الطفلة (فطوم) إحدى ضحايا العنف الأسري كانت تتجرع الموت يوميا بوسائل تعذيب مستمرة حتى فارقت الحياة

> تقرير «الأيام» رعد الريمي

> الضرب.. ثم الكي.. ثم الحبس.. فالمنع عن الطعام.. أدوات تعنيف وتعذيب استخدمت بحق طفلة صغيرة، حتى فارقت الحياة على يد (عمتها) التي لم ترحم براءتها، ومارست رغبتها السادية بالبطش والتنكيل وبمشاعر وحشية تجرد من قيم العاطفة والإنسانية.
تفاصيل رحلة العذاب والحياة المؤلمة التي عاشتها الطفلة اليتيمة “فطوم” التي لم يتعد سنها الـ10 سنوات، بدأت منذ وفاة والدها وانتقالها للعيش مع شقيقتها في منزل عمتها (م.ع.ح) (شقيقة والدها) بمنطقة كريتر في عدن، حين قررت والدتها أن تتركها وشقيقتها وحدهما في منزل عمتهما علهما تنعمان بشيء من رغد العيش.
لم تكن تعلم “فطوم” أنها ستواجه وشقيقتها مصيراً مأساوياً في منزل عمتهما بدلاً من حياة تملؤها الراعية والأمان والابتسامة.
**من هنا تبدأ الحكاية**
والدة الطفلة فطوم
والدة الطفلة فطوم
لقد كان وفاة والد “فطوم” له أثر صدمة بالغة لوالدتها التي قررت أن تتنازل عن حضانتها لعمتها، والعيش بدونها في منزل الأب بعد وفاة الزوج، ظناً منها أنها تمنح الحياة والأمن والرعاية لأطفالها الثلاثة (فطوم وعزيزة وعزيز).
تقول (عزيزة) والدة الطفلة: “إن حياتي في منزل والدي الصغير بعد وفاة زوجي خلق حياة غير متوازنة ومتذمرة لدى أطفالي، وقررت الانتقال بهما قبل 3 أعوام إلى منزل عمتهما (م. ع. ح) بناءً على طلبها، ولم أكن أعلم حينها أنني سلمتهما للعيش في حياة الويل والتعذيب والهوان”.
وتواصل كلامها والحزن يغلف وجهها بقسوة: “لقد استغلت الجانية ظروفنا القاسية، وقامت بإقناعي باستقطاب طفلتي للعيش معها بعد أن كانت تغريهما بالحلوى والنقود”.
وتردف قائلة: “لقد كانت تعطيهما الحلوى باستمرار، مقابل أن تخضعهما لجحيم التعذيب اليومي بممارسة وسائل السحل والكي على جسدهما لإفراغ شهوة التلذذ بأوجاعهما”.
وطالبت والدة (فطوم) أجهزة القضاء الانتصار لقضية طفلتها، وسرعة تطبيق العدالة والقصاص بحق الجانية، آملة في أن تتولى وسائل الإعلام متابعة قضية طفلتها والضغط للتسريع في حسمها.
**أصناف من التعذيب**
كانت فطوم وشقيقتها عزيزة وشقيقها الثالث عزيز يتعرضون يوميا لوسائل تعذيب متعددة الأصناف، ووفقاً لشهادات أدلى بها كل من أختها وأخيها وخالتها فإن العمة التي تجردت من قيم الصلة والعاطفة والرحمة كانت تضع الحجارة على أبدانهم الضعيفة أثناء وقت الظهيرة وزيادة أشعة الشمس.
وأحياناً أخرى كانت تقوم بإحراقهم بثقاب عود الكبريت، وضربهم بالسلك الكهربائي ودق رؤوسهم بالأرض والجدار، وهو ما أثبتته ملفات التحقيق ومعلومات البحث الجنائي، التي أجرت الفحص والمعاينة على جثة الطفلة الضحية (المجني عليها).
اثار التعذيب في اجزاء مختلفة من الجسم
اثار التعذيب في اجزاء مختلفة من الجسم
تقول أخت المجني عليها: “لقد كانت علامات التعذيب بادية بوضوح على جسد أختي، وقد قيدت هذا في سجل التحقيقات، وأشكر الله والمحامي إيهاب باوزير الذي ساعدنا كثيراً في تولي قضيتنا”.
ويكشف عزيز أخو الطفلة “فطوم” حجم التعذيب الذي كان يتعرض له هو وأختاه: “لقد كنا نعاني منها الكثير، ولا نستطع أن نشكوا لأحد بسبب خوفنا الشديد منها”، مواصلاً كلامه: “ذات مرة قامت بضربي، وعمدت على صب مادة (التينار) على جسدي وهي (مادة تسبب حروقا وتهيجا للجلد) بعدها هربت إلى منزل عمي، لكنها لحقت بي وأعادتني بالقوة إلى البيت، ثم شرعت بتقييدي وحبسي لمدة شهرين ومنعت عني الطعام، ولولا أختي التي كانت تقدمه لي خلسة لكنت قد هلكت”.
**إفادات تؤكد الواقعة**
يكشف أحد الشهود الذين شهدوا واقعة وفاة الطفلة، ويدعى “سامح سالم” من أبناء منطقة كريتر: “سمعت خبر وفاة فطوم عند عمتها، وذهبت إلى مشاهدة الجثة فوجدت على وجهها وجسمها علامات وأثر تعذيب”.
وهذا ما أكده أيضاً المحامي إيهاب باوزير رئيس مؤسسة إنصاف الحقوقية، المحامي المتطوع لوالدة الطفلة: “بعد وفاة الطفلة أخذ جثمانها إلى مستشفى الجمهورية، وكان الموضوع سوف يقيد بحادثة موت عادية بحسب مزاعم عمتها بأنها وقعت من درب المنزل”.
محامي والدة الطفلة الضحية
محامي والدة الطفلة الضحية
ويضيف: “تدخلنا في القضية وبالتعاون مع شرطة كريتر، ظهرت الحقيقة الكاملة بكل وقائعها وتفاصيلها المؤلمة، في أن الطفلة قبل وفاتها كانت تتعرض لأنواع من الضرب والتعذيب من قبل عمتها الجانية”.
إقرار بواقعة ممارسة العنف
تدل التحقيقات الرسمية على لسان (العمة) بأنها أقدمت على ضرب الطفلة (فطوم) ذات العشرة أعوام، بغرض التأديب وليس القتل، وذلك حين قامت بضربها عقابا لما يفعله المخطئون، حد زعمها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى