كــاميــرون يرأس اجتمــاعا طارئا بعد قتــل رهينة بريطانــي في العـــراق

> لندن/ أدنبره «الأيام» رويترز - ا.ف.ب

> ترأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعا للجنة التعامل مع الحالات الطارئة يوم امس الاحد في ظل ضغوط متزايدة للتفويض بضربات جوية بعد أن أظهر مقطع فيديو نشره تنظيم الدولة الإسلامية إعدام موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هينز.
ويعني مقطع الفيديو الذي نشره مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الذين يقاتلون في العراق وسوريا أن كاميرون - الذي يحاول أيضا إقناع اسكتلندا برفض الاستقلال في استفتاء سيجرى يوم الخميس- يخضع لضغوط من اجل اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الدولة الإسلامية.
وقال إنه لا يستبعد أي خيارات لتقويض الدولة الإسلامية باستثناء إرسال قوات برية لكنه يواجه نداءات متزايدة من بعض النواب في حزب المحافظين ومن قادة عسكريين سابقين للانضمام إلى الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات جوية.
وانتهت آخر محاولة من كاميرون لحمل البرلمان على دعم ضربات جوية ضد سوريا العام الماضي بالفشل عندما صوت النواب ضد التحرك.
ووصف كاميرون - الذي عاد إلى لندن قبل موعده مساء أمس الأول السبت ليرأس اجتماع اللجنة - الجريمة بأنها عمل من أعمال الشر المحض، وتوعد بتقديم القتلة للعدالة مهما طال الزمن.
وقال في بيان “هذه جريمة قتل خسيسة ومروعة لموظف إغاثة بريء. أنه عمل من أعمال الشر المحض. قلبي مع عائلة ديفيد هينز الذي أبدى شجاعة وتحملا غير عاديين طوال هذه المحنة”.
وتابع “سنفعل كل ما في وسعنا لضبط هؤلاء القتلة وضمان أن يمثلوا أمام العدالة مهما طال الزمن”.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف قد بث امس الاول السبت شريط فيديو يظهر فيه احد عناصره وهو يقطع رأس عامل الاغاثة البريطاني ديفيد هينز.
وهذا ثالث اعدام من نوعه لرهينة غربي ينفذه تنظيم الدولة الاسلامية في غضون شهر، في مسلسل بدأه بذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي واتبعه بذبح مواطنه الصحافي ستيفن سوتلوف.
وشريط الفيديو الذي يستغرق دقيقتين و27 ثانية حمل عنوان “رسالة الى حلفاء امريكا” وبث على الانترنت كما بثه مركز سايت المتخصص في رصد المواقع الالكترونية الاسلامية المتشددة، يظهر اعدام الرهينة البريطاني.
كما هدد التنظيم بإعدام رهينة بريطاني آخر ظهر في نهاية التسجيل، حيث وجه الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو الكلام الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مبررا اعدام الرهينة بانه رد على انضمام لندن الى “التحالف الشيطاني” الذي تقوده واشنطن ضده.
واضاف الرجل المقنع الذي قد يكون نفسه الذي بدا في تسجيلات اعدام فولي وسوتلوف، ان التحالف “سيسرع دماركم” وسيغرق المواطنين البريطانيين في “حرب دامية اخرى لا يمكن الفوز فيها”.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الرد مؤكدا في بيان “هذه جريمة قتل دنيئة ومروعة ارتكبت بحق عامل اغاثة بريء. هذا فعل شرير محض”، مضيفا “سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم امام العدالة مهما تطلب الامر من وقت”.
وفي تغريدة بحسابه على موقع تويتر قال رئيس الوزراء البريطاني ان “قلبي مع عائلة ديفيد هينز التي برهنت عن قوة وشجاعة استثنائيتين في هذه المحنة”.
ورأس كاميرون صباح أمس الاحد اجتماعا لخلية الازمة الحكومية “كوبرا” للبحث في هذا التطور.
واعلنت الحكومة البريطانية ان الاجتماع سيتم بحضور كبار المسؤولين العسكريين.
بدوره، عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع بريطانيا بعد اعدام هينز، متوعدا بالقضاء على التنظيم المتطرف.
كما نددت الرئاسة الفرنسية بالإعدام مؤكدة في بيان ان “جريمة القتل البشعة لديفيد هينز تؤكد مرة جديدة على ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، تنظيم الجبن والحقارة”. وعبرت عن “تضامنها” مع عائلة الرهينة وبريطانيا.
وكان هينز الاسكتلندي يعمل في الحقل الانساني منذ 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وافريقيا والشرق الاوسط، خطف في سوريا في مارس 2013. ولدى خطفه كان يؤدي اول مهمة له لحساب منظمة “اكتد” الخيرية الفرنسية كمسؤول لوجستي في مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية.
وبث شريط اعدام هينز في نفس اليوم الذي وجهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الافراج عنه. وقال مايك هينز شقيق ديفيد هينز في بيان انه فقد “اخا عزيزا... قتل مؤخرا بدم بارد”. واضاف “كان محبوبا من كل افراد العائلة وسنشتاق اليه شوقا عظيما”.
ويأتي الاعلان عن اعدام هينز في الوقت الذي كثفت فيه لندن جهودها الرامية للقضاء على التنظيم المتطرف الذي بات يسيطر على مناطق مترامية على جانبي الحدود العراقية السورية ويمتلك امكانيات مالية وعسكرية عديدا وعتادا تفوق ما تمتلكه جيوش عدة في العالم.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن “كل المؤشرات” تدل على أن مقطع الفيديو حقيقي. ولم تستطع رويترز التحقق على الفور من صحة الفيديو لكنه بدا متسقا مع مقطعين سابقين نشرهما التنظيم وأظهرا إعدام الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف خلال الشهر المنصرم.
ويبدو أن الشخص الذي من المفترض أنه أعدم هينز هو نفسه الشخص الذي ظهر في مقطعي الفيديو مع فولي وسوتلوف. والرجل الذي تطلق عليه وسائل الإعلام الغربية اسم “جون الجهادي” يتحدث بلكنة بريطانية فيما يبدو.
وتحاول أجهزة الأمن في بريطانيا تحديد هويته باستخدام تقنية التعرف على الصوت. وفي نهاية مقطع الفيديو نفسه يظهر رهينة آخر يتعرض للتهديد.
وقال مصدر أمني بريطاني طلب عدم نشر اسمه إن التحقيق يجري في وقائع القتل وإن مسؤولين كبارا في المخابرات يحضرون لاجتماع لجنة التعامل مع الحالات الطارئة.
وحتى الآن قصرت بريطانيا دورها على تقديم المساعدات الإنسانية وتنفيذ عمليات استطلاع وتسليح القوات الكردية التي تقاتل الدولة الإسلامية كما وعدت بتدريب القوات في العراق.
وقال سير ريتشارد دانيت القائد السابق للجيش البريطاني أمس الاحد إن عمليات الإعدام التي تنفذها الدولة الإسلامية ينبغي ألا تردع الحكومة عن اتخاذ تحرك عسكري ضد المتشددين.
وقال لسكاي نيوز “إذا لم نوجه وندمر مقاتلي الدولة الإسلامية الجهاديين هؤلاء فان نفوذهم سيتنامى وستزداد ثقتهم وستكبر المشكلة”.
وقال في بيان نشرته وزارة الخارجية البريطانية “كان ولا يزال يحظى بحب كل أسرته وسنفتقده بشدة”. وذكر أن شقيقه - وهو اسكتلندي ولد عام 1970 - ترك وراءه ابنتين من زواجين.
وقال أليكس سالموند رئيس الحكومة الاسكتلندية لتلفزيون بي.بي.سي. إن جريمة قتل هينز هي “عمل همجي لا يوصف”.
وقال “ينبغي أن نتذكر أن السيد هينز كان في المنطقة بصفته موظف إغاثة يساعد السكان المحليين. قتله سيقابل بالإدانة من كل الناس الذين يحملون ذرة من إنسانية”.
وخلال مقابلة مع بي.بي.سي قبل تصويت يوم الخميس بشأن استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة قال سالموند ردا على سؤال عما إذا كانت اسكتلندا مستعدة - في حال استقلالها- لأن تقوم بعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية إن أي رد ينبغي أن يتم تحت مظلة الأمم المتحدة.
وأَضاف “لا يمكن أن تكون استراتيجيتك هي الإذعان للإرهاب. هناك ضرورة ملحة لأن نعود للعمل الجماعي تحت مظلة الأمم المتحدة”.
ووصف سالموند غزو العراق عام 2003 بأنه غير مشروع لأنه تم بدون موافقة من الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى