمس السبت يواصلون مباحثاتهم لليوم الثالث على طريق توقيع اتفاق نهائي يفضي الى انهاء حالة التوتر والمشهد المتأزم في صنعاء التي زادت منه احتجاجات واعتصامات الحوثيين خلال اليومين الماضيين لإسقاط حكومة الوفاق والغاء قرار رفع الدعم الحكومي لأسعار الوقود.
وكشف مسؤول من اللجنة الرئاسية لـ«الأيام» أنه من المقرر ان يتم توقيع الاتفاق بين الجانبين صبيحة هذا اليوم الأحد او في غضون ساعات قادمة لا تتجاوز ال 24 من اليوم نفسه، وسيعلن بشكل رسمي للرأي العام.
وينظر الشارع العام والمجتمع الدولي بقلق وتوجس لحالة الاحتقان السياسي التي تشهدها اليمن حاليا خاصة في صنعاء ما يعيد ازمة عام 2011 الى الواجهة.
وأعلن المسؤولون أن جماعة الحوثي تبحث مسودة الاتفاق التي تسلمتها مساء الجمعة والمتضمنة اقتراحات ومعالجات للوضع السياسي الراهن منها اقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة وطنية لا تنال منها الأحزاب السياسية أي حصة اطلاقا.
وفيما كانت «الأيام» قد نشرت في عددها أمس السبت تفاصيل ما يدور بين اللجنة الرئاسية وجماعة الحوثي على هذا النحو من المحادثات بين الجانبين واصطدامها ببعض البنود، اكد المسؤولون ان وجهات النظر في القضايا محل الخلاف السابقة تطابقت مساء أمس السبت بعد نقاش مستفيض واجتماعات تلو الاجتماعات لحين وصلت الى اتفاق وسط بين الجانبين، او بمعنى ادق الى “توافق يلبي مطالب وحاجة جميع الاطراف والقوى السياسية والشعبية”.
وتأكيدا لنتائج مشاورات اللجنة الوطنية المكلفة من رئاسة الجمهورية وجماعة انصار الله الحوثي أفاد «الأيام» مسؤول رئاسي يتابع المحادثات ان مسودة الاتفاق تقدم عرض تشكيل حكومة جديدة خلال فترة 30 يوما يقوم خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي بدراسات لاختيار الاسماء والشخصيات التي ستمثل الحكومة الجديدة ورئيسها، مؤكدا انها ستكون من ذوي الكفاءات والخبرات العالية وتتمتع بحس وطني لتكون محل اجماع الشعب.
وأكد المصدر الرئاسي في تصريحات خاصة لـ«الأيام» أمس ان الحكومة الجديدة التي يراسها الأخ محمد سالم باسندوة ستعمل كحكومة تصريف للأعمال خلال المدة المتفق عليها.
وقال: “الاتفاق الذي تجريه اللجنة الرئاسية في صعدة مع جماعة الحوثي ربما يتم توقيعه غدا (اليوم الأحد) حيث يشمل كذلك تشكيل لجنة اقتصادية مهمتها الاساسية دراسة موضوع (خفض دعم الدولة للمشتقات النفطية) بحيث تقدم خطة اقتصادية تواكب الاصلاحات التي شملها القرار الحكومي السابق برفع اسعار الوقود إذ ان الرئيس لن يتراجع عن القرار خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية التي لم تجد معالجة لها سوى هذا الاجراء الحتمي”، طبقا لوصفه. من جهته أكد لـ«الأيام» الناطق الرسمي للجنة الرئاسية عبدالملك المخلافي ان اللجنة لا زالت تنتظر رد جماعة الحوثي بشأن الاتفاق وقال في اتصال هاتفي مساء أمس انه حتى اللحظة (الساعة 8:30 مساء السبت) لم نتوصل بعد الى اتفاق نهائي وانما مبدئي يحتوي نقاطا معينة هي: تشكيل حكومة جديدة وطنية اي (حكومة تكنوقراط) بالإضافة الى اللجنة الاقتصادية المشتركة ورفع مظاهر التوتر المتمثلة بإزالة مواقع المخيمات والاعتصامات التي اقامتها جماعة الحوثي سواء داخل العاصمة او على مشارفها.
وأشار المخلافي الى ان “المباحثات مع الحوثيين منذ بدأت يوم الخميس الماضي تسير بالاتجاه الايجابي رغم بعض العراقيل ولكن ينبغي استكمال الاتفاق الليلة (أمس) وتوقيعه لا محالة غدا (اليوم) ثم تغادر اللجنة صعدة للقاء الرئيس هادي لإطلاعه بالاتفاق ونتائجه”.
وبسؤاله عن حصة انصار الله بالحكومة الجديدة صرح المخلافي إن (جماعة الحوثي) اكدت انها تريد تشكيل حكومة جديدة تمثل الكفاءات والخبرات ولا تريد المشاركة فيها وبالمقابل جددت رفضها عرض تشكيلها لحزب سياسي للانخراط بالحكومة.
وقال مراقبون سياسيون ان مشروع الاتفاق الجديد الذي ينص على تأليف حكومة بعيدة عن المحاصصة والتقاسم الحزبي بين الاحزاب سيشارك بها الحوثيون لكن ليس بشكل رسمي. ويشمل الاتفاق تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة لدراسة الوضع الاقتصادي.
ويرى المراقبون ان جماعة الحوثي ارادات تصحيح مسار العملية السياسية الانتقالية التي اقصاها منها الاطراف الاخرى وابرزهم حزب الاصلاح الاسلامي وحلفاؤه من أولاد الشيخ الاحمر واللواء علي محسن الاحمر وذلك عبر استغلالها حالة الغضب الشعبي من قرار الحكومة زيادة أسعار الوقود ثالث ايام العيد (30 يوليو الماضي).
واعلن الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام انه جماعته اكدت للجنة عدم نيتها المشاركة في أي حكومة قادمة..وقال ان مطالبنا واضحة بهذا الجانب.
وأضاف عبدالسلام في منشور على صفحته بالفيس بوك أمس “نؤكد أنه لا صحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات مع اللجنة الحكومية حول مطالبتنا بعدد من الحقائب الوزارية فقد أكدنا اننا لن نشارك في أي حكومة قادمة، وان مطالبنا واضحة وهي اصلاح الوضع والانتقال الى مراحل شراكة سياسية لا تتحكم فيها قوى النفوذ أو يتم فيها الاستهتار بحقوق الشعب الاقتصادية والسياسية وأن مطالبنا ما زالت مطالب الشعب اليمني”.
وفي تصريحات سابقة نشرتها «الأيام» بعدد أمس السبت اكدت مصادرها ان الحوثيين رفضوا المشاركة في الحكومة الا انهم ابلغوا اللجنة ان الانخراط في الحكومة محل دراسة من قبل الجماعة.
وابلغ «الأيام» قيادي بجماعة الحوثي بصعدة عبر الهاتف انه “حتى الان لم نصل الى صياغة اتفاق نهائي لكن العملية وشيكة وتجري على قدم وساق لإتمام الاتفاق وتوقيعه غدا (اليوم الاحد) كاقصى تقدير”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى