عدن.. خارج دائرة ألوان الغناء !

> صالح حنش

> ألوان وتلاوين الغناء اليمني من القضايا والمواضيع التي تستحوذ على جانب كبير من اهتمامات الأوساط الثقافية والفنية والإعلامية، ومازالت كذلك حتى في هذه المرحلة من تاريخ الفن الغنائي والموسيقي المعاصر والمتسمة بالجفاف وشحة المنتج الفني الإبداعي عالي الجودة.
ومن بين ما يمكن رصده من آراء ووجهات نظر ومواقف في إطار حركة النقاش والجدل أولاً تقسيم الأغنية اليمنية إلى ألوان (لحجي، صنعاني، يافعي، حضرمي.. إلخ).
والمشكلة أن هذا التقسيم يعتمد ويستند إلى قراءة سريعة و(سطحية) تذوقية وانطباعية في نموذج أو نموذجين فقط من هنا وهناك، دون التكلف في بذل أبسط جهد حتى للتأمل والتفكر الموضوعي السليم، إلى حد أن البعض ينكر وجود لون لبعض المناطق الجغرافية، وفق هذا التقسيم والتصنيف، بل الأدهى والمؤلم والمؤسف أن عدن تستثنى من كل هذا، وعندما تواجههم بحقيقة عدن الجغرافية والتاريخ والثقافة والفن منذ أن عرفت كمستوطنة بشرية في عهد مملكة عاد الثانية، عندئد يتراجعون ويعتبرون لعدن (خليطا من الألوان اليمنية الغنائية) وحتى هذا الخليط - حسب وجهة نظر البعض شخصياً - أعتبره تميزاً لعدن وللحركة الفنية والثقافية فيها، وهي خاصية وسمة قد لاتتوفر عند غيرها من الأمصار والألوان، وهي تجسيد للانفتاح الثقافي والفكري لعدن وإرثها الحضاري، عدن الجغرافيا والتاريخ والتركيبة السكانية (الأنثروبولوجية)، وأستطيع القول إن هذا اللون العدني الخليط - كما يطلق عليه - يقدم الدليل على صحة القول المستخلص من الدراسات العلمية والأبحاث الأكاديمية، ومفاده “أن الفنون إنسانية، وهي إحدى وسائل التواصل والاتصال بين المجتمعات الإنسانية على وجه الكوكب”.
إنني كعدني (ابن عدن) أفخر ـ بكل اعتزاز ـ أن تكون عدن حاضنة لكل ألوان الغناء اليمني، أو على الأقل أشهرها، وأكون أكثر فخراً واعتزازا ـ كيمني ـ أن تكون عدن البوابة لانفتاح الوطن على فنون الشعوب والأمم البشرية في اتجاه الشرق نحو قارة آسيا وغرباً باتجاد قارة أفريقيا.
إن عدن جديرة بأن تكون هي دائرة الألوان الغنائية والموسيقية بكل المقاييس والمعايير العلمية والمنطقية المتبعة والمتفق عليها، وبعيداً عن الآراء والمواقف الذاتية الضيقة.. لذا فقضية تصنيف الغناء والموسيقى في اليمن وعلى هذه الشاكلة بحاجة إلى تناول علمي أكاديمي متخصص، تتبناه وترعاه مؤسسات ذات اهتمام وعلاقة بالشأن.. عندئد يكون لكل حادث حديث!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى