تهديدات الحوثيين بمعارك قادمة يبقي الباب مفتوحا لحرب أهلية وخيارات التشرذم : مفاوضات تتعثر وتحذير دولي مستمر .. صنعاء ساحة تصفيات سياسية

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> ترهن جماعة الحوثي سحب مسلحيها الذي يقدر تعدادهم (5) آلاف مسلح قدموا من صعدة وعمران من أمانة العاصمة بمدى نوايا الدولة بتنفيذ الاتفاق (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) الموقع الأحد الماضي.وإعلان شخصية رئيس الوزراء الجديد الذي يجب أن تتوفر عناصر (الكفاءة والنزاهة والاستقلالية).
وقال القيادي في الجماعة الحوثية محمد البخيتي: “إننا سنتعامل مع كل خطوة تتخذها الدولة على صعيد تطبيق الاتفاق بالمثل”.
وأضاف على الدولة أن “تطمئن من جانبنا فلن ننقض ماتعهدنا به لها وللشعب”.
إلى ذلك أفادت مصادر مقربة من دائرة المفاوضات السياسية الجارية أن “الأحزاب والمكونات الوطنية الموقعة على الاتفاق الأخير أمبرم بين الدولة والأحزاب والحوثيين والحراك الجنوبي (كمكونين جديدين) قدموا قوائم بمن تقترحهم لمنصب رئيس الوزراء ممن تنطبق عليه الشروط التي تضمنها الاتفاق”.
وبالرغم من انتهاء المدة المحددة بثلاثة أيام مساء أمس الأول الخميس الماضي إلا أن الأمر لا يزال صعبا أو قيد المراوحة السياسية من قبل أنصار الله الحوثيين الذي قال: “إنهم يبالغون في تشددهم بمشروطات الشخصية المطلوبة وفي فرض من يتقارب معها أيا كانت كفاءته ونزاهته ومناسبا للموقع الأمر الذي يعقد المسألة ويجعل الدولة في موقع اللاملتزم بماتم الاتفاق عليه”.
وبالرغم من أن الاتفاق ينص على أن الاختيار يكون لرئيس الجمهورية وصلاحيته وفقا لمضامين الاتفاق، الا أن البعض - حسب مصادر سياسية وحزبية - يتخذون مسألة ضرورة التوافق عليه ذريعة لبقاء تمترسهم في العاصمة وعرقلة مسؤولية الدولة وواجباتها تجاه وضع بائس وتراخي فظيع وصلت إليه الدولة والعاصمة بالذات، وفي ظل استمرار المسار العدائي في محاولات تصفية خصومهم.
حوثي على متن أحد الأطقم العسكرية
حوثي على متن أحد الأطقم العسكرية
وفي ذلك حذر مراقبون وسياسيون من تحويل العاصمة إلى ساحة صراع وتصفيات سياسية بين طرفين أو أطراف سياسية.
مؤكدين على “ضرورة الإسراع بإعلان الحكومة وتنفيذ ما توصلت إليه الأطراف في اتفاق السلم والشراكة”، وأشاروا إلى أن التأخر يهدد بنقل الصراع والتصفيات التي تمت إلى محافظات ومناطق أخرى”.
حوثيون يشهدون صلاة وخطبتي الجمعة بصنعاء
حوثيون يشهدون صلاة وخطبتي الجمعة بصنعاء
وفي ظل استمرار التصعيد الحوثي وحشد أنصارهم احتشد عشرات الآلاف في شارع المطار أمس الجمعة لجمعة مايسمى (جمعة النصر) في الوقت الذي تزداد خطورة بقاء الوضع تحت سيطرة جماعاتها وممانعتها استلام الدولة لمهمها المسلوبة.
وندد المجتمع الدولي وقبله المجتمع اليمني بالممارسات التي أشاعتها الجماعات المسلحة الحوثية التي اقتحمت صنعاء وفق اتفاق سياسي، بحسب ما يرجح سياسيون.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أمس الأول إجلاء جزءا من موظفيها بسفارتها بصنعاء كتعبير عن اشتداد مخاوفها من انهيار الوضع بشكل تام بعد سيطرة المسلحين على عاصمة الدولة.
**وضع معقد**
وقال المبعوث الأممي جمال بنعمر: “إن الوضع معقد جدا في ظل سقوط مناطق أخرى خارج سيطرة الدولة، وسرقة جماعة الحوثي لمخازن أسلحة الدولة”.
يأتي ذلك بعد إعلان عبدالملك الحوثي زعيم الحركة عن معركة قادمة اعتبرها سياسيون وخبراء عسكريون في سياق استكمال الجماعة لتصفية خصومهم في حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة وجماعاته المستنسخة المناهضة لهم دينيا وسياسيا.في فرصة سياسية قال سياسيون: “إنها لم تتوفر للجماعة الحوثية من قبل أثناء تواجدهم في صعدة”.
ويستبعد مراقبون آخرون إخلاء الحوثيين لصنعاء طبقا للاتفاق، كما أن إعادة أسلحة الدولة وتقوية شوكتها سيكون في الاتجاه المعاكس لها. ولذلك سيعمل الحوثيون على افتعال مشاكل وأحداث تزيد من بقائهم، وتعمل على استدامة لجانهم البديلة.
**لعبة قادمة**
عناصر من جماعة الحوثي يحملون أسلحة مختلفة
عناصر من جماعة الحوثي يحملون أسلحة مختلفة
في صنعاء يعد عامل الوقت مهم جدا لوضع شبه منهار أو يتداعى يوميا في انهياره. الأمر الذي يتطلب سرعة في تطبيع الوضع وإمساك الدولة بزمام الأمور بمقابل إخراج المليشيات المسلحة ليس فقط من محيط العاصمة، بل إن المهم هو نزع الفتيل الذي بات يشتعل من الداخل عبر سلسلة الممارسات التي تعمدت فيها ونشطت فيها جماعة الحوثي في ظل تجاهل أو إبداء أي مبرر لتلك المضايقات التي بات الشارع اليمني ليس فقط في العاصمة في أوج استيائه وضيقه مما آلت إليه الأوضاع، وهي تلك - حسب عدد من المواطنين في أحاديثهم لـ «الأيام» - البعيدة عما روجت له أثناء تزعمها الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية التي قاربت على انتهاء شهرها الثاني.
**منقذ متهاوٍ**
يبدو أن جماعة الحوثي ترى أنها تحولت إلى (منقذ) مما كانت تخطط له أدوات مضادة في حكومة الوفاق وفاسدين، قالت جماعة الحوثي: “إنهم نهبوا الثروات ودمروا مقدرات البلد”، ولذلك فلحظات الانتشاء بالنصر تتيح لها التمدد واللامبالاة من حالة السخط الشعبية العارمة لإخلالها بعملية السلم والشراكة التي وقعت التزاما بها وبالحفاظ عليها.
ولذا يرى مراقبون أن إمعان الجماعة في ذلك وعدم تدارك أخطاء عناصرها التي توغلوا بها في العاصمة و في إكسابها أخطاء فادحة أو تحقيق (انتصارات زائفة) كما يسميها مراقبون هي بداية السقوط في هاوية الغرور ولحظات الانتشاء اللاواقعية.
**مخاوف متزايدة**
حوثيون يستولون على أطقم عسكرية في أحد شوارع صنعاء
حوثيون يستولون على أطقم عسكرية في أحد شوارع صنعاء
وبدلا من أن تستغل الجماعة الوقت المتاح لتصحيح وتبديد مخاوف الكثير من المواطنين، وماعلق في أذهانهم نتيجة الإشاعة المضادة التي كانت تمارس تحت شعار الاصطفاف الوطني - كما تصفه قياداتهم- على العكس عملت على ترسي أقبح صورة ذهنية ربما شهدتها العاصمة إبان القضاء على الحكم الإمامي في ستينيات القرن الماضي بصورة النهب والسلب التي مارستها مجاميع القبائل حينذاك، وانتهاك صارخ لحقوق المواطنين وحرياتهم.
ومثل هذه النماذج لا تزال عالقة ولايمكن نسيانها كمايرى ذلك مواطنون.
ويقول ناشطون حقوقيون إن تلك الأساليب تعيد لأذهان البعض ماكان يقال عنها بأنها جماعة فيد لايمكن أن ترقى إلى قوة سياسية تحمل مشروعا وطنيا يحمل آمال وأحلام كما زعمته في ساحتها الجديدة بشارع المطار، وبأنها تسير على ذات النهج الذي سبقتها فيه حزب الإصلاح في ثورة11 فبراير 2011م.
وأنها لا تختلف عنها في شيء حين سرقت ثورتهم وحصدت آمالهم واستلمت ثمن دمائهم التي أهدرت على الأرصفة.
**خط معاكس**
ومن اللافت ظهور خط اتجاه مغاير لحالة العدوانية الطاغية التي تتلبس ربما بعض قيادات الجماعة والتي كانت من نتائجها تلك الأعمال الاستفزازية والانتهاكات السافرة لحرمات المنازل والأعمال والخ.
هذاالخط في مقاومة أو رفض داخل هذه الجماعة لماتلجأ إليه كنتاج حالة انتقامية مخالفة لما سبق وأعلنته أكثر من مرة ولا تزال النخب السياسية والوطنية تردد ذلك وتعتبره ميزة قد تنهض بالجماعة على مختلف الأصعدة.
وهذا الرفض استبقه الزميل الصحفي والقيادي في الجماعة علي البخيتي الذي عبر عن إدانته لما حصل على يد مسلحي جماعته الذين انتشرووا في العاصمة ونشروا فيها العبث والفساد، وبعبارة مختصرة انتقادية لاذعة “أعتذر للجميع بينما أرى وطني وأحلام اليمن الجديد تنهار أمام عيني”.أوهكذا وربما هم كثر داخل الجماعة من ينظمون إلى هذا الاتجاه الذي تناسى خطورته الجميع وبالذات قيادة المجلس السياسي لأنصار الله. فإن لم تكن اليوم فمستقبلا.سيما في ظل استمرار الجماعة في المواجهة ورفع السلاح وعدم التسليم بما جاء به اتفاق السلم والشراكة، ومن ذلك السعي لبناء دولة وقبل ذلك تمكينها من سلطاتها وبسط نفوذها على كامل الأراضي بما في ذلك التي تحت سيطرة الجماعة كصعدة وعمران والجوف واليوم صنعاء وذمار وأيضا تلك التي تعتزم الجماعة فتح حرب جديدة في مأرب البيضاء في محاولة لفرض نفوذها على تلك المناطق قبل إعادة النظر في تقسيم الأقاليم حسب مطلبها ووفق مااتفق عليه مؤخرا (كبنود سرية لاتفاق السلم والشراكة).
**هالة شعبية..**
الهالة الشعبية التي حصلت عليها جماعة الحوثي هو نتيجة نجاحها في الإمساك بمكامن الوجع والألم الذي يعاني منه الشعب في السابق أو مابعد 2011م، وهو في رموز في السلطة فاسدين وعبارة عن عصابات (مافيا) سخروا مقدرات الشعب وثرواته لخدمة مصالحهم الذاتية وتنمية امبراطورياتهم.
ولذلك فإن العزف عليها مكنهم من النجاح وتجاوز عقبات النفعيين والمتمصلحين، ومن الحسنات أو الصدف أن أولئك تعاملوا مع الحشود الشعبية بذات العقلية التي يتعاملون معها في السياسة لكن التحولات الأسبوعية الضاغطة كانت بمثابة أمل إرباك شتت ذهنها وتفكيرها الذي انحصر بعدها على كيفية النفاذ بجلدهم وهو ماكان فعلا وبالذات بعد حصار صنعاء بالمسلحين - كمايراه مراقبون - ضمن اتفاق إقليمي يقضي بإنهاء أوضرب مراكز النفوذ بعد أن كشفت عن طبيعة مشروعها القادم على ظهر ما سمي (الربيع العربي)، وهو ما لم يستبعده سياسيون في أن تجد الحركة الحوثية نفس الضربات التي شهدها الإخوان وبالذات في ظل استمرار غلوها وتطرفها مع السلطة وعدم وجود نوايا حقيقية إن لم تكن الآن فمستقبلا في الدخول في شراكة وطن يبنيه الجميع ويتسع للجميع.
جانب من الكرنفال
جانب من الكرنفال
وفي خضم الأحداث المتسارعة شهدت صنعاء أمس حفلاً بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر، حيث
عروض شبابية بمناسبة عيد الـ26 من سبتمبر
عروض شبابية بمناسبة عيد الـ26 من سبتمبر
عرض شبابي في العرض الكرنفالي
عرض شبابي في العرض الكرنفالي
أقيم كرنفال شبابي وطلابي بصنعاء رفعت فيه لافتات وشعارات تؤكد على الاصطفاف الوطني وسيادة الدولة ورفض المظاهر المسلحة ومحاولة المساس بالمؤسسات العسكرية والأمنية والمرافق العامة. وشارك في
فتيات في العرض الكرنفالي
فتيات في العرض الكرنفالي
جنود يحرسون ضيوف الحفل
جنود يحرسون ضيوف الحفل
كرنفال عدد كبير من الطلاب وكذا فرق عسكرية وأمنية رمزية.
وفي الجانب الآخر احتشد أنصار الحوثي بصنعاء استجابة للدعوة التي وجهها السيد عبدالملك الحوثي لإقامة صلاة الجمعة وسط صنعاء احتفاءً بما وصفه بانتصار الثورة الشعبية في اليمن.
وعقب صلاة شيع الحوثيون عددا من جثامين القتلى الذين سقطوا خلال مواجهات التي شهدتها صنعاء خلال الأيام الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى