الجهاديون يتسببون بنزوح 130 ألف سوري إلى تركيا ويهددون الغربيين

> مرشد بينار «الأيام» فيليب الفروا

> نزح اكثر من 130 الف سوري غالبيتهم من الاكراد الى تركيا هربا من تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في شمال شرق سوريا حيث يواجه مقاومة كردية في محيط مدينة عين العرب الاستراتيجية.
وقد دعا هذا التنظيم انصاره المتطرفين الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، وهي تهديدات اكدت فرنسا “انها ليست خائفة منها”.
وتواصل تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا المجاورة أمس الاثنين لليوم الثالث على التوالي.
وسبب هذا النزوح تقدم مقاتلي تنظيم “الدولة اسلامية” الذين استولوا على 64 قرية تقريبا في منطقة عين العرب (كوباني بالكردية) منذ الاسبوع الماضي.
ويريد الجهاديون السيطرة على ثالث اكبر المدن الكردية في سوريا ما سيمنحهم سيطرة كاملة على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا. لكن تقدمهم السريع الذي سجل في الايام الماضية ابطئ أمس شرق وجنوب هذه البلدة بعد تدخل المقاتلين الاكراد.
وكان حزب العمال الكردستاني حض الاكراد أمس على عبور الحدود للقتال في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم الدولة الاسلامية موجود على بعد عشرة كلم شرق وغرب عين العرب وعلى بعد عشرين كلم جنوبا. وكان اعلن امس الأول ان البلدة “محاصرة بالكامل”.
ودعا معارضون سوريون ومسؤولون اكراد ايضا الى تدخل الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما استعداده لشن غارات جوية ضد معاقل التنظيم في سوريا.
واعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش للصحافيين في انقرة أمس ان “عدد السوريين تخطى 130 الفا” متوقعا ارتفاع هذا العدد اذا استمر هجوم الجهاديين في هذه المنطقة السورية.
واكد قورتولموش “اتخذنا كل التدابير الضرورية في حال استمر تدفق النازحين. ليس هذا ما نتمناه طبعا، لكننا اخذنا احتياطاتنا” أملا في ان يتمكن اللاجئون من العودة الى منازلهم بعد عودة السلام.
واكدت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين هذا الرقم وقالت ان النازحين لجؤوا الى عدة مدن في جنوب شرق تركيا مرورا بتسعة مراكز حدودية.
لكن منظمة العفو الدولية اسفت لان تركيا بدأت “تغلق بعض مراكزها الحدودية” ودعت المجموعات الدولية الى مساعدة هذا البلد بشكل اضافي لمنع تعرض اللاجئين “لمعاناة جديدة”.
وفي انقرة، اوضح مسؤول تركي في هيئة ادارة الازمات والكوارث الطبيعية لوكالة فرانس برس ان “ثلاث نقاط عبور” كانت مفتوحة أمس امام اللاجئين على الحدود التركية-السورية.
وعند معبر مرشد بينار (جنوب شرق محافظة شانلي اورفة) كان عشرات الاشخاص ينتظرون امس للتمكن من دخول البلاد كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفتحت تركيا التي لها حدود بطول 900 كلم مع سوريا واستقبلت حتى الان 1.5 لاجئ هربوا من المعارك في سوريا منذ 2011، حدودها الجمعة امام السوريين الذين بدؤوا بالنزوح عن بلدة عين العرب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان سوريين غير اكراد انضموا الى المقاتلين الاكراد للدفاع عن المدينة فيما قدر المرصد عدد القتلى من الجانبين بحوالى ستين قتيلا.
وفيما حذرت المعارضة السورية في المنفى من “تطهير إثني” في المنطقة، بدأ اللاجئون يدلون بافاداتهم. وقال احدهم ويدعى صاحب بصراوي لوكالة فرانس برس “عندما هاجم (الجهاديون) البلدة قالوا انهم سيقتلون كل الاكراد الذين تتراوح اعمارهم بين 7 و77 عاما. لذلك جمعنا اغراضنا ورحلنا”.
وكانت عين العرب في منأى نسبيا عن المعارك ولجأ إليها قرابة مئتي الف نازح سوري، بحسب الامم المتحدة.
ودعا تنظيم “الدولة الاسلامية” امس انصاره المتطرفين الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين ومواطني البلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة المتطرفين في العراق وسوريا.
وقال ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة، مخاطبا المتطرفين “اذا قدرت على قتل كافر اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين الانجاس او استرالي او كندي او غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الاسلامية، فتوكل على الله واقتله باي وسيلة او طريقة كانت”.
والولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تنفذان ضربات جوية في العراق ضد معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اعلن في يوليو الخلافة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في البلدين.
واكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس امس ان “لا شيء سيردع الحكومة عن تصميمها” على التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.. الا ان وزارة الخارجية الفرنسية دعت الرعايا الفرنسيين الى توخي الحذر في حوالى 30 دولة.
من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف امس ان بلاده “ليست خائفة” اثر هذه التهديدات.
وقال الوزير الفرنسي انها “ليست المرة الاولى التي يهدد الارهابيون” فرنسا، منتقدا هذه “الدعوة الى القتل”، مضيفا ان “فرنسا ليست خائفة لانها تعرف ان بامكانها الاعتماد” على “تضامن جميع مواطني فرنسا” و“يقظة” قوات الامن اللذين يشكلان “الرد الافضل” على هذا التهديد.
وفي بروكسل عززت المفوضية الاوروبية اجراءاتها الامنية مؤكدة في الوقت نفسه ان ليس لديها اية عناصر تتعلق “بتهديدات محددة” من جانب جهاديين.
من جهته، اعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس خلال استقباله وزير الدفاع الاسترالي عن رفضه تدخلا بريا في بلاده لقتال تنظيم الدولة الاسلامية.
واكد العبادي اهمية “احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتي تعد من ثوابت عملنا حاليا وخلال الفترة المقبلة”.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان ما لا يقل عن 42 شخصا بينهم 16 طفلا قتلوا الاحد في غارات جوية شنها طيران النظام السوري في ريف محافظة ادلب (غرب). وتقع غالبية منطقة ريف ادلب تحت سيطرة المعارضة المسلحة باستثناء مركزها مدينة ادلب. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى