تــركيا تواجــه ضغطــا متزايــدا مع دخــول الأكــراد في قتــال مــع الدولــة الإســلامية

> مورسيت بينار «الأيام» دارن باتلر

> خاض أكراد سوريا معارك دفاعا عن بلدة حدودية رئيسية ضد تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يوم امس الاول الاثنين فيما هرع شبان أكراد من تركيا المجاورة لنجدتهم مما يزيد الضغط على انقرة للتحرك ضد متشددي التنظيم.
وفي تركيا - التي تبذل جهودا مضنية للتعامل مع تدفق أكثر من 130 ألف لاجيء كردي سوري منذ الاسبوع الماضي- استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين أكراد يتهمون حكومة انقرة بالانحياز للدولة الإسلامية ضد الأكراد.
وكانت جماعة حماية الشعب - وهي الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة في شمال سوريا- قد أعلنت ان مقاتليها اوقفوا تقدم الدولة الإسلامية إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا وتعرف ايضا باسم عين العرب.
وأمكن من على تل على الجانب التركي رؤية دخان يتصاعد كما سمع دوي نيران المدفعية وطلقات البنادق الآلية من ثلاثة تجمعات سكنية تصدى المقاتلون الاكراد منها لمقاتلي الدولة الإسلامية.
وتجمع مئات من الشبان الأكراد لمتابعة القتال وكانوا يهتفون حين تصيب النيران مواقع مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقالت زيلان وهي أم لسبعة اطفال في الاربعين من عمرها من دياربكر في جنوب شرقي تركيا “الاكراد لم يخسروا حربا قط ولن يخسروا هذه ايضا”. واضافت أن لها اقارب يقاتلون في صفوف جماعة حماية الشعب.
وتجمع مئات الشبان الاكراد عند معبر مورسيت بينار الحدودي المواجه لمدينة كوباني استجابة لدعوات من الزعماء الأكراد للانضمام الى القتال لصد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الاراضي في العراق وسوريا واعلنوا الخلافة فيها.
وقال سكان فروا من كوباني إن المتشددين يعدمون الناس من جميع الاعمار في القرى التي استولوا عليها. ومعظم الاكراد من السنة إلا ان الدولة الإسلامية تعتبرهم كفارا بسبب معتقداتهم العلمانية. وقتل متشددو الدولة الإسلامية شيعة ومسيحيين وافرادا من الطائفة اليزيدية وسنة معتدلين ايضا ممن يرفضون تفسير التنظيم المتشدد لتعاليم الاسلام.. وتحاول قوات الأمن التركية الآن منع الاكراد من عبور الحدود لنجدة اخوانهم. وفي معبر مورسيت بينار الحدودي تولى طابور من قوات شرطة مكافحة الشغب حراسة السياج الحدودي ذي الاسلاك الشائكة.
وقال الناشط الكردي شيروان وعمره 28 عاما وهو يحمل علم حزب العمال الكردستاني “نريد جميعنا ان نعبر الحدود. حاولنا ذلك امس إلا انهم هاجمونا وسنعاود المحاولة اليوم”.
أما عصمت -وهو شاب محلي عمره 19 عاما يكسب قوته من جمع الشليك (الفراولة)- فقال إن المحتجين توافدوا من شتى المدن في جميع ارجاء جنوب شرق تركيا الذي تقطنه اغلبية كردية واضاف “ليسوا من هنا. انهم من سرناك ووان وماردين ونصيبين”.
وقال إن بضع مئات من أكراد تركيا قد عبروا الحدود بالفعل للانضمام الى القتال. وذكر مقيمون آخرون ارقاما أعلى.
وينتاب القلق حكومة انقرة بسبب مكاسب متشددي الدولة الإسلامية قرب الحدود الجنوبية لتركيا إلا ان رد تركيا كان بطيئا في التجاوب مع نداءات تطالبها بالانضمام لتحالف لدحر الدولة الإسلامية إذ تشعر جزئيا بقلق بشأن العلاقات بين أكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يشن منذ بضعة عقود حملة مسلحة للحصول على حقوق للاكراد.
وتنفي تركيا بشدة تقديم أي نوع من الدعم للاسلاميين المتشددين إلا ان دولا غربية تقول إن حدودها المفتوحة خلال الحرب الاهلية السورية التي مضى عليها ثلاث سنوات اتاح للدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى ان تتوسع في نفوذها.
وطالب حزب العمال الكردستاني بتسليح أكراد تركيا أمس قائلا إن “تأييد هذه المقاومة البطولية” في كوباني “واجب مشرف”. واذاعت محطات الاذاعة اغاني وطنية كردية عن مقاتلين من الابطال والشهداء وبثت احداها تسجيلات لمراد كرايلان أحد زعماء حزب العمال الكردستاني في محاولة لرفع المعنويات وحشد التأييد.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إن أكثر من 130 الف كردي سوري فروا الى تركيا منذ يوم الجمعة.
وقال ريدور خليل الناطق باسم جماعة حماية الشعب الكردية إن الاشتباكات العنيفة استمرت اليوم (أمس) إلا انه تم وقف تقدم الدولة الإسلامية شرقي كوباني التي شهدت قتالا ضاريا منذ ان شن المتمردون هجومهم يوم الثلاثاء الماضي.
وقال إن مئات من أكراد تركيا يساعدون بالفعل في معارك لرد المتمردين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية إن الدولة الإسلامية لم تحقق أي تقدم ملحوظ خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وقالت انها لن تتردد في ضرب التنظيم في سوريا لكنها تريد حلفاء للانضمام الى حملتها ولم تحدد موعد او مكان بدء ضرباتها في سوريا.
واوضحت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي -التي تستضيف قاعدة جوية امريكية في بلدة انجرليك الجنوبية- عدم رغبتها في ان تتولى دورا عسكريا قياديا. وقال مسؤولون في باديء الامر ان انقرة تشعر بقلق من محاربة الدولة الإسلامية لان الجماعة تحتجز 46 رهينة تركيا.
وافرج عن هؤلاء الرهائن يوم السبت لكن مسؤولين اتراكا قالوا ان من المستبعد تغيير السياسة تجاه الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول تركي كبير طالبا عدم كشف اسمه “الرهائن ليسوا الشاغل الوحيد لسياستنا تجاه العراق وسوريا”.
وأضاف “توجد مشاكل أمنية وخاصة في المناطق الكردية في سوريا. نحن مستعدون دائما لمساعدتهم لكن هذا لا يعني اننا سننفذ عملية عسكرية... ستظل تركيا جزءا من التحالف لكن سياستنا بشأن العراق وسوريا لن تتغير”.
واثار الافراج عن الرهائن الشكوك لدى نشطاء اكراد بأن تركيا تتخذ اجراءات تساعد الدولة الإسلامية. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم الاحد انه لم يتم دفع فدية لكنه لم يرفض ايحاءات عن تبادل للمحتجزين.. وقال اردوغان “اذا قلنا ان مثل هذه الصفقة تمت فانني كرئيس سأنظر فقط إلى حقيقة أن 49 من مواطنينا (عادوا) إلى تركيا”.
(إعداد عماد عمر- تحرير حسن عمار)رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى