مؤسستا التعاون للقرض الحسن والتضامن للتنمية.. قروضهما بيضاء ودون فوائد

> تقرير : فردوس العلمي

> يلعب المجتمع المدني دورا مهما في تنمية المجتمع من نواحي عدة منها التوعية والتدريب والتأهيل وتنمية المشاريع الخاصة التي تدر أرباحا على الأفراد المستفيدين من القروض البيضاء الميسرة دون فوائد تمنح لهم.
وهناك مؤسسات تسلك هذا الطريق ضمن مشاريعها وأنشطتها لتساهم بدورها في الارتقاء بالفئات المستهدفة من طور انتظار المساعدات والهبات إلى طور الإنتاج والاعتماد على الذات، وعملت على منحهم القروض الميسرة.. في هذا المجال نشطت مؤسستان من إجمالي عدد المؤسسات والجمعيات اليمنية في إطار محافظة عدن والبالغ عددهم (376) ما بين جمعيات ومؤسسات ومراكز.. والمؤسستان تعملان على مساعدة الأسر الفقيرة بين أوساط المواطنين وكذا بين أوساط اللاجئين الصومال، وهما مؤسسة التضامن للتنمية ومؤسسة التعاون للقرض الحسن، وكلاهما في مديرية خورمكسر.
ولمعرفة المزيد عن هاتين المؤسستين نرصد لكم هذا التقرير الذي يشمل أنشطتهما وتمويلاتهما ومشاريعهما ورسالتهما ورؤيتهما وأهم أهدافهما وكذا أهم مشاريعهما.
**مؤسسة التعاون للقرض الحسن**
من مشاريع القرض الحسن
من مشاريع القرض الحسن
وهي مؤسسة إنسانية تنموية تأسست بعدن عام 2004 تعمل في مجال تنمية وتمكين الشباب العاطلين عن العمل والأسر الفقيرة والمتعففة وذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين بالالتحاق بسوق العمل ونزلاء وخريجي السجون ممن عليهم أحكام قضائية تم تنفيذها واللاجئين في مخيم البساتين من الصومال والأفارقة عن طريق تمويل المشاريع الإنتاجية الصغيرة المدرة للدخل عبر نظام القرض الحسن بدون أية فوائد مضافة على أصل مبلغ تمويل المشروع.
وتسعى المؤسسة إلى تقديم وإحياء سنة القرض الحسن كنموذج عملي ومنهجي ومؤسسي للمؤسسات التنموية الحديثة وكذلك تسعى لمكافحة الفقر ورفع معاناة البطالة عن الشباب في المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، وتدير المؤسسة مشاريعها وبرامجها من خلال فريق عمل إداري وفني متخصص يعمل بمهنية واحتراف معززة رؤية المؤسسة.
رؤية المؤسسة والتطلعات المستقبلية تتمثل في الانتقال بالعمل الخيري من طور المساعدة والمواساة إلى طور الإنتاجية والتنمية المستدامة، والانتقال بالفئات الفقيرة من طور انتظار المساعدات والهبات إلى طور الإنتاج والاعتماد على الذات.
وتكمن رسالة مؤسسة التعاون للقرض الحسن في تمكين الفئات الفقيرة والشباب العاطلين عن العمل من إقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل تسهم في رفع مستوى معيشتها عبر تقديم التمويلات الميسرة لمشروعاتهم.
وخلال النصف الأول من عام 2014 استطاعت مؤسسة التعاون للقرض الحسن من تنفيذ مشروع “بسمة أمل” وعدده (58 مشروعا صغيرا) والذي من اسمه يبث ويظهر البسمة والأمل على وجوه أصحاب المشاريع المستهدفين، وينقسم المشروع إلى مشاريع صغيرة متنوعة هي: مشاريع صغيرة حرفية (18 مشروعا)، تجارية (11 مشروعا)، خدمية (19مشروعا) وزراعية (5 مشاريع)، وبلغت قيمتها بأجمالي 8.384.000 (ثمانية ملايين وثلاثمائة وأربعة وثمانين ألف ريال يمني).
ومشروع “العمل عبادة” الممول من فاعل خير بقيمة 2.000.000 ريال يمني (مليوني ريال يمني) وبلغ عدد المستهدفين (14مستفيدا).
الحسن بدر عمر
الحسن بدر عمر
يقول الأخ المدير العام لمؤسسة التعاون للقرض الحسن بدر عمر سالم باذيب: “إيمانا بالقيم الإنسانية تنطلق مؤسسة التعاون للقرض الحسن وتجعل من خدمة الإنسان وعفافه عن سؤال الآخرين غاية سامية وخلقا عاليا، تلزم به نفسها وتحقق من خلاله إنجازها، سعيا لتطوير وتنمية وتمكين الإنسان اليمني، سالكة لتحقيقها أفضل الوسائل المتاحة مستفيدة من حداثة المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة”.
ويضف: “هذا المشاريع تحقق أهداف تنموية واجتماعية واقتصادية، تصنع من المحتاج عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع ليعزز من دوره ويعتمد على ذاته ويحمل معه الأمل ويرسم البسمة على وجه المحتاج، ويحقق الكرامة والتمكين ورفع وتحسين ظروف المحتاج المعيشية القاسية، وليحقق من خلاله ثقافة الكفاح وبذل المجهود دون ملل أو استحياء.. واستطاعت المؤسسة أن تصل بهذا المشروع إلى الأسر في القرى الريفية في محافظة لحج”.
ويختم حديثه بتقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم في تمويل وتنفيذ هذه المشاريع والداعمين وكل شركائنا في المنظمات الإسلامية والعربية والإنسانية والدولية.
وتهيب مؤسسة التعاون للقرض الحسن بأهل الخير والإحسان بمساعدة الفئات الفقيرة المستهدفة عبر المشاريع التنموية التي تنفذها المؤسسة لتكون دليلهم للخير(خير الناس أنفعهم للناس)، راجيين الخير والفضل من الله سبحانه وتعالى.. “الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمر راحل”، “المال كالماء أن تحبس سواقيه يأسن وأن يجري يعذب منه سلسال”.
**مؤسسة التضامن للتنمية**
“جمعية التضامن التنموية” هي منظمة تنموية طوعية تأسست في 3 مايو 2000م وبعد الإنجازات التي حققتها على أرض الواقع فقد تحولت من جمعية إلى مؤسسة، وذلك في عام 2013م، تعمل المؤسسة في إطار محافظة عدن عامة ومنطقة البساتين بدرجة أساسية، رؤيتها وتصوراتها المستقبلية تتمحور في المساهمة في تعزيز المشاركة الشعبية في عملية التنمية الشاملة وأهمية ذلك في توفير فرص الحياة الأفضل وتحسين مستوى المعيشة وضمان الحياة الكريمة للأسرة والمجتمع، كما تعمل المؤسسة على تنمية قدرات الشباب والمرأة وتطوير مهاراتهم لاستثمارها في أنشطة مدرة للدخل بهدف تحويل المستهدفين من متلقين للخدمات إلى مالكين لمهارات تمكنهم من الاعتماد على الذات لخلق فرص عمل، تسعى المؤسسة للمساهمة في رفع الوعي بأهمية المشاركة الشعبية في التخطيط المجتمعي وصنع القرار وتعزيز الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والمجتمع المحلي والسلطة المحلية.
من مشاريع القرض الحسن
من مشاريع القرض الحسن
رسالة المؤسسة هي العمل بين أوساط المرأة والشباب والأسر الفقيرة في محافظة عدن لتحقيق أهداف وغايات إنسانية نبيلة تتمثل في التمكين الاقتصادي والمساعدة في القضاء على التمييز، والحد من ظاهرة الفقر وخلق تكافؤ في الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة ورفع المستوى المعيشي للأسرة والمجتمع، وتعمل بالشراكة مع المجتمعات المحلية والشركاء الفاعلين في مجال التنمية الشاملة.
تنفذ الجمعية (مشروع الاعتماد على الذات) الذي يعمل في إطار يستند على الحقوق أولهما الحق في الحصول على الخدمات الأساسية وثانيهما الحق في المشاركة المجتمعية وإدارة الذات، يعتبر مشروع التمويل الأصغر لتوفير القروض للمستهدفين ضمن إطار الحق في المشاركة المجتمعية وإدارة الذات.
مشروع بقالة مؤسسة التضامن
مشروع بقالة مؤسسة التضامن
قامت وحدة التمويل الأصغر في مؤسسة التضامن للتنمية (جمعية التضامن التنموية - سابقا) بتدشين عملية صرف القروض المالية، لتمويل 126 مشروعا تجاريا صغيراً في منطقة البساتين، لـ 126 امرأة من اللاجئات ولاجئ واحد، تتوزع مجالات عمل المقترضات/ المقترضين في كبائن الاتصالات، محالات الخياطة، أعمال الدلالة، البقالات، بيع مواد غذائية، كافيتريات، مطاعم، تجارة متنوعة، ورشة تبريد وتكييف، بيع أدوات كهربائية، صيدلية، بيع ماشية، بإجمالي مبلغ وقدره 11,810,000 ريال (أحد عشر مليون وثمانمائة وعشرة آلاف ريال يمني)، والواقع أن هذا المشروع قد ساهم في التشغيل الذاتي وخلق فرص عمل للمستهدفين، وساعد في تأسيس 95 محلاً تجارياً تدار من قبل 95 امرأة، وقد وفرت هذه المحلات فرص عمل لـ 119 من الشباب يزاولون العمل في تلك المحلات التجارية لكسب قوتهم اليومي.
تصل فترة تسديد القرض في حدها الأدنى إلى 10 أشهر، وعام في حدها الأعلى.
د. خديجة
د. خديجة
وتأكد د. خديجة الحرسي رئيسة مؤسسة التضامن للتنمية بالقول: “هذه المشاريع تهدف إلى التشغيل الذاتي للمستهدفين لمساعدتهم في إقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل وقادرة على النمو والاستمرارية لخلق فرص عمل للآخرين من أبناء المجتمع، وهي قروض بيضاء لا تخضع للفوائد، وتهدف إلى تحسين ظروف معيشة اللاجئين، مع العلم أن هذه القروض لا تصرف إلا بعد تمكين المقترضات/ المقترضين من خلال التدريب على طرق وأساليب إدارة المشروع الصغير، كما تخضع هذه المشاريع للمتابعة والرقابة والتقييم لتصحيح مسار المشاريع إذا صادفت أي تعثر من خلال الجلسات الاستشارية والزيارات الميدانية المستمرة من قبل العاملين في المشروع”.
أحد المستفيدين من القرض  الحسن
أحد المستفيدين من القرض الحسن
وأضافت: “تسعى مؤسسة التضامن للتنمية إلى طرح منتج جديد في مجال التمويل الأصغر يستهدف الفئات الأشد فقراً من النساء لإقامة مشروعات متناهية الصغر، من شريحة النسوة غير القادرات على توفير الضمانات ضمن آلية جديدة للتسديد بأساليب أخرى لا زالت قيد البحث، تضمن استرداد قيمة القرض الحسن الممنوحة للمقترضة وفق فترة زمنية متفق عليها، ويرافق هذا القرض برنامج تدريب يمكنها من الإلمام بأساسيات إدارة المشروعات متناهية الصغر للحد من سوء إدارة المشروع الصغير وتجاوز السلبيات”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج الإقراضي ينفذ بدعم وتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للارتقاء بأوضاع اللاجئين وهو الهدف الذي تسخر المفوضية جهودها وجهود شركائها لتحقيقه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى