إلى أخينا المنكوب عبدالله باكدادة .. هذه هي نهاية العمل الفدائي في قطاع الثقافة

> نجيب محمد يابلي:

>
عبدالله باكدادة
عبدالله باكدادة
أيها الأخ والصديق العزيز عبدالله باكدادة.. خطابي لك هذا أوله كان عبر «الأيام» يوم الأحد 30 مارس 2003 (أي قبل 11 سنة ونصف السنة) وثانيه يوم الأحد 31 أغسطس 2014، وهو يوم التهام الحريق المريع لكل بيتك الكائن في منطقة كابوتا، وأصبت فيه مع إحدى بناتك بحروق طفيفة، ولولا لطف الله لكانت الآثار أكبر، كونك تسكن في الدور الأخير ولم يكن هناك من سبيل إلا تدخل الأهالي بفتح ثغرة في الجوار وتم إخراجكم بعونه تعالى بسلام إلى الشارع.
ذكرني الحريق الذي طال شقة باكدادة بحريق بغداد الذي أحدثه هولاكو وأتى ذلك الحريق على مكتبة بغداد وتحول نهر دجلة إلى حبر أسود لعدة أيام، لتدخل المنطقة مرحلة الانحطاط، الخطب كبير والحدث جلل فحصيلة (33) سنة من العمر الوظيفي الذي بدأه باكدادة في العام 1981 عندما التحق بمؤسسة 14 أكتوبر للاستيراد وتوزيع المطبوعات وانتهى مشواره فيها عام 1996، وكان آخر المناصب التي شغلها مديرا لإدارة توزيع المطبوعات.
عمل باكدادة خلال الفترة 1996 - 2001 مديرا عاماً للمكتبة الوطنية في محافظة عدن، ثم مديرا عاماً لمكتبة مسواط للأطفال، وفي منتصف يناير 2003م رحل عن دنيانا القامة الثقافية والمسرحية والإبداعية الكبيرة المغفور له بإذن الله أحمد سعيد الريدي، وكان ـ رحمه الله ـ مديراً عاماً للثقافة في عدن، وحل محله عبدالله باكدادة اعتباراً من 26 يناير 2003م.
أشرت في مقالي عن باكدادة في “الأيام” (سبق الإشارة إليه) بأن الأخ عبدالله باكدادة حل ضيفا على منتدانا (منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي في الشيخ عثمان) وكان برفقته العزيزان الفنان نجيب سعيد ثابت والكاتب الصحفي مختار مقطري، وقلت بالحرف الواحد (كما ورد في «الأيام» ) “كان الله بعونك أيها الفدائي فمكانتك كبيرة بيد أن المتاح أمامك لا يشجع على الإنجاز بل يساعد على الإحباط”.
الأخ والصديق العزيز عبدالله باكدادة له عدد من المؤلفات وخاصة الدواوين الشعرية بالفصحى والعامية وهو عضو مشارك وفاعل في عدد من المنظمات والاتحادات الثقافية والإعلامية في الداخل والخارج، وله كتابات في عدد من الصحف والمجلات والدوريات، وبرز كثيراً على مستوى الإعلامين المرئي والمسموع وخاصة في عدن، وانتهى عمله الفدائي في 31 أغسطس 2014 دون أن يصل أحد لمعرفة أسباب الحريق، وبذلك الحجم وعلى ذلك النطاق.
كم هو مؤسف أن ينتهي مشوار العمر بهذه الكارثة التي اتسع جوفها لابتلاع كل شيء أمامها ليقف باكدادة أمام تصفير العداد: لا بيت - لا أثاث - لا مكتبة - لا استقرار - لا أمن، وعلينا جميعا أن نصطف لمعرفة أسباب الكارثة، وتقدير حجمها والبحث عن مصادر لتمويل ما خسره الرجل الذي يقيم في بيت أخيه لاجئاً.
أخي عبدالله باكدادة: لقد وقفت أمام موضوعي الموسوم “باكدادة والعمل الفدائي في قطاع الثقافة” فعشت ساعة حزن وأنا أتذكر أحمد سعيد الريدي وهو يرحل عنا في منتصف يناير 2003 وكان خير سلف، وجئت بعده لتصبح خير خلف، ووقفت أمام ما ذكرت في موضوعي عن القواسم المشتركة بينكما وأبرزها: ارتيادكما للمنتديات الاجتماعية والثقافية وتفاؤلكما بغد أفضل.
رحم الله أحمد سعيد الريدي.. وكان الله في عون أخينا عبدالله باكدادة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى