هكذا ينظر أنصار الحراك الجنوبي لاحتجاجات الحوثيين

> «الأيام» عن «العربي الجديد»:

> يُراقب سكان جنوب اليمن، على اختلاف توجهاتهم السياسية، بكثير من القلق تطورات الأوضاع في الشمال وتصعيد جماعة أنصار الله (الحوثيين). وعلى الرغم من وجود تباينات وسط الشارع الجنوبي بخصوص المسار الذي ستسلكه الأوضاع في صنعاء وتأثيراتها خصوصاً على قضية الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال الجنوب والشمال، إلا أن الجميع يتخوف من انفجار الموقف وتداعياته. وهو ما ترجم في التحركات في الشارع الجنوبي، أقله يوم الجمعة الماضي.
“مشروع الفيدرالية هو وحدة، دوسوا الوحدة، دوسوها بالأقدام”. هذا الشعار رفعه أنصار الحراك الجنوبي الذين خرجوا عقب صلاة الجمعة في تظاهرة حاشدة في مدينة عدن. وتركزت مطالبهم على انفصال جنوب اليمن عن شماله، وإنهاء الوحدة ضمن حملة أطلقوا عليها “أنا نازل” أسسها ناشطون وصحافيون جنوبيون في وسائل الإعلام الاجتماعي وانتقلت إلى المواقع الإخبارية والصحف الجنوبية.
احتقان الوضع في العاصمة صنعاء جعل فكرة الحملة تحظى بقبول في الجنوب، وهي خطوة أولى تليها خطوات مقبلة أكثر فعالية، وفق المنظمين.
وجاءت هذه التظاهرة، التي رفعت فيها شعارات منددة بالوحدة وبالأحزاب السياسية وبمخرجات الحوار الوطني، رداً على ما أطلق عليه الناشطون فشل القيادات التاريخية في فهم ما حولها وخصوصاً في صنعاء، الأمر الذي لم تستوعبه القيادات الجنوبية. هذه الأخيرة تقود الحراك من دون التعاطي مع الأوضاع الجارية في اليمن والمنطقة العربية، إذ اكتفت خلال الأشهر الماضية بمراقبة الوضع عن بعد.
أصحاب الرأي القائل إن الأوضاع المحتقنة في صنعاء تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع في الجنوب ينقسمون على أنفسهم، إذ يعتبر البعض منهم أن ما يحصل في صنعاء سيخدم القضية الجنوبية وسيطرة جماعة أنصار الله على صنعاء سيدفع بدول الخليج إلى دعم استقلال الجنوب.
وفي السياق، يقول عضو مؤتمر الحوار عن الشباب المستقلين في الجنوب، زيد السلامي لـ“العربي الجديد” إن “ما يجري في صنعاء يخدم القضية الجنوبية إلى حد بعيد، وهذه ورقة سياسية مفيدة للجنوبيين، إذا استثمرت بشكل صحيح من قبل قيادات الحراك الجنوبي”.
ويضيف السلامي “يمكن الضغط على الدولة والقوى السياسية في الشمال من منطلق أنها لا تريد بناء دولة اتحادية مدنية حديثة ولن تستطيع أن تتخلى عن السلاح من أجل هذا الهدف، ما يعطي أبناء الجنوب دافعاً كبيراً للمطالبة بالانفصال، ويعطيهم الحق في تقرير مصيرهم، وبناء دولتهم المستقلة، بعيداً عن العنف وقوى النفوذ”.
كما يشير إلى أن “الفريق المشارك باسم الحراك الجنوبي في الحوار الوطني يمكنه أن يضغط باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار وتحقيق المناصفة في الحكومة المقبلة”.
في المقابل، يرى البعض أن ما يحدث في صنعاء سينعكس على الجنوب واحتمال سقوطه بيد تنظيم “القاعدة”، ما يفسح المجال لبروز صراع سنّي متمثل في الجنوب، وزيدي متمثل في الشمال، والدخول في دوامة الحرب الأهلية الطائفية.
ويقول الصحافي ياسر اليافعي لـ“العربي الجديد” إن “الجنوب بكل تأكيد سيتضرر من الأحداث في صنعاء، ولكن حجم الضرر سيعتمد على القيادات الجنوبية ودورها في المرحلة المقبلة، سواء كانت هذه القيادات ضمن نظام الحكم الحالي أو ضمن قيادات الحراك الجنوبي”.
ويظل اللعب بورقة الإرهاب للسيطرة على الجنوب هاجسا يكاد يجمع عليه الجنوبيون كونه نتيجة طبيعية لحقيقة التأثير المباشر لما يجري في صنعاء. وقد تكررت تحذيرات أطلقها العديد من السياسيين والناشطين في الجنوب من خطورة استخدام الجنوب بؤرة للإرهاب.
وهناك فريق آخر يرى أن لا تأثير ولا انعكاسات لما يجري في صنعاء على الشارع الجنوبي والقضية الجنوبية.
ويوضح الأمين العام للحراك الجنوبي السفير قاسم عسكر لـ“العربي الجديد”، أن ما يجري في صنعاء لا يؤثر بشكل مباشر على ما يجري في ساحات الجنوب”، مؤكداً أنهم “يراقبون الوضع هناك باهتمام”. ويشير إلى أن “أهداف الحوثيين في صنعاء إسقاط الحكومة والجرعة السعرية وأشياء أخرى، وهي أشياء تختلف عن مطالب الجنوبيين في الوقت الذي لا يوجد جديد في الموقف حول القضية الجنوبية”.
في الوقت نفسه، يطالب عسكر الحوثيين بأن يحددوا “موقفاً واضحاً في ما يتعلق بمستقبل الأوضاع والتطورات اللاحقة سواء في الشمال أو في الجنوب لكي نبادلهم الرأي والموقف إذا كانت مواقفهم واضحة في ما يتعلق بتطلعات الجنوبيين وبما يخدم أيضاً تطلعات أنصار الله في السيطرة على الشمال”.
كلام عسكر يأتي تزامناً مع التحركات الميدانية التي أطلقها شباب الحراك الجنوبي في حملة “أنا نازل”. الهدف الأول منها، وفق ما أشيع إزاحة القيادات الجنوبية التاريخية التي يتهمونها بالفشل، ومن بينها عسكر نفسه الذي يتعارض كلامه مع مواقف ناشطين آخرين، يرون أن التعامل مع الأوضاع في صنعاء، لا بد أن يؤخذ على محمل الجد، لأن الجنوب يتأثر بشكل مباشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى