عن طريق أربعينية الفنان كرامة مرسال الطرب الحضرمي صوت المجد والغناء الشعبي

> صار كرامة مرسال مغنيا وملحنا وعازفا، وهو من مواليد مدينة المكلا، ومن المقربين الى الحاشية في زمن حكم سلاطين القعيطي حيث عزف مبكرا وداعب بأنامله شيئين لعبا دورا كبيرا في حياته، اولهما هو مفتاح ضرب آلة اللاسلكي في الستينيات والثاني هو عود الطرب )القنبوس(، ومع ان هاجس هذا الشاب حينها امتلأ برغبة كبيرة في اعتلاء منصة الطرب في مدينة المكلا يوم صدحت حينئذ الاصوات الغنائية الكبيرة والذائعة الصيت مثل الفنان الراحل محمد جمعة خان
وعبدالله بنقاله وعبدالله بن طرش وابو بكر التوي ومحمد بن شامخ وسعيد عبدالمعين، وحينما اثرت عدن بجوها الثقافي والغنائي
المنطقة بالغناء والالحان والطرب وتسجيل الاسطوانات، وهذه من التأثيرات الثقافية التي تجولت في المنطقة الممتدة من عدن الى عمان الى جيبوتي الى مقديشو وصولا الى ارتيريا وتنزانيا والكويت.
كان الشاب مرسال الموظف الناشئ في مصلحة اللاسلكي القعيطية يحاكي ذاته بهواية الطرب ويتفاعل وينتظر من حيث تأتي
الفرصة والمناسبة وكان يحمل عوده بيده في شوارع (برع السدة)حي السلام حاليا، وكان يقف امام الفرصة ولا يجعلها تضيع، ورويدا رويدا صنع له علاقات واسعة في تنقلاته في عمله ما بين حورة وشبام ومدن حضرموت، وأمتع الاصدقاء والمجالس بالطرب وليالي السمر والاعراس. ربما ظل الحلم يتكون لدى مرسال ولكنه حلم ذاتي اراد له هذا الشاب الفنان القادم فيما بعد والصوت بعيد المدى ان يلتقي به يوما ما وجها لوجه ويصعد فوق السحاب. وسار الزمن وسار معه كرامة مرسال
خطوة بخطوة لا يتأخر ولا يسبقه بخطوات اراد لخطواته ان تتأنى وتظهر معالمها على الارض، وكلاهما مرسال والزمن وبينهما
الحظ ارادا ان يظهر كل شيء بما فيه من ابداع والحان واشجان في الوقت واللحظة المناسبة وان تكتمل اللوحة، وهنا لا تضيع الصدفة عن مسار الشاب الناشئ على الطرب والغناء للفنان العاشق الولهان بعدئذ كل هذا تضامن معا دون ترتيب وانما ادارته من حيث الصياغة الذاتية والموضوعية ومؤثراته الحياتية والاجتماعية والشخصية الاحداث التي رافقت كل هذا المشهد، تجمعت متباعدة ومتقاربة في ان واحد وانتج الوقت والجرأة والطموح مطربا وصوتا فنيا حضرميا اتسعت له المنطقة ومنحها هو ايضا (أي مرسال) ما يكفي بحيث لا تجد لصوته شبيها وان نقبت وقد لا تنطق اللسان بحنان الكلمة مثله. كل شيء في صوت الفنان العاشق والمغني والمطرب كرامة مرسال بديع بدءا من )عشقة الخرد بلية( الى )رافعات الشيادر( و)سروري من سرورك( ثم بعدها الاغاني الموضوعية اللينة التي يحسبها الكثيرون ويضعها النقاد والمتتبعون وهواة الدراسة لغناء مرسال في اوراق البحث ما بين السياسة والفن والمعاني،وهي حكاية تحمل ملامح الزمن ان فحصتها التقطتها بسهولة وتستطيع ان تشعر بدفئها.
كرامة مرسال غنى واطربنا ولازال يغني او ليس هو من غنى اللوحة الفنية للشاعر عبدالرحمن المفلحي )روحن فوق جول الديس ملقات عاكر( رسمها لوحة ولحنا، وقال للشاعر حسين المحضار الإيحائية الغنائية )اذا صلحنا امر العواذل با يهون( ونقول نحن لا تقول محد دري شف كل العرب دارية!!.
لون مرسال في صوته، وصوت مرسال محبوب في نطق لسانه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى