«الأيام» تنشر تفاصيل أحداث المعلا الدامية..الآلاف يشيعون الشهيد (اليافعي) وسط مشاعر الغضب من استمرار استهداف نشطاء الحراك الجنوبي

> تقرير/ فواز عبدان المريسي:

> شيع الآلاف من أبناء الجنوب جثمان الشهيد حسين محمد علي عبدالكريم اليافعي عقب صلاة الجمعة في ساحة المعلا بعدن أمس، والذي قتل برصاص قوات الامن يوم أمس الأول عقب قمع احتجاجات سلمية لأنصار الحراك.
وشارك الآلاف في مراسم التشييع الذي انطلق من ساحة المعلا عقب المشاركة في الصلاة على روح الشهيد اليافعي.
واحتشد المشاركون في التشييع في ظل ارتفاع شديد لدرجة الحرارة والرطوبة لم يحل دون اكمالهم المشاركة في التشييع.
وتحدث الشيخ حسين بن شعيب، خطيب جمعة ساحة المعلا بعدن، موجها رسالة إلى “الأحزاب السياسية اليمنية التي تخوض صراعا سياسيا مع جماعة الحوثي ألا تسعى لنقل صراعاتها إلى الجنوب، فالحراك الجنوبي بدوره لم يسع قط لنقل حضوره السياسي إلى الشمال، ولم يتدخل في أمور الشمال قط”، مشيرا إلى أن “التفكير بنقل الصراع السياسي في الشمال إلى الجنوب عواقبه وخيمة”، موضحا بأن “ما حدث من أعمال عنف يوم الخميس وإراقة الدماء بقتل الشاب حسين اليافعي وإصابة آخرين إنما يأتي مقدمة لأعمال قتل واسعة النطاق في الجنوب قد تحدث في حال أصرت هذه القوى على نقل صراعاتها إلى الجنوب”.
وأضاف أن “الجنوبيين لا يؤمنون بالأحزاب السياسية اليمنية”، داعيا “هذه الأحزاب إلى قصر نشاطها السياسي على الشمال”، مضيفا أن “الحراك الجنوبي ينشط في الجنوب لأنه يدرك أنها منطقته، فيما يجب على الأحزاب السياسية اليمنية أن تدرك أنه لا وجود لها في الجنوب”.
جموع المصلين في شارع مدرم تؤدي صلاة الجمعة أمس قبيل التشييع
جموع المصلين في شارع مدرم تؤدي صلاة الجمعة أمس قبيل التشييع
ووصف بن شعيب ما قام به محتجو الحراك أمس الأول بأنه “ملحمة سقط فيها شهيد وعدد من الجرحى، وإننا نلاحظ أن القوى التي اتفقت في اجتياح الجنوب في العام 1994 تمارس القمع على أبناء الجنوب”.
وأضاف بن شعيب: “أرادوا أن يضللوا بأن لديهم أنصاراً في الجنوب، هنيئاً لأبناء عدن الذين نجحوا في إفشال مسيرة المؤامرة التي هي ضمن سلسلة طويلة من المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب من قوى النفوذ بالشمال”.
وعقب الخطبة والصلاة انطلق المشيعون يحملون جثمان الشهيد حسين اليافعي وصوراً له وللشهداء الجنوبيين صوب مقبرة أبو حربة، مرددين هتافات تجدد العهد للشهداء، وتؤكد السير على دربهم حتى استعادة دولة الجنوب، فيما قامت نسوة برمي الورود على موكب التشييع من نوافذ وشرفات المنازل المطلة على الشارع الرئيسي بالمعلا.
وكانت أحداث المعلا بدأت لدى انتشار قوات الأمن بشكل واسع في شارع مدرم بالمعلا منذ وقت مبكر من صباح أمس الأول الخميس بمشاركة مدرعات وآليات أمنية لتوفير حماية أمنية مشددة لمسيرة كان قد دعا إليها كل من حزبي المؤتمر والإصاح الأربعاء الماضي، دعما لما سمي بالاصطفاف الوطني، حيث انطلقت المسيرة من وسط شارع (مدرم) في المعلا، بمشاركة مسؤولين ومدراء تنفيذيين في عدن، وقادة وأعضاء حزبيين، متجهة صوب مكتب ديوان المحافظة، ردد خلالها المشاركون شعارات (يا هادي سير سير نحن بعدك بالمسير) و(بالروح والدم نفديك يا يمن).
قوات الأمن أثناء انتشارها في شارع مدرم يوم الخميس لتأمين المسيرة
قوات الأمن أثناء انتشارها في شارع مدرم يوم الخميس لتأمين المسيرة
وذكر شهود عيان أن المسيرة سلكت ذات الشارع الذي يعد معقلا للحراك الجنوبي بمدينة المعلا تزامنا مع وجود مظاهرة للحراك فيه ما أدى إلى اصطدام المسيرتين، وسط تدخل من قوات الأمن وبإسناد من مدرعات تابعة للقوات الخاصة التي أطلقت الأعيرة النارية الحية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق أنصار الحراك مسفرة عن سقوط الناشط في الحراك الجنوبي حسين اليافعي قتيلا بطلقات أصابته في الصدر نقل إثرها الى مستشفى الجمهورية ولكن دون جدوى، الأمر الذي أجج من سخونة الموقف وتوسعت رقعة المواجهات بين أنصار الحراك الذين توافدوا من مناطق مختلفة واشتبكوا مع رجال الأمن بالحجارة فيما ردت قوات الأمن عليهم بالرصاص الحي ما أسفر عن سقوط 7 جرحى إصابة بعظهم خطيرة، فيما انسحب جميع من شاركوا في المسيرة الرسمية من قادة ومسؤولين في السلطة المحلية في عدن والأحزاب السياسية.
وتملكت أنصار الحراك مشاعر من السخط والاستهجان جراء التعامل معهم بالرصاص الحي وسقوط قتيل وجرحى في صفوفهم.
ولاحقا قام شباب غاضبون من أبناء مدينة المعلا بإغلاق الشارع الرئيسي بالمعلا وإحراق الإطارات، واستمر الوضع متأزما لساعات.
وعلى صعيد ما حدث أدانت عدد من الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في عدن استفزاز مسيرة الاصطفاف الوطني بانطلاقها من ساحة شارع مدرم بالمعلا، حيث اعتبر الكثير من المراقبين السياسيين أنها حملت في مضمونها استفزازا واضحا لمكونات الحراك الجنوبي كونها حددت منطلقها من ساحة أنصار الحراك الجنوبي.
الحزب الاشتراكي في عدن سارع إلى إعلان عدم علاقته بتلك المسيرة، محملا الأطراف الأخرى التي نظمتها مسؤولية ما حدث من تصادم وأحداث دامية.
وأوضح لـ«الأيام» سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في عدن قاسم داوود في تصريح له: “إن المسيرة المؤيدة لهادي التي نظمها كل من حزبي الإصلاح والمؤتمر في مدينة المعلا تمت بناء على اتفاق بينهما، دون اشراك بقية الاحزاب والمكونات السياسية المتواجدة في عدن ونرفض اي مسيرة تولد النزاعات والعنف في عدن”.
وقال داوود: “إن المؤتمر والإصلاح انفردا بالمسيرة عن بقية الاحزاب التي لم تشارك لكونهما اتفقا معا في مؤتمر الحوار الوطني على التآمر على القضية الجنوبية، وما حدث ما هو إلا اصطفاف تم بالتناصف بين الحزبين”.
واضاف داوود: “ان ساحة المعلا تعتبر ساحة رئيسية اعتاد الحراك الجنوبي تنظيم فعالياته ومسيراته السياسية فيها بعد ان تم منع انصاره من اقامة فعالياتهم في ساحة العروض بمديرية خورمكسر”، مشيراً إلى أن “ما حدث من إصرار على تنظيم وإقامة مسيرة تدعم هادي في نفس الساحة يعد محاولة لاستفزاز مكونات وأنصار الحراك الجنوبي”، حد قوله.
وادانت منظمة الحزب الاشتراكي بعدن ومركز عدن للرصد ومنظمات مجتمع المدني “طريقة تعامل المنظمين ورجال الامن في منع وقمع انصار الحراك بتلك الصورة التي سقط فيها قتيل وجرحى من صفوف الحراك”.
جانب من تشييع الشهيد حسين اليافعي أمس
جانب من تشييع الشهيد حسين اليافعي أمس
وحول موقف قيادة السلطة المحلية بعدن الداعمة لمسيرة الاصطفاف فإنه لم يصدر منها أي موقف يحمل أي جهة مسؤولية ما حدث، غير ان كل من حزبي الاصلاح والمؤتمر سارع كل منهما بتبرئة ساحته وتحميل الطرف الاخر المسؤولية، حيث تبادل الطرفان الاتهامات فيما بينهما بشأن مسيرة الاصطفاف الوطني، وفشل الطرفان في التوصل الى صيغة بيان مشترك بشأن تحديد اهداف المسيرة، كما انهما فشلا في اصدار بيان يوضح ما حدث من تداعيات وسقوط قتيل وجرحى.
وحمل خالد حيدان، رئيس اللجنة الاعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن، أمين عام المجلس المحلي في محافظة عدن عبدالكريم شائف مسؤولية فشل مسيرة الاصطفاف.
العربات المدرعة في شارع مدرم بالمعلا لتأمين مسيرة الاصطفاف الخميس
العربات المدرعة في شارع مدرم بالمعلا لتأمين مسيرة الاصطفاف الخميس
وقال حيدان ان من أسباب عدم إلقاء بيان موحد يعود إلى رفض أمين عام المجلس المحلي بعدن، والذي اتهمه بالوقوف وراء محاولة إفشال المسيرة المساندة للرئيس هادي.
من جانبها رفضت قيادات في الحراك الجنوبي السماح بإقامة أية فعاليات لا تتوافق مع اهداف وشعارات الحراك الجنوبي.
وقال لـ«الأيام» الناشط في الحراك الجنوبي وليد الشعيبي ان “المسيرة التي نظمها حزبا الإصلاح والمؤتمر لا تخص أبناء الجنوب”.
واضاف: “نحن في الحراك الجنوبي لسنا ضد الحوثي، ولنا قضيتنا الوطنية العادلة المتمثلة باستعادة دولة الجنوب”، لافتا إلى أن “ما يحصل في الشمال من أحداث سياسية وتظاهرات مؤيدة أو مناهضة لا تهم أبناء الجنوب”، حد تعبيره.
تقرير/ فواز عبدان المريسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى