انتشال 200 جثة من مواقع المواجهات بصنعاء في مناطق التلفزيون والحصبة رصدت «الأيام» روائح الموت وشوهدت عربة عسكرية على متنها مسلحون حوثيون يجوبون الشارع والأحياء المجاورة بحثا عن جثث

> تقرير/ ذويزن مخشف و تقرير/ بليغ الحطابي

> عادت العاصمة اليمنية (صنعاء) إلى أجوائها الاعتيادية صبيحة أمس الإثنين وسط فوضى عارمة من الدمار والدماء المتناثرة وجثث مشوهة ملقاة على قارعة الطرق.. عادت صنعاء إلى ضجيجها وازدحامها الشديدين نوعا ما بعد أيام عصيبة سادها قتال دام أزهق أرواحا وهدم منازلا سحقت رؤوس ساكنيها.
خيل لكثيرين من سكان العاصمة أن المدينة الأولى لليمن لن تقوم لها قائمة بعد جر صراع سياسي جديد إلى الاحتكام للغة السلاح خلال الأيام الماضية وكانت صنعاء قاب قوسين أو أدنى من دفع البلاد برمتها إلى الابتعاد عن مسار التحول الديمقراطي الذي صاغه الشعب بدعم من الأمم المتحدة بعد عام 2011 وحرفه إلى مسار الحرب الأهلية الأكثر ضراوة في التاريخ اليمني المعروف بصفحاته المؤلمة من الاقتتال الداخلي طيلة العقود السابقة. وتجنبت اليمن فيما يبدو الانزلاق إلى مشهد يراه العالم اليوم في سوريا وليبيا منذ ما بعد عام 2011 أو ما يعرف بعام ثورات الربيع العربي.
منذ الساعات الأولى صباح أمس الإثنين دخلت صنعاء في أجوائها الطبيعية المعتاد عليها سكان العاصمة إلى حد كبير غير أن حالة من الذهول والصدمة بدت واضحة على ملامح ووجوه الناس المارة في شوارع تتفقد ما حصل بالأمس.. علامات الاستغراب والتساؤل “ عما حصل لليلة أمس الأول (الأحد) بشكل خاص والأيام التي سبقتها؟”..
وفي ظل انتشار رهيب للمسلحين التابعين لجماعة الحوثي التي كانت تصفها الدولة بالمتمردة حتى بعد مشاركتها مؤتمر الحوار الوطني، استيقظ ما تبقى من سكان صنعاء على مشاهد دوريات المسلحين تملأ الشوارع وتجوب هنا وهناك وآخرون ينظمون حركة المرور، وفي مكان آخر تجد مسلحي الحوثي متمركزين على أسطح مباني الدولة الحساسة وفي أكثر شوارع العاصمة حيوية وازدحاما(شارع الزبيري) نصبوا نقاط تفتيش.
وتواجد المسلحون في معظم شوارع العاصمة على الأرجح بالزي التقليدي(الزنة) مدججون بأسلحتهم الخفيفة والرشاشة التي تحمل عليها شعار الجماعة المعروف (الصرخة) وصورة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.. وبالمثل أخذ مسلحو الحوثي يرسمون وينشرون شعارهم على المباني الحكومية ومنها مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بشارع القيادة وسط العاصمة صنعاء.
**الانهيار المفاجئ**
أحد مقاتلي الحوثي يمشي بجانب جثة جندي يمني قتل في معارك الفرقة الأولى مدرع أمس الأول
أحد مقاتلي الحوثي يمشي بجانب جثة جندي يمني قتل في معارك الفرقة الأولى مدرع أمس الأول
ويوم أمس الأول(الأحد) سيطر الحوثيون بشكل سريع ومفاجئ على كل وزارات الدولة ومؤسساتها الأمنية بما فيها مبنى مجلس الوزراء والإذاعة وقيادة الجيش دون حدوث اشتباك مع قوات الجيش والأمن بعيد 4 أيام من الاشتباكات الطاحنة بعدد من شوارع صنعاء بالمنطقة الشمالية خاصة عند مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا الواقعة قبالة جامعة صنعاء والذي ظل قائدها اللواء المخضرم علي محسن الأحمر المستشار العسكري لرئيس الجمهورية متحصنا بها وجنوده ومن أنصاره التابعين لحزب الإصلاح الإسلامي ذو العقيدة المناهضة لجماعة الحوثيين الزيديين.
ليلة الخميس الجمعة حتى مساء الأحد شهدت صنعاء تطورات دراماتيكية لم يستطع البعض معرفة ما الذي يحدث على وجه الدقة.
هكذا تساءل المواطن الشاب ماجد الخلقي مضيفا : “استيقظت كغيري على وقع صدمة كبيرة. ما الذي حصل؟.
وسألني : “هل تعرف كم عدد المدنيين الذين قضوا نحبهم بمعركة الخاسر الوحيد فيها نحن الشعب؟”.
**(صورة من خيال)**
وخلت شوارع صنعاء من الدوريات الأمنية والعسكرية وتسلمت إدارة الأمن مسلحي الحوثيين حيث أخذوا يجوبون الشوارع بعضهم بأطقم الشرطة وأخرى خاصة بهم.
لكن تلك المظاهر استفزت العديد من المواطنين، واعتبروا ذلك من مخططات استهداف الدولة وتقويض مهام المؤسسات الدستورية والأجهزة الحكومية المعنية.
وقال جميل الذريحي من سكان شارع التلفزيون التي وقعت فيه أعنف الاشتباكات: “اليوم لا أحد بوسعه إنكار أن صنعاء سقطت بيد الحوثيين فلا وجود للدولة اليمنية تماما.. كيف نطمئن على حياتنا ونضمن سلامتنا ونحن نشعر إننا غريبون في مدينتنا”.
وبدت آثار المواجهات في العديد من المباني السكنية بشارع التلفزيون بعضها طالها قذائف الدبابات، وقذائف المورتور( بينما سقط مدنيون لم يسعفهم الوقت الخروج من هذه المحنة التي لحقت بهم، حيث علقوا وسط المواجهات بين فصائل بالجيش ومسلحي أولاد الاحمر من جهة والحوثيين من جهة ثانية.
وأعلن أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال استقالته من منصبه بسبب ممارسات مسلحي الحوثي في صنعاء واتهم المسلحين الحوثيين “بتصعيد الأوضاع وعدم قدرته على تأدية عمله”.
وفي نص استقالته الموجهة إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يوم الأحد قال هلال إنها جاءت بسبب ممارسات جماعة الحوثي وعدم تمكنه من عمل الواجب لحماية سكان العاصمة.
**رائحة الموت**
وفي جولة «الأيام» بمواقع وأحياء القتال في منطقة التلفزيون والحصبة، حيث روائح الموت تتصاعد شوهدت عربة عسكرية على متنها مسلحون حوثيون يجوبون الشارع والأحياء المجاورة بحثا عن جثث قتلوا وبالفعل انتشلت الدورية أمام “الأيام” جثتين على الأقل في منطقة النهضة، حيث منازل أولاد الأحمر بينما كانت 6 جثث مرمية على ظهر السيارة نفسها جلبت من شوارع محيطة بوزارة الصحة وأحياء أخرى كما أفاد مسلحو الحوثي «الأيام».
وذكر مسؤول بوزارة الصحة أن فرق طبية من الوزارة انطلقت منذ الصباح الباكر اليوم (أمس) بحثا عن قتلى ومصابين، وقال المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه أن عمليات وزارة الصحة سجلت حتى ليلة الأحد الإثنين نحو 50 قتيلا مدنيا سقطوا بينهم 16 طفلا لقوا حتفهم خلال المواجهات في الثلاثة الأيام الماضية. وتوقع أن يبلغ عدد القتلى من الأطراف المتحاربة قد يصل إلى 500 شخص بينهم مدنيون ومئات الجرحى.
وتتلاشى حتى اللحظة معالم الدولة مع استمرار مسلحي الحوثي القيام بواجبها لكن قيادات بجماعة أنصار الله الحوثي أكدوا أن مسلحيهم فقط يؤدون دور اللجان الشعبية بالتعاون مع الأجهزة المختصة وأن هذا الإجراء مؤقت تقتضيه ضرورات الوضع غير المستقر الآن، لكن بمجرد مرور الوقت وتجاوز المحنة هذه فإن الأجهزة الدستورية ستحل محل أنصار الله وهذا لن يدوم طويلا.
**حالة فوضى**
حوثيون على متن سيارة شاص داخل قاعدة استولوا عليها دون مقاومة قبل ساعات من توقيع الاتفاق أمس الأول
حوثيون على متن سيارة شاص داخل قاعدة استولوا عليها دون مقاومة قبل ساعات من توقيع الاتفاق أمس الأول
ووسط حالة الفوضى قال شهود عيان لـ«الأيام» أن مسلحين حوثيين هاجموا منزل اللواء علي محسن مستشار رئيس الجمهورية العسكري ومنزل رجل الأعمال والبرلماني حميد الأحمر القيادي بحزب الإصلاح الواقعين بحي حدة الراقي بصنعاء ونهبوا محتوياته.
وقال الشهود “إن الحوثيين حاصروا منزلي محسن وحميد المجاورين منذ ساعات فجر أمس الإثنين واشتبكوا مع حراسهما حتى العاشرة صباحا قبل أن تسلم الحراسة نفسها وتسمح لهم بالدخول”.
وأكد الشهود قيام الحوثيين وهم بالعشرات بنهب المنزلين من كافة محتوياتهما الثمينة وقالوا
“إن المسلحين وهم يخرجون محتويات المنزلين كانوا يصرخون بالقول “حق الشعب عاد.. الشعب انتصر فغنوا وارقصوا”.
ومن المتوقع قيام المسلحين الحوثيين بتفجير المنزلين بحسب الشهود على غرار ما حدث من تفجير منازل قيادات مناصرة للشخصيتين في عمران وصنعاء.
وفي مكان آخر ذكر شهود وسكان في حي القاع وشارع القيادة مشاهدتهم استيلاء مسلحي الحوثي على عدد من المدرعات العسكرية الحديثة ودبابات والخروج بها، فمن مبنى إذاعة صنعاء قاد مسلحو الحوثي 4 دبابات على الأقل كانوا ضمن قوة تأمين الإذاعة في وقت سحب مسلحون آخرون نحو 20 دبابة من مبنى مقر قيادة الجيش والتوجه بهم نحو منطقة شملان شمال غرب العاصمة لنقلها إلى محافظتي عمران وصعدة.
ورفض مسؤول عسكري رفيع اتصلت به «الأيام» التعليق على هذه المعلومات سواء بالنفي أو التأكيد.
وقال مراقبون ومحللون سياسيون إن عدم توقيع جماعة الحوثي على الملحق الأمني الذي تضمنه الاتفاق السياسي المعنون بـ(السلم والشراكة) الموقع مساء الأحد دلالة على نواياهم المبيتة في استمرار التمادي وانتهاك حرمات مؤسسات الدولة.
وقالوا: “فور إعلان توقيع (اتفاق السلم والشراكة الوطنية” بين القوى اليمنية وجماعة الحوثيين عمد مسلحو الجماعة على استكمال إسقاط مقرات الدولة بيدها كان آخرها مقر الدفاع الجوي والانتشار للمسلحين في كل شوارع صنعاء ما يعني أن هذا مؤشر يهدد مستقبل الاتفاق، وأن التوقيع لا يعني انتهاء الأزمة القائمة بين السلطة وجماعة الحوثي”.
**وقعت القوى السياسية اليمنية أمس الأول الأحد اتفاقا يقضي بإنهاء حالة التوتر في صنعاء والاتجاه بالبلاد نحو السلام والشراكة الوطنية التي تجسد وتلبي المطالب والاحتياج.
وكانت العاصمة شهدت على مدى الأربعة الأيام الماضية اشتباكات ومواجهات دامية أسفرت عن مئات القتلى والجرحى.
ورفعت وزارةالصحة والفرق الطبية للاكثر من (200) جثة أمس من مناطق المواجهات.فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يزيد عن(450)جريح من المواطنين.
يأتي ذلك فيما يظل تكتم مصادر في جماعة الحوثي عن الإدلاء بأية إحصائية عن حصيلة قتلاهم أو جرحاهم، حيث اكتفى القيادي في الجماعة عبدالملك العجري بقوله “في حالة الحرب لابد من سقوط الشهداء والجرحى وهذه نتيجة طبيعية”.
غير أن شهود عيان من المواطنين والمصادر المحلية في مناطق وجبهات القتال في صنعاء أكدوا لـ«الأيام» حدوث مجازر بالنسبة لجماعة الحوثي وقتلى بالمئات في أوساطهم غير أنهم - حسب المواطنين - كانت فرق وأطقم تابعة لهم ترفعهم وقت المعارك، وأكد المواطنون أن الحوثيين كانوا ينفذون هجمات أشبه بعمليات انتحارية مما يزيد من مضاعفة حصيلة القتلى في صفوفهم.
**فرق طبية**
وطبقا لمصدر طبي بوزارة الصحة لـ«الأيام» إن عمل الفرق لا يزال جاريا، حيث تم النزول إلى مناطق شملان وحي الثلاثين والسنينة وجوار جامعة الإيمان والنهضة وغيرها.
وأضاف بأن النزول سيشمل أيضا المناطق والأحياء المجاورة لمناطق المواجهات نظرا للقصف العشوائي الذي حصل في المواجهات الأمر الذي ينبغي علينا أن نأخذ ه بعين الاعتبار وانعكس الاتفاق على المشهد والصورة العامة للعاصمة التي شهدت في أول أيام الاتفاق هدوءا نسبيا من حيث وقف التوترات والمواجهات القتالية التي شهدتها صنعاء منذ أغسطس الماضيومع ذلك تنفس مواطنو العاصمة الصعداء بالتوصل لصيغة الاتفاق والتوافق الوطني الذي سيتحمل كافة الأطراف مسؤولية إخراج البلاد من أزماته المتلاحقة.
بالمقابل شهدت العاصمة انتشارا كثيفا للمسلحين الذين بدأوا - حسب شهود عيان لـ «الأيام»- يتمركزون في عدد من النقاط الأمنية سواء تلك التابعة للدولة أو التي تم استحداثها من قبل مسلحي الحوثيواستمر المسلحون في رصد واحتلال بقية منازل خصومهم وأعدائهم في حزب الإصلاح - أو من يعتبرونهم - المجرمين والفاسدين الذين نهبوا ثروات الشعب، حيث أكد مواطنون تفجير منزل اللواء علي محسن مستشار الرئيس للأمن والدفاع وآخر لرجل الأعمال والقيادي الإصلاحي حميد الأحمر.
وتتحرك مدرعات أمنية وأطقم مدنية مسلحة عليها شعارات الجماعة الحوثية وأخرى تابعة للجيش تمت السيطرة عليها من قبل المسلحين ورفع شعاراتهم عليها في مظاهر واضحة وسادت حديث الشارع أمسفي العاصمة بصورة أرهبت الناس وتبقي سيناريوهات الحرب الأشد ضراوة للمستقبل وفي ذلك أكد محمد عبدالسلام الناطق الإعلامي لأنصار الله أن العملية الأمنية مستمرة في ملاحقة القتلة والجرمين حسب قوله.
مؤكدا في الوقت ذاته التزام أنصار الله بما اتفق عليه وتجسيد معاني الشراكة الحقيقيةلكن - كما قال - لن يكون للشراكة معنى مالم يتم محاسبة القتلة وكل من اجرم بحق هذا الشعب
حوثيون يطلقون الصرخة من أعلى ثبة تشرف على صنعاء أمس
حوثيون يطلقون الصرخة من أعلى ثبة تشرف على صنعاء أمس
وفي سياق استمرار التصعيد نقل مصدر قبلي لـ«الأيام» دخول الآلاف من عناصر الحوثي في صعدة وعمران ومحافظات أخرى إلى العاصمة للاحتفاء بما اعتبرته انتصار الثورة.
واستفزت مظاهر انتشار الجماعات المسلحة في العاصمة الكثير من المواطنين والمراقبين والمحللين السياسيين والنخب المختلفةحيث باتت حديث العامة والمقايل والأندية والملتقيات وجلسات مضغ القات في صنعاءخصوصا بعد تداول أنباء عدم توقيع ممثلي الحوثي على الملحق الأمني الخاص باتفاق التسوية السياسية الجديدة الذي يضمن لهم شراكة واستشارة في السلطة ومراكز صناعة القرار في الدولة خلال الفترة المتبقية المرحلة الانتقالية وتحدث سياسيون ومراقبون عن انتصار حققته جماعة الحوثي للشعب لكنها في المقابل ستضيف أو ستدفع الشعب ثمن هذا الانتصار من حيث مماطلتها وعدم الدخول في مرحلة التنفيذ وتطبيق ماتضمنه الاتفاق والتسوية السياسية وفي ذلك وجهت اللجنة المنظمة للاعتصامات الجديدة بشارع المطار من أسمتهم ثوار وابناء امانة العاصمة الى اطلاق الالعاب النارية ابتهاجا بما اسمته ابتهاجا بانتصار ثورة الشعب الذي تحقق عبر الاتفاق على تخفيض (500)ريال اضافية للسابقة من سعر دبة (20)لتر البنزين والديزل وتشكيل حكومة شراكة وطنية يمثل فيها مختلف الاحزاب والقوىوتزمين تنفيذ مخرجات الحوار وهي المطالب الثلاثة التي رفعها المحتجون في شارع المطار شمال العاصمة.
**سقوط الدولة**
ولوحظ منذ أمس الأول بدء شيوع سيطرة مسلحي الحوثي على الوضع في صنعاء وتعزز ذلك بإصدار وزير الداخلية (الذي كان على خلاف مستمر وأحد المتهمين لدى الجماعة الحوثية) توجيها لعناصر الأمن وقادة الوحدات الأمنية في العاصمة ومحافظة صنعاء بعدم الاحتكاك مع أنصار الله والتعاون معهم في حماية المنشآت والممتلكات العامة والخاصة وهو ما اعتبره مراقبون سقوط إضافي للدولة جرى التخطيط له لانتزاع ماتبقى من سلطة الدولة التي لم تعد ظاهرة إلا في المؤسسات الحكومية وبعض المصالح العامة، و لايزال الوضع المقلق والمخاوف تسيطر على سكان العاصمة على إثر الانتشار والمظاهر المسلحة التي أغرقت بها العاصمة وتكاد تكون برميل بارود قابل للانفجار في ظل استمرار حالة التأزم بين الدولة وجماعة الحوثي حتى بعد توقيع الاتفاق.
**امتداد إيراني**
ويسيطر مسلحو الحوثي على مفاصل الدولة ومعظم المؤسسات السيادية بعد زحف استهدفها اليومين الماضيين فيما أسمته الجماعة (حماية وتأمين مصالح الدولة في تلك المؤسسات إثر مخطط تدمير ونهب كانت عناصر ومليشيات حزب الإصلاح تعتزم تنفيذه في عدد من المؤسسات باسم أنصار الله كما حدث في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وأكد القيادي في جماعة أنصار الله الحوثية عبدالملك العجري أنه تم التنسيق بين من أسماهم اللجان الشعبية ووزارتي الدفاع والداخلية بشأن الاستلام للمؤسسات والمنشآت العامة على أن تسلم لقوة من الشرطة العسكرية.
ودافع العجري عن احتلال مسلحيهم للمؤسسات الحكومية بقوله إن وجود اللجان الشعبية كان لحماية المؤسسات منعا للنهب ومحاولات الاستيلاء ولأننا نرى أن الدولة غير مؤهلة -على الأقل- حاليا على فرض سيطرتها وحماية ممتلكات الشعب من عمليات النهب والسطو الذي مارسته قوى في السلطة بالإشارة إلى قيادات ونافذين في حزب الإصلاح وقوى نافذة أخرى.
**شماعة حوثية**
غير أن مراقبين أكدواأن ذلك مجرد شماعة تستند عليها جماعة الحوثي لتمرير مخطط الاستيلاء وامتلاك زمام الوضع في العاصمة صنعاء وهو امتداد إيراني كما حدث في بيروت ودمشق وبغداد والآن صنعاء.
**سحب قوة الدولة**
حوثيون على متن دبابة فوق ثبة تشرف على صنعاء أمس
حوثيون على متن دبابة فوق ثبة تشرف على صنعاء أمس
إلى ذلك أكد مصدر عسكري في الفرقة الأولى - المنحلة - (رفض الكشف عن اسمه) عن قيام جماعات الحوثي بالاستيلاء على أسلحة ثقيلة ونقلها عبر منطقة شملان غرب العاصمة التي باتت تحت سيطرة مسلحيهم مرورا بمنطقة همدان وإلى عمران وصعدة.
وقال المصدر “إن الأسلحة عبارة عن كميات هائلة من الأسلحة والناقلات الثقيلة والدبابات والعربات الأخرى إضافة إلى قاذفات صواريخ عملاقة التي كانت بعهدة الفرقة الأولى (المنطقة العسكرية السادسة حاليا) إضافة مئات الصناديق من الذخائر المتعددة وصواريخ لو.وار بي جي.)وأخرى.
وشاهد مواطنون بمديرية همدان ناقلات تمر بمعدات وأسلحة عسكرية ثقيلة دبابات وعربات قدروها بالعشرات يأتي ذلك فيما لايزال مسلحو الحوثي يسيطرون على القيادة العامة وغيرها من المعسكرات التي أعلنت تأييدها لهم وما أسموه ثورة الشعب وتوقع عسكريون لـ «الأيام» بأن تلحق بسابقاتها.
ويعد بند تسليم الأسلحة من المعضلات الكبيرة التي تواجهه الدولة في كل الاتفاقات والحلول التي قدمتها ووضعتها أمام جماعة الحوثي الأمر الذي يجعل المهمة أمام الدولة أصعب مما كان عليه في ظل اتجاه الجماعة على عقد كل صفقة على حدة وهو مايجعل فرص ابتلاعها للدولة متاحة اكثر من أي وقت مضى.
ويعتبر مراقبون أن امتلاك الحوثيين لأوراق ضغط قوية ومنها قائمة أسلحة الدولة التي بعهدة الجماعة والتي لاتزال مفتوحة وقابلة للتزايد هذا قد يقوض من أهداف الوصول أو الالتزام الحرفي بما جاء في الاتفاق الأخير (السلم والشراكة) والانتقال السلس والمرن لليمن الجديد.
**تقرير/ذويزن مخشف و تقرير/بليغ الحطابي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى