جثث نال منها الدود قبل أن توارى الثرى .. يموتون غرباء ويشيعون كرماء(3-3) مدير الصحة بعدن الخضر لصور: نطالب بتوفير ثلاجات جديدة

> استطلاع/ فردوس العلمي

> في ختام حلقتنا عن موضوع ثلاجة حفظ الموتى سمعت الكثير عن دفن الجثث المتعفنة التي لم أستطع النظر إليها، فجال في خاطري السؤال الآتي: من يستطيع أن يغسل تلك البقايا من الجثث المتعفنة؟!، وكيف يتعامل مع الروائح الكريهة المنبعثة من الجثث أثناء غسلها؟!، وأي قلب يمتلك من يغسل تلك الجثث؟!.. كل هذا التساؤلات حملتها وأنا أدعو الله من كل قلبي أن لا نكون في يوم ما من الجثث التي قدر لها أن تسجى في ثلاجة حفظ الموتى.
يقول الأخ خالد عمرسالم باذيب، رئيس مؤسسة اليسر التنموية الخيرية والذي تكرم بإعطاء لمحة عن نشأة المؤسسة: “تأسست المؤسسة في مارس 2013م، ونهدف من خلال عملنا إلى تقديم خدمات مجتمعية للمجتمع للتخفيف من معاناة الأسر، فأغلب مشاريعنا تستهدف القرى الفقيرة والأشد فقراً، ولدينا عدد من المشاريع في عدد من المجالات المختلفة منها مشاريع في مجال الصحة ورعاية وكفالة الأيتام ومشروع الأضاحي، إضافة إلى مشروع حفر الآبار وإعادة تأهيلها، كما نعمل على المساهمة في دعم المشاريع الصغيرة التي تسهم بالنهوض بالشباب علمياً وعملياً، بالإضافة إلى مشروع دفن الموتى المجهولين”.
وعن سؤالنا: كيف جاءت فكرة عملهم في تجهيز الموتى المجهولين؟ أجاب الأخ خالد باذيب قائلاً: “عملنا جاء من خلال جهود ذاتية من قبل الشباب، وكان مشروع (دفن الموتى المجهولين) أول مشروع ننفذه بتمويل ذاتي تحت شعار “يموتون غرباء ويشيعون كرماء”، وهذا المشروع كان فاتحة خير، فبعدها عملنا على تأسيس مؤسسة اليسر الخيرية التنموية، ومن خلال هذا المشاريع تعمل المؤسسة على تجسيد روح التعاون والإحسان والتكافل الاجتماعي، بعدها تم التواصل مع أهل الخير الذين مدونا ببعض الأكفان وكلفة المواصلات والدفن، وتم الاستمرار في العمل والتواصل مع إدارة مستشفى الجمهورية بعدن الذين بدورهم رحبوا بالأمر، كما تم التواصل مع إدارة مستشفى ابن خلدون بلحج، وتركنا لهم أرقامنا، وإن شاء الله نقدم ما في وسعنا لإكرام هؤلاء المجهولين لكي يتم دفنهم مكرمين”.
ورداً على سؤالنا كيف يتم التعامل مع الجثث؟ قال: “الجثث التي يتم دفنها جثث متورمة ذائبة نتيجة فقدها الكثير من السوائل وأصبحت عبارة عن جيف صعب التعامل معهم بسبب الروائح الكريهة التي تصدر منها، ونعمل ما في وسعنا ليتم دفنها حسب ما شرعه ديننا الإسلامي الحنيف، ولكن تواجهنا صعوبات في غسلها كونه بعضها لحما متساقط ومن الصعب أن تسكب عليه المياه، حيث يتساقط اللحم، وبعضها مجرد عظام وجماجم فقدت ملامحها ويصعب غسلها، لهذا استشرنا علماء الدين والذين وجهونا بأن تكفن بدون غسل ويتم دفنها بشكل عادي بعد أن يصلى عليها، والجثث المتحللة جزئيا يتم غسلها كالعادة”.
وأضاف: “ومن الصعوبات التي تواجهنا أيضا هي تحلل الجثث، بالإضافة إلى تأخر إجراءات الدفن نتيجة أن أغلب الجثث متعلقة بقضايا جنائية، وكذا قلة عدد الثلاجات في المشرحة وتعطب بعضها”.
وعن تعامله مع بقايا الجثث قال: “يتم جمع أكثر من جثة في كفن واحد، فأحايين كثيرة تكون الجثث عبارة عن عظام وجماجم، وكثير من الجثث بسبب التحلل اختلطت ببعضها البعض، لهذا يتم جمعها ودفنها معا”.
ويضيف: “عملنا كان أساسيا في قرى محافظة لحج الفقيرة، وكان هدفنا أن نمد يد العون والمساعدة لهذه القرى المنسية”.
**نطالب بتوفير ثلاجات جديدة**
من جهته أوضح مدير مكتب الصحة والسكان بعدن الدكتور الخضر لصور جانبا من هذه المشكلات التي تواجهها ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى الجمهورية التعليمي، وسبل حلها بالقول: “لقد وجهنا إدارة المستشفى بسرعة التحرك لإصلاح أعطاب الثلاجة وكذا قمنا بالتواصل مع النيابة بضرورة استكمال التحقيقات المتعلقة بالجثث المتواجدة داخل المشرحة، خاصة كون ثلاجة المشرحة عاطلة بالإضافة إلى تعطل الثلاجات الأخرى سوى واحدة فقط.. ولهذا نناشد الإخوة في قيادة وزارة الداخلية والنيابة العامة بتوفير ثلاجات جديدة للمشرحة، خاصة في محافظة عدن لكي يتم حفظها بصورة صحيحة كون هذا المشرحة تستقبل الجثث والحالات الجنائية من كل المحافظات القريبة من عدن”.
وعن تأخر إخراج الجثث قال: “للأسف هناك كثير من الجثث تأخر إخراجها بسبب التقاضي في المحاكم والتي عادة تصل إلى العام، مما يؤدي إلى تحليل الجثث خاصة مع الانقطاع المستمرة للكهرباء، بالإضافة إلى التأثير على الثلاجات، وذلك لكونها قديمة ومن الصعب الحصول على قطع غيارها إلا من الشركات الأم لعدم وجود لها فروع في اليمن، الأمرالذي يأخذ منا وقتا طويلا في سبيل الحصول عليها، وهو ما يجعل الانتقادات تزداد على وزارة الصحة، فيما يرى الآخرون أن ذلك ناتج عن تقاعس من قبل قيادة الصحة بالمحافطة وهو ما ليس بأيدينا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى