سوق القات في عتق بشبوة.. ساحة للثأر وتصفية الحسابات.. ضحايا أبرياء

> عتق «الأيام» صالح مسـاوى

> سوق قات مدينة عتق بمحافظة شبوة هو واحد من الأسواق التي وجدت لتكون ساحة لتصفية حسابات من لديهم ثأرات مع خصومهم وأعدائهم، ليتحول ذلك السوق العام إلى مكان لإزهاق الأرواح، و في كثير من الأحيان تكون أنفسا بريئة وغير مقصودة.
ازدادت أحاديث الناس ومعاناتهم ويتحدث الدكتور مفرج علي، صاحب صيدلية بقوله “لقد تضررت صيدليتي التي تقع في سوق القات، جراء إطلاق النار في السوق نتيجة أعمال الثأر وغيرها، وأصيب العامل في الصيدلية بطلقة طائشة اخترقت زجاج الصيدلية”.
ويضيف بالقول: “تقع أغلب عمليات القتل والثأر التي تشهدها مدينة عتق في هذا السوق، أو بالقرب منه، وذلك لعدة أسباب أهمها أنه مكان يتواجد فيه الكل لشراء القات أو حاجيات ومتطلبات المنزل كونه سوقا عاما، الأمر الذي يجعل المرء يرى في هذا السوق مكاناً مناسباً لأخذ ثأره، وقد تكون هذه الفوضى واستخدام السلاح من قبل البعض بغرض افتعال المشاكل لأمر أو لآخر، والتي تكون عادة نتيجتها حصد أرواح مواطنين أبرياء”.
وعن هذه الحادثة يقول عامل الصيدلية أحمد الشعير : “لقد تعرضت لإصابات عدة إثر اختراق رصاصة طائشة للبوابة الزجاجية للصيدلية، وذلك إثر نشوب خلاف دار بين شخصين، حيث أطلق أحدهما وابلا من الرصاص صوب خصمه وبطريقة عشوائية وجنونية، وكان خصمه متواجدا حينها بالقرب من الصيدلية”.
ويتابع بالقول: “لقد اخترقت إحدى تلك الرصاصات الطائشة باب الصيدلية الحديدي، ثم حطمت الباب الزجاجي، وهو ما عرضني لإصابات خفيفة إثر تطاير الزجاج على جسمي، نقلت إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج والمجارحة”.
فادي علي، شاب في العشرينيات من عمره، وهو من مرتادي السوق باستمرار لشراء القات أوضح لـ«الأيام» وضعية السوق بالقول: “أصبح الكل يخاف على حياته عند كل مرة يدخل فيها السوق”. ويضيف: “السوق لم يعد آمناً، والوضع أصبح متدهوراً، فبين الحين والآخر يشهد هذا السوق أعمال قتل وإطلاقا للرصاص”.
مشهد عامة من السوق
مشهد عامة من السوق
وأوضح المواطن بسام العديني ـ بائع قات في السوق ـ جانبا من معاناته بالقول: “لم نعد نبالي بالمشاكل في هذا السوق، أصبح الأمر لدينا طبيعياً، تعودنا على هذا، وماذا نفعل.. ماذا تريدنا أن نفعل؟!”. ويتابع: “هناك توجه من السلطة المحلية بالمحافظة لنقل السوق إلى مكان آخر لكن هذا التوجه يلقى معارضة من مالك السوق وعدد آخر من التجار وأصحاب المحلات والمطاعم والأسواق المجاورة، كونهم يكسبون بسببه ملايين الريالات، وربما يشترك معهم بعض الزبائن وخاصة الذين لا يجدون سيارات خاصة تقلهم إذا ما تم تحويل السوق إلى مكان ما في أطراف المدينة”.
أما إبراهيم حيدر الحامد - طالب جامعي ـ فيرى أن “مشكلات القتل وإطلاق النار المستمر في هذا السوق كل يوم تعود لأسباب عدة، منها انتشار حمل السلاح، وانعدام الأمن في المحافظة، مما أجبر الكل على حمل سلاحه للحماية الشخصية”.
ويضيف: “هناك أمور وأسباب أخرى متمثلة في طبيعة الحياة في هذا السوق، حيث يعد المكان الوحيد الذي يتواجد فيه الناس بكثرة ومن عدة مناطق من المحافظة، وهو ما يستغله الكثير من الأشخاص لتصفية الحسابات مع الخصوم، كما أن أعمال البلطجة في السوق تجبر الكثيرين من الباعة على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وبضاعاتهم وممتلكاتهم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى