الأهالي يستخدمون طرق بدائية لجلب المياه ومؤسسة المياه متعثرة حوطة لحج ..مدينة رابضة فوق أكبر حقل مائي تعاني العطش

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> لازالت أصوت الناس في حوطة لحج تصدح بالمطالبة بتوفير المياه، فيما المؤسسة المحلية للمياه تنادي من جانبها بتوريد مستحقات فواتيرها، وبين هذا وذاك تتجلى ملامح أزمة مياه متفاقمة في حوطة لحج، يقول البعض: “إنها مفتعلة وآخرون يؤكدون أنها تعود لأسباب فنية”.
حوطة لحج الرابضة فوق أكبر حقل للمياة تعاني من أزمة مياه خانقة ووضع مزرٍ لمؤسسة المياه التي أصبحت عاجزة عن توفير مرتبات عامليها منذ ثلاثة أشهر مضت.
أبو صابر كما يحلو له أن يناديه الأهالي في حارة كاملو إحدى حارات مدينة الحوطة يحتفل بعد عدة أيام بمرور خمس سنوات على عدم وصول المياه إلى منزله، فهو - حسب قوله - “قد تعود على برنامج يومي لأخذ أغراضه والذهاب إلى البئر القريبة من منزله، والتي قام بحفرها أحد فاعلي الخير بجانب المسجد للتموين وملأ كل ما معه من قنانين ودبب ونقلها إلى البيت”.
يقول أبو صابر: “إنه يعمل على ذلك أربع مرات في اليوم كحد أقصى، فيما إذا جاء وقت الغسيل فتصل حركة التموين بالمياه من البئر إلى عشر مرات في اليوم لقد تعود على ذلك متسائلا إذا لم نجد البئر فماذا نحن فاعلون؟ محملا المسئولية المؤسسة التي يطالبها بتوفير المياه إلى الحارة المحرومة منذ سنوات من هذه الخدمة المكفولة قانونا لهم”.
صار المواطنون يحلمون بقطرة ماء ويتحدث المواطن أبو عارف انه لم ير منذ خمسة أشهر قطرة مياه من حنفية منزله في حارة الحاو، حيث التقته «الأيام» أمام البئر منتظرا لدوره في ملء ما معه من قنانين بالمياه لنقلها إلى منزله.
بئر المياه ساعدت الكثير من المواطنين الساكنين في حارة كاملو ووحيدة، وبعض من ساكني مسجد الدولة وبعض المناطق القريبة منها.
تعاني بحسب مواطنين عدد من الحارات من انقطاعات المياه بصورة متواصلة في حين أخرى تصل إليها المياه بشكل منتظم، وأخرى لا تصلها المياه إلا فيما ندر، مما أوجد العديد من المشاكل المجتمعية بين المواطنين.
‎طفل يعمل على ملء المياه
‎طفل يعمل على ملء المياه
أزمة المياة في لحج جعلت المواطنين يستحدثون طريقة جديدة أصبحت هي السائدة في جميع الحارات من خلال قيام المجتمع بشراء مواطير شفط كبيرة للمياه توضع داخل حفرة قريبة من الأنبوب الرئيسي للمياه لتضخ المياه لمنازل المواطنين، هذه الطريقة أظهرت العديد من المشاكل والنزاعات بين الأهالي في مختلف الحارات بسبب وصول المياه إلى مناطق وأخرى لا تصل إليها.
وبالرغم من تفاؤل المواطنين وفق حديثهم لـ«الأيام» بمعالجة المشكلة عند بدء العمل في حقل مغرس ناجي، وضخ المياه بعد انتهاء آبار المياه في شمال مدينة الحوطة، وتوقف آبار كابوتا عن العمل بسبب قلة المياه المنتجة، والتي أدت إلى قيام بعض الجهات بتسليمها لبعض المزارعين، وقالوا لـ«الأيام» : “إن المشكلة سوف تحل بعد أن بدأ العمل في حقل مغرس ناجي، إلا أنها تفاقمت وزادت حدتها، ولا نعلم أسباب ذلك، رغم قوة ضخ المياه من الحقل”.
**تجارة المياه**
مشكلة المياه أوجدت فئة أخرى تعمل على تزويد المواطنين بالمياه عبر سيارات تقل خزانات مياه تبيع خزان المياه ألف لتر بـ1250 ريال، فيما زادت عدد الآبار الخاصة التي قام عدد من المواطنين والتجار بحفرها ليتحول تموين المياه لسيارات النقل إلى عمل تجاري يستفيد منه عشرات الشباب العاطلين عن العمل، فيما المواطن العادي يزيد عنده مستوى ميزانية الأسرة التي تتضاعف بسبب شراء المياه، والتي قد تصل إلى خمسة ألف لتر في الشهر كحد أقصى.
هذا هو حال وضع المدينة أزمة خانقة متواصلة لا تصل إلى جميع أحياء المدينة، وهو ما أوجد الخصومات والمشاكل اليومية بسبب أزمة المياه التي يبحث عنها المواطن في المدينة العتيقة حوطة لحج المحروسة.
16** فتحة في الأنبوب**
يقول بعض المختصين: “إن أنبوب المياه الذي يغذي المدينة من حقل مغرس ناجي تعرض لعمليات فتح فتحات لعدد من المناطق القريبة من الأنبوب، والذي قد وصل إلى 16 فتحة، وهو ما أثر على تدفق المياه للمدينة، والتي مع استمرار فتح فتحات جديدة في الأنبوب لتزويد بعض المناطق يزيد من قلة المياه المتدفقة إلى الأهالي في المدينة، ويزيد من معاناتهم مع ألازمة، فيما لازال العمل في خزان المياه متوقف بسبب احتياجات مطلوبة لبدء العمل فيه، والضخ من الحقل إلى الخزان، وهي قد تقدر بحسب المختصين بعدة ملايين من الريالات، لكنهم يقللون من أهمية الخزان في حالة استمرار الفتحات الموجودة على الأنبوب الرئيسي الذي يتعرض بين الحين والآخر لعمليات كسر بسبب انقطاع الكهرباء، وما يسببه من حالة تسمى المطرقة المائية”.
19** ألف مشترك**
يقول أحد العاملين في المؤسسة: “إن عدد المشتركين في المؤسسة بمدينة الحوطة وتبن يبلغ 19 ألف مشترك، فيما عدد المنتظمين بالسداد يقدر بحوالي 1500 مواطن بعضهم لا يصلهم المياه، فيما أحد عقال المدينة أوضح أنهم مستعدين لإلزام المواطنين بسداد قيمة المياه متى ما توفرت بشكل منتظم لجميع الأهالي في المدينة”، مؤكد أنه “لا يقدر على الزام المواطنين بالدفع فيما المياه لا تصلهم بشكل منتظم أو حتى، بحسب الدور فهوا غير مسئول على ذلك”.
**الكلاب تحرس البوابة**
من أوصل المؤسسة إلى هذا الوضع وعدم المقدرة على دفع مرتبات العاملين لعدة أشهر مضت، فيما بوابة المؤسسة تحرسه الكلاب و العاملين لا يباشرون عملهم إلا بعدد الأصابع، فيما العمال الفنين متوقوفن عن عملهم بالمدينة خشية تعرضهم لأعمال اعتداء من قبل مواطنين غاضبين نتيجة لازمة المياه المتفاقمة في المدينة.
إذا تحسنت الخدمة تحسن الإيراد، وإذا تحسنت الخدمة للمواطنين من قبل المؤسسة بنية صادقة فالجميع سوف يعمل على حضور المواطنين أمام شباك الصندوق لدفع ما عليهم من قيمة الاستهلاك.
الحوطة تعاني أزمة حقيقة في المياه رغم وجودها بكميات كافية فأين تذهب المياه ومن يتحكم بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى