أحزاب ومكونات وشخصيات تنعى القامة السياسية عبدالله الأصنج : أسطورة سياسية تعدت حدود الوطن

> جدة/ عدن «الأيام» خاص

> انتقل إلى جوار ربه صباح يوم أمس في حوالي الساعة الثامنة صباحاً في مستشفى الملك فهد العسكري بجدة في المملكة العربية السعودية السياسي العدني الكبير عبدالله عبدالمجيد الأصنج عن عمر ناهز الثمانين عاماً بعد حياة سياسية حافلة على المستوى الإقليمي والدولي.
والفقيد متزوج من السيدة نظيرة خدابخش، وله منها ولدان
محمد ومازن وبنتان الدكتورة منال والدكتورة ميرفت اخصائية جراحة القلب.
وكان الفقيد موضع رعاية خاصة من الملك خالد بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان، والملك فهد بن عبدالعزيز، والأمراء سلطان ونايف وسلمان وأحمد أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، بل ان الامير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه أمر بان يكون عبدالله الاصنج كفيل نفسه عندما انتقل للأقامة في المملكة العربية السعودية.
وكان للفقيد علاقات دبلوماسية وشخصية واسعة في العالم العربي واوروبا والولايات المتحدة ففي اول وعكه صحية له بعث الامبراطور محمد رضا بهلوي ،شاه ايران في ذلك الوقت، السفير الايراني لدى القاهرة لزيارته في المستشفى وكان اول ماقالة الرئيس اليوغسلافي السابق جوزيف روس تيتو اول لدى وصوله الى ارض مطار عدن واثناء استقبالة من قبل الرئيس الجنوبي قحطان “أين السيد عبدالله الاصنج؟” .. ومن اصدقائة الاحياء الرئيس الجزائري الحالي عبدالعزيز بوتفليقة وتمتد صداقتهما منذ ايام جبهة التحرير في الستينيات من القرن المنصرم.
وتسبب عبدالله الاصنج في انضمام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الى منظمة المؤتمر الأسلامي في احدى دورات القمة الاسلامية عندما قال لرئيس المنظمة الدوري “من الافضل لنا دخول الاشقاء الى الاسلام” (في اشارة منه في ذلك الوقت الى النظام الماركسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
في عام 1981م أعلن في مدينة صنعاء عن اعتقاله بتهمة الخيانة العظمي، وجرت محاكمته علنيًّا، ثم عفي عنه بعد تدخل شخصي من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي ارسل مبعوثاً خاصاً سبع مرات الى صنعاء حتى تم الافراج عنه وعرض عليه الانتقال الى ابوظبي والعيش فيها كمستشار سياسي للشيخ زايد إلا انه اختار الأقامة في المملكة العربية السعودية.
ولد ونشأ عبدالله الاصنج في حي الشيخ عثمان في مدينة عدن، وفيها درس مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي، والثانوي، ثم حصل على دبلوم إدارة عمال وأرباب عمل من الجامعة العمالية الأوروبية، في مدينة بروكسل، ودبلوم في العلاقات الدولية من تونس، كما درس علوم اللغة العربية، والفقه، وغيره على يد العلامة محمد بن سالم البيحاني.
عين رئيس قسم في خطوط عدن الجوية عام 1953م، ثم أمين عام المؤتمر العمالي عام 1956م، ثم رئيسًا لحزب (الشعب) الاشتراكي عام 1962م، ثم رئيس الاتحاد الدولي للعمال العرب في القاهرة في العام التالي، ثم وزيرًا للخارجية في الحكومة التي شكّلها الفريق (حسن العمري) عام 1971م، ثم وزيرًا للاقتصاد في نفس العام، ثم أمين عام الاتحاد اليمني في مدينة صنعاء عام 1972م، ثم أعيد تعيينه وزيرًا للاقتصاد في نفس العام، ثم أعيد تعيينه وزيرًا للخارجية للمرة الثانية عام 1974م، ثم وزيرًا للمواصلات في نفس العام، ثم وزيرًا للخارجية للمرة الثالثة عام 1975م، ثم أعيد تعيينه في نفس المنصب للمرة الرابعة عام 1977م، كما تعين عضوًا في المكتب الاستشاري، ومستشارًا سياسيًّا لكل من الرئيسين: إبراهيم محمد الحمدي، وعلي عبدالله صالح.
كغيره من ابناء الجنوب الذين نزحوا الى الشمال اشتهرأثناء عمله في حكومة الجمهورية العربية اليمنية بنقل الخبرات الادارية ونظام الارشيف الذي كان سائداً في عدن الى مختلف المرافق الحكومية في اليمن الشمالي وقال في ذلك :”عندما دخلنا الى وزارة الخارجية لم يكن هنالك ارشيف حتى للمراسلات”.
من مؤلفاته:
1ـهذا موقفنا، صدر عام 1965م في القاهرة.
2ـالاتحاد الدولي للعمال العرب، صدر في القاهرة عام 1966م.
3ـالحزب هو الشعب الاشتراكي، صدر في القاهرة عام 1967م.
4ـدور الحركة النقابية اليمنية في النضال الوطني، صدر في القاهرة عام 1991م.
اشتغل بالسياسة في وقت مبكر، حيث شارك في عدد من المظاهرات في مدينة عدن، وعمل على نقل المتطوعين للدفاع عن الثورة الجمهورية عام 1962م من مدينة عدن إلى مدينة صنعاء
حضر مؤتمرات القمة العربية في القاهرة، والدار البيضاء، ومؤتمرات القمة الإسلامية في السعودية، وباكستان، ودورة المصالحة العربية في السودان، ودورة جامعة الدول العربية في القاهرة، كما حضر ندوات سياسية ومؤتمرات عديدة في دمشق، وبلغاريا، وموسكو، وبروكسل، وتونس، وبريطانيا، وغيرها.
حصل على عدد من الأوسمة منها: وسام (النيل) من الرئيس (جمال عبدالناصر)، ووسام (الكوكب) من الملك (الحسين بن طلال) ملك الأردن, ووسام (النيل) من الرئيس (أنور السادات)، ووسام (الاستحقاق السلطاني) من السلطان (قابوس بن سعيد) سلطان عمان.
كان الراحل قد اجرى عملية قلب مفتوح في مايو كلينيك في الولايات المتحدة في الثمانينيات القرن المنصرم وكان مصاباً بمرض السكر منذ سن المراهقة لكنه كان صارماً في محافظته على صحته وكان من اعداء الادوية ويواضب على رياضة المشي حتى وقت قريب... وكان من اقواله دائما لأصدقائه:” مرض السكري من الممكن ان يكون صديقاً اذا دفعك الى المحافظة على صحتك او عدواً اذا عاديت صحتك”.
وكان مستشاراً وصديقاً مقرباً لرؤساء تحرير صحيفة “الأيام” وكان اكثر قرباً كصديق شخصي من الراحل الأستاذ هشام باشراحيل الذان كانا يتشاركان في نفس الروح الساخرة من المآسي السياسية التي عصفت بهما.
واقام مساء امس حزب جبهة التحرير في عدن درس على روحه في مسجد الشيخ عبدالله بعد صلاة العشاء ويستمر لمدة ثلاث ايام.
ويقام العزاء على روحه في قاعة عدن مول ابتداء من الغد الساعة الرابعة عصراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى