تعز.. غياب للأنشطة المدرسية ونسبة حضور 20 %.. مدارس تفتقر للمقومات الأساسية (1)عام دراسي جديد لا يختلف عن سابقيه

> استطلاع / فهد العميري

> بدأ العام الدراسي الجديد 2014 - 2015م في ظل واقع تعليمي بائس يفتقر للكثير من المقومات الأساسية التي يتخلق في ظلالها تعليم قادر على تنمية القدرات والمهارات لدى الطلبة، فصول دراسية تعاني الازدحام وقلما يتوفر فيها أبسط الأساسيات من كراسي وأبواب وشبابيك، وأنشطة مدرسية تكاد تكون معدومة وتحديدا في مدارس الريف، فيما تحافظ مدارس المدينة وتحديدا الخاصة بالطالبات على أنشطة موسمية تقف الإمكانيات الشحيحة حائلا دون تنفيذها على الشكل الأمثل، ناهيك عن العجز في الكتاب والمعلم وجمود المقررات الدراسية مما يفضي إلى مخرجات ليس لها من التعليم إلا الاسم.. «الأيام» استطلعت واقع التعليم في بعض مدارس محافظة تعز وخرجت بهذه الحصيلة :
وفق إحصائية لمكتب التربية والتعليم تراوحت نسبة حضور الطلاب في الأيام الأولى من العام الدراسي بين 80-20 % بيد أن العديد من المدارس ظلت مغلقة أبوابها في وجه الطلاب وتحديدا في مدارس الريف.
**مدارس مغلقة**
مشير محمد قاسم - رب أسرة - تحدث إلينا قائلا: “لم تفتح العديد من المدارس أبوابها في مديرية شرعب الرونة، وما زالت في مرحلة التسجيل وتحديدا مدارس الفلاح والإنقاذ والشهيد عبدالجليل، وأكثر من مدرس من مدرسي هذه المدارس في السعودية أو مقاولين في تعز، فمن مدرسة الإنقاذ يوجد ثلاثة مدرسين مقيمين في السعودية بكفالة ولهم عدة سنوات ومن مدرسة الفلاح يوجد اثنان، كما أن مدير مدرسة (الفلاح) لا يحضر وكذلك الوكيل، والوكيل الآخر مسافر في السعودية، ويصل عدد المدرسين المسجلين بكشوفات مدرسة الشهيد عبدالجليل إلى أكثر من 60 مدرسا لا يتواجد منهم في المدرسة سوى خمسة، وهذا مستمر منذ الأعوام السابقة”.
وأضاف: “تم إغلاق العديد من الفصول الدراسية جراء تكليف الكثير من المدرسين بالإشراف المالي والإداري، ويكاد يكون عدد الموجهين في المديرية أكثر من عدد المدرسين، فهناك مدارس كانت تدرس إلى ثالث ثانوي، وعادت إلى سادس، وأخرى كانت إلى تاسع، وعادت إلى سادس، ولا تتواجد إدارة التربية بالمديرية إلا مرة واحدة بالشهر، منذ الأعوام السابقة، وهم متواجدون مع عوائلهم في مدينة تعز، كما أن مدرسة محمدان مغلقة منذ ثلاث سنوات بسبب الخلاف على الإدارة المدرسية.
**نقص في الكتب والكراسي**
مشهد من طالب جالس على الأرض
مشهد من طالب جالس على الأرض
مديرية مشرعة وحدنان تعاني من نقص في الكراسي والكتب وسوء توزيع المدرسين، أوضح ذلك الأستاذ عبدالحكيم عبدالقادر، رئيس قسم الشؤون المالية بمكتب التربية بالمديرية قائلا: “التزام المدراء بالرسوم صفر، فكل يفرض الرسوم حسب هواه بحيث تصل في بعض الصفوف إلى 500 ريال، كما أن العديد من الكتب المقررة لم تصل وتصرف بنسبة 70 % و 60 % من الصف الرابع أساسي حتى الثالث الثانوي، على الرغم أن مادة القرآن من الرابع حتى الثانوية كتاب واحد يستخدمه الطالب طول السنة، وبذلك يصبح مستهلكا تماما، وأغلب كتب التعليم الأساسي تحل التمارين داخلها وبذلك لا يستفيد الطالب من الكتاب المرتجع إطلاقا”.
وأضاف: “توزيع المدرسين لا يتم بحسب الاحتياج بل بحسب رغبات المدرسين وخاصة الذين يتم نقلهم من محافظات أخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر مدرسة عمر الطيار أغلب مدرسيها تخصص اجتماعيات إذا لم يكن الكل، كما أن أغلب المدارس لا يوجد لطلابها مقاعد ويجلسون على الأرض، حيث لا يوجد كراسي في مدارس 7 يوليو، 22 مايو مشرعة، السلام القبلة، التوفيق عدن ديمة، مجمع هائل، والكراسي مكسرة، باستثناء المدارس التي يبنيها الصندوق يؤثثها كاملة بعكس المدارس التي يبنيها المجلس المحلي والتربية فهي بدون كراسي”.
واختتم حديثه بالقول: “الأمين العام للمجلس المحلي نشيط جدا بنقل المدرسين من مدرسة إلى أخرى، فقد نقل المربين للصفوف الأولى بمدرسة الأقصى والآن المدرسة ليس بها مربون”.
**لا توجد وسائل تعليمية**
وعن مدارس مديرية جبل حبشي يحدثنا عوض حزام - موجه - قائلا: “في أول أسبوع من بداية العام الدراسي أو أية عطلة أخرى لا يحضر الطلاب وتحديدا في مدارس الأرياف، وإذا حضروا لا يتم التدريس من قبل المدرسين، والوسائل التعليمية منعدمة باستثناء السبورة والكتاب والطبشور.
**الازدحام شديد**
إزدحام طلابي شديد
إزدحام طلابي شديد
تشهد مدرسة 7 يوليو للطالبات بمديرية القاهرة ـ التي تطالب بعض مدرساتها بتغيير الاسم لذكراها المشؤومة - إنشاء فصول إضافية في حوش المدرسة الذي كان متنفسا للطالبات، وتعاني المدرسة ازدحاما شديدا ونقصا في الكتب المدرسية، حيث التقت الصحيفة بالأستاذة أشواق الشميري وكيلة المدرسة التي تحدثت إلينا قائلة: “في بداية كل سنة يحذونا الأمل أن تكون هي الأفضل من سابقاتها إلا أننا نصطدم بالمعوقات ذاتها في السنين السابقة، ففي البدء كثافة التسجيل للطلاب المستجدين والمنقولين من مدارس أخرى وخاصة المنقولون من المحافظات المتوترة، ثم مشاكل الكتاب المدرسي الذي وإن وزع هذه السنة للمدارس بشكل مبكر إلا أننا نجد أن نسبة ما حصلنا عليه من الكتب لا تتجاوز في بعض الفصول الـ 40 % من عدد الطلاب الفعلي رغم محاولاتنا التغطية من الكتاب المسترجع من الطالبات إلا أننا نقف عاجزين في بعض الاحيان، ناهيك عن ازدحام الطالبات والمعامل تفتقد الكثير من التجهيزات والمواد التي ترفع من مستوى الطالب”.
**الكتب ممزقة**

سمير العبسي - مسؤول الكتب المسترجعة - بدوره أطلعنا على الإشكاليات التي تواجهه بالقول: “هناك العديد من
سمير العبسي
سمير العبسي
المشاكل التي تواجهنا منها انعدام التقدير من الإدارة، كما أن المخزن غير مهيأ مع عدم وجود دواليب، إضافة إلى أن الكتب المعادة ممزقة مما يضطر الطالبات إلى إعادتها أكثر من مرة، إما لأنها مقطعة و إما لأنها ناقصة، ويوجد عجز كبير في مقررات الصف التاسع والصف الثالث الثانوي، كما تتدخل بعض المدرسات بشأن الكتب ويتم استلام كتب خارج نطاق النظام”.
بدورها أوضحت الطالبة في الصف الأول الثانوي هديل عبدالكريم أنها استلمت كتبا قليلة وكلها مقطعة في حين لم تستلم كتب القرآن والقراءة والنحو والصرف والجغرافيا والأحياء والكيمياء والمجتمع.
تحب هديل لعب كرة الطائرة بيد أن استحداث مبنى جديد في حوش مدرستها قد أنهى حلمها في اللعب مرة أخرى، وتقول: “تفتقر المدرسة إلى وجود المسرح والموسيقى ونفس الحال ينطبق على معظم المدارس إن لم يكن جميعها”.
**الفصول بدون تهوية**
وعن البيئة الصفية في المدرسة تحدثت إلينا الأستاذة منيرة قاسم - مدرسة مادة اللغة العربية - قائلة: “الازدحام شديد في الفصول وأغلب الفصول بدون تهوية وإضاءة، ويترتب على ذلك عدم قدرة المدرس على متابعة الطلاب وعدم استيعاب الطلبة للدروس”.
**نقص في المدرسين**
جميل سيف
جميل سيف
ثانوية تعز الكبرى القلعة العلمية الشامخة التي رفدت الحياة اليمنية بالكثير من الكفاءات والقدرات والخبرات العلمية في تخصصات شتى تعاني الإهمال، فالكراسي والأبواب والمواسير محطمة فيما الزحام الخانق يتربص بفصولها وتحديدا الصف الثالث الثانوي الذي زرنا بعض شعبه، حيث تقيدت حركة المدرس جراء الحيز الضيق الذي يفصله عن كراسي الصف الأمامي فيما اضطر أحد الطلاب إلى افتراش الأرض عله يلقى معلومة، ناهيك عن سوء نظافة الحمامات التي تهدد صحة الطلاب بأمراض وبائية والتي أرجعها الأستاذ جميل سيف وكيل المدرسة التعليمي إلى عدم وجود عمال النظافة.. وأضاف: “الكل يشتكي من الازدحام، ويوجد لدينا ما بين 70 - 90 طالبا في الفصل الواحد، ولا نستطيع أن نرفض الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة للتسجيل، ونحن ملتزمون بقرار الوزارة بخصوص فترة التسجيل، وبخصوص الصف الثالث الثانوي لدينا عجز في مدرسي الإنجليزي واللغة العربية والكيمياء، إضافة إلى ازدحام الطلاب بما يقارب 90 طالبا في الشعبة”.
**كل شيء محطم**
وفيما يتعلق بالبيئة المدرسية قال: “نحن بحاجة إلى عمال نظافة للحمامات وعددها 36، كما أن المواسير واللمبات والنوافذ والأبواب والكراسي مكسرة ونحن بحاجة إلى ما يقارب 600 كرسي مزدوج، كما أن السبورات مكسرة وتحديدا منذ أيام الامتحانات”.
وعن المشاكل التي تواجهها ثانوية تعز قال: “نعاني من إرسال مدرسين ليسوا في مستوى الثانوية من حيث المعلومة وتحديدا الخريجون الجدد الذين أمضوا ما يقارب العشر سنوات بدون توظيف ولا توجد دورات تنشيطية لهم، كما أن انعدام مجالات التعليم وعدم تنوعها يعد عبئا على التعليم الثانوي، ويؤدي إلى مخرجات كمية غير مؤهلة”.
وتابع: “الأنشطة الثقافية متوفرة لدينا، فلدينا مسرح وتوجد آلات موسيقية ومكتبة كانت تعد مرجعا لجامعة تعز وهي محدثة ويزورها الطلاب بشكل يومي والمعامل شغالة بكل طاقتها، ونستطيع القول إننا المدرسة الوحيدة التي تستخدم كافة طاقتها”.
وأهاب وكيل مدرسة ثانوية تعز بأولياء أمور الطلبة متابعة أبنائهم والتواصل المستمر مع إدارة المدرسة والمختصين للوقوف على مستوى أبنائهم ومدى انضباطهم داخل المدرسة، بحيث لو تم حرمانه من اختبار نهاية العام لا يعاتبون إلا أنفسهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى