التوحد إعاقة يجب التعامل معها بحذر

> لقاء / فردوس العلمي

> التوحد إعاقة تطورية تظهر على الطفل في الثلاث سنوات الأولى من عمره نتيجة للاضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ، وكثير من الأسر يوجد بين أطفالها طفل يعاني من هذا المرض، ويعود اكتشاف هذا المرض إلى العام 1943م.
وللمعالجة من هذا المرض تأسست منذ الماضي عدد من الجمعيات والمؤسسات لرعاية هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم.. ولاستيضاح هذاالمرض ومعرفة تفاصيله.
التقت: «الأيام» برئيس جمعية أطفال عدن للتوحد الأخت عبير اليوسفي التي بدورها أعطت لمحة موجزة عن الجمعية ونشأتها وقالت: “هي خطوة تأييد وتشجيع من الأستاذة هناء علي ناجي (رئيس جمعية الصم سابقا) والأمين العام الحالي لجمعية أطفال عدن للتوحد والأستاذة فيروزا حامد شمس الدين رئيس مركز الأبحاث والدراسات/عدن سابقا، وحاليا متقاعدة وتشغل منصب نائب رئيس الجمعية ومسئولة الأبحاث والدراسات، اجتمعنا مع بعض من أولياء أمور لديهم أطفال توحديين وقررنا تأسيس الجمعية في تاريخ 25/12/2011م، نهدف منها إلى دمج الأطفال المصابين بالتوحد في المجتمع من خلال تقديم البرامج العلاجية الفعالة بطريقة شمولية، و خلق وعي بين أبناء المجتمع اليمني للتعريف بمعنى التوحد وكيفية التعامل معه، وإيجاد المناهج الدراسية المناسبة لدمجهم في التعليم الأساسي كأقرانهم من الأطفال”.
وعن الإحصائيات تؤكد أن “في اليمن توجد إحصائية قديمة صادرة عن جهة في صنعاء ولكنها غير مؤكدة، أما في عدن لدينا دراسة عمل مسح ميداني في المديريات الثمان للكشف عن مدى الإصابة باضطراب التوحد، ولكن للأسف الدراسة لم تنفذ بسبب عدم توفر الإمكانيات المادية، وكان الهدف من الدراسة ليس فقط معرفة العدد وإنما لنتمكن من تقديم المساعدات التأهيلية للأطفال التوحديين وكذلك الإرشادات الأسرية الضرورية والدعم المعنوي لأسرهم، ونستطيع القول بوجود أكثر من 120 حالة منهم حوالي 70 حالة فقط لدينا بها علم ومسجلة في سجلاتنا والعدد في تزايد مستمر.
وعن إمكانية علاج المصابين بالتوحد تقول عبير اليوسفي: “آخر الدراسات تبين أن اضطراب التوحد ينتج عن مسبب جيني، وهم بصدد البحث في إمكانية إيجاد علاج، لكن إلى حد يومنا هذا معظم العقاقير الطبية المستخدمة هي خاصة بالتقليل من سمات التوحد أو معالجة لزيادة الشحنات المصاحبة للاضطراب أو فرط الحركة، والعلاج الوحيد هو التأهيل والتعديل السلوكية وتنمية المهارات وهذا ما تقدمه جمعيتنا لهذه الفئة من الأطفال من خلال البرامج العلاجية المستخدمة مع أطفال التوحد دوليا بالإضافة إلى البرامج الأكاديمية المستحدثة من قبل المختصين الأكاديميين في الجمعية”.
وتوضح: “لا يوجد لدينا دعم ثابت للجمعية ولم نتمكن من إيجاد داعم رئيسي للجمعية حتى أننا لم نستطع التوصل إلى صندوق المعاقين بصنعاء لصرف ميزانية تشغيلية للجمعية، بالرغم من أننا استوفينا جميع الشروط المطلوبة لصرف الميزانية وتم الرفع به إلى صنعاء دون جدوى، ميزانيتنا هي الرسوم والتبرعات التي ندفعها ومنها ندفع رواتب العاملات وبعض الالتزامات المتعلقة بالمواصلات، إضافة إلى الأطباق الخيرية ولم نحصل إلا على مقر للجمعية في مبنى مدرسة الوحدة سابقا وحاليا بصددإعادة تأهيل المقر لنستطيع الاستمرار بنشاطنا بكامل الطاقة التشغيلية للجمعية”.
وعن تأهيل العاملات قالت اليوسفي: “يتم تأهيلهن بعمل دورات تدريبية وتنشيطية وفق جداول ومواعيد محددة، لأن كيفية تأهيل وتدريب الطفل وتنفيذ الخطط التربوية الفردية المقدمة للأطفال تحتاج إلى دراسة ودراية كافية بالتعامل وإنشاء قناة تواصلية مع الأطفال وفق أساليب يتم التدريب عليها مسبقا، ولكن من أهم الشروط الأساسية المطلوبة بالاخصائية العاملة لدينا هوالالتزام والأمانة والنشاط الدائم والمؤهل الأكاديمي.
وعن الصعوبات تقول: “الجانب (مادي) يشل قدرتنا على تنفيذ بعض الدراسات والفعاليات التوعوية، أو تقديم بعض الخدمات الخاصة بالتغذية للأطفال، أو توفير المواصلات للأطفال والعاملين، أو دفع رواتب العاملين ولكن أملنا كبير برب العالمين وأن يتفهم المسئولون مدى الخدمات التأهيلية التي للأطفال”.

وعن المشاريع المستقبلية تؤكد اليوسفي: “نعمل على برنامج التوعية باضطرابات التوحد والتدخل المبكر في مراحل رياض الأطفال، وهي من مخرجات ورشة العمل التي أقيمت لقيادات رياض الأطفال في أبريل بالتعاون مع إدارة التربية الشاملة حيث يهدف البرنامج إلى الكشف المبكر عن الأطفال المصابين بالاضطراب وفق مقياس توحدي ليتم التعامل معهم ومع أسرهم وفق برامج خاصة، وعن تفاعل الجهات المختصة مع أنشطتكم”.
وفي مجال التنسيق بينهم وبين الجهات الأخرى العاملة في نفس المجال، قالت:“إلى حد ما فقد تواصلنا مع جمعية الإعاقة الذهنية (داون - توحد - ضمور) بالمكلا وساعدناهم في تأهيل عدد 12 متدربة في برنامج التدخل المبكر (البورتج).
كما تم التواصل مع جمعية الإعاقة الذهنية (متلازمة داون بوادي حضرموت - سيئون) بدورة تدريبية لمدة أسبوع أيضا، ومؤخرا تم التواصل مع جمعية الفجر الجديد، حيث شاركت اثنتان من العاملات لديهم في دورتنا التدريبية التنشيطية الأولى في أغسطس والتي كانت حول استراتيجية تدريب وتأهيل الطفل التوحدي وكيفية التواصل معه.
كما تمت مشاركتنا بورقة عمل حول الصعوبات والتحديات لواقع المعاقين في محافظة عدن من قبل جمعية الإصلاح”.
وبدورها الدكتورة منى هرهرة تحدثنا عن حقائق التوحد بالقول: “أطفال التوحد لديهم صعوبة في التواصل البصري والتحدث بوضوح وإقامة علاقات مع الآخرين، الأعراض تتفاوت من حيث الحدة أو الدرجة بحيث يستحيل أن نجد طفلين متشابهين تماما لهما مظهر جذاب ولا يوجد لديهما ملامح ظاهرة، ونسبة انتشار الاضطراب 166:1 على المستوى العالمي وفي كل الأجناس والأعراق والطبقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، يحدث التوحد بمعدل 4 ـ5 أضعاف بين الذكور مقارنة بالإناث، يوجد العديد من النظريات والافتراضيات حول أسباب التوحد حيث يعتمد التشخيص على الاختبارات النمائية والسلوكية.
وحالياً لا يوجد شفاء ناجح لحالة التوحد، ولكنه قابل للعلاج والتحسن الملحوظ من خلال برامج التدخل المبكر”.
وللتوحد خصائص كثيرة، ومن أهم هذه الخصائص تقول د.أمينة هرهرة: “عجز نمائي في إقامة العلاقات مع الآخرين، وإظهار انفعالات مختلفة، عدم إدراك وشعور الطفل بهويته الذاتية، لا يفرق بين نفسه والآخرين، وانشغال المرضى بأمور معينة مع عدم القدرة على الإنجاز وضعف شديد في اللغة (تكاد تكون معدومة)، ومقاومة التغيرات المختلفة في البيئة ، واستمرار وتكرار حدوث انفعالات القلق، واستجابات غير عادية في الأنماط الحركية كالدوران والرفرفة، إلى جانب انخفاض واضح في مستوى القدرات الوظيفية والعقلية.
وللتوحد أعراض كثيرة تعددها لنا أعراض التوحد هي: الرتابة، مقاومة التغيير، الانعزال الاجتماعي، اللعب المنفرد، تجاهل الآخرين، الخوف وعدم الخوف، الصمت التام أو الصراخ الدائم، الخمول التام، الضحك بدون سبب، عدم التركيز، صعوبة في فهم الإشارة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى