قوات التحالف تشن ضربات شبه متواصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا

> دمشق «الأيام» ا.ف.ب/رويترز

> وسع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غاراته الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أمس السبت في اطار موجة غارات “شبه متواصلة” ضد الجهاديين.
واستهدفت الضربات مقاتلي التنظيم المتطرف في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية التي فر منها نحو 160 الف شخص بسبب تقدم مقاتلي التنظيم فيها.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن الهجمات أصابت سبعة أهداف في سوريا من بينها مبنى تابع للتنظيم المتطرف وعربتين عسكريتين عند معبر حدودي في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية المحاصرة.
كما وجه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حمص (وسط سوريا).
ويأتي توسيع واشطن وحلفاؤها العرب لهذه الضربات بعد ان ارسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ما يتيح للطائرات الأميركية التفرغ لحملتها في سوريا.
وانطلقت طائرات من طراز إف/أيه-18 أورنتس وإي.أيه-6 بي برولرز من حاملة الطائرات جورج اتش.دبليو بوش ونفذت مهام فوق العراق في إطار الحملة التي بدأتها الولايات المتحدة في أغسطس الماضي ضد الجماعة.
وقالت مصادر عشائر وشهود إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يغيرون أساليبهم في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية في شمال العراق ويتجنبون التحرك في قوافل ويستخدمون بدلا منها الدراجات النارية ويضعون راياتهم السوداء على منازل المدنيين.
وتحدثت المصادر عن تقليل نقاط التفتيش التي يحرسها متشددو التنظيم مع الحد من استخدام الهواتف المحمولة منذ تكثيف الضربات الجوية وتعهد مزيد من الحلفاء بالانضمام إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة والتي بدأت في اغسطس قائلين ان المتشددين عمدوا إلى الانتشار للحد من الخسائر.
وقال شيخ عشيرة من قرية جنوبي كركوك إن عناصر الدولة الإسلامية تخلوا عن واحد من أكبر مقارهم في القرية عندما سمعوا ان حملة الضربات الجوية ستستهدف منطقتهم.
ووافقت كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا على الانضمام إلى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد التنظيم في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الاكثر تعقيدا في سوريا التي اقام فيها التنظيم مقرات له.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان مقاتلات من طراز تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي كانت تحلق السبت في اجواء العراق في حال الجهوزية لتوجيه ضربات لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الوزارة في بيان إن المقاتلات التي أقلعت من قاعدة اكروتيري في قبرص “تحلق فوق العراق وهي مستعدة لاستخدامها في دور قتالي”.
كذلك، نشرت السلطات البريطانية أمس السبت صورا تظهر مقاتلتي تورنيدو مدججتين بالسلاح تستعدان للاقلاع من اكروتيري قبل بدء المهمة، اضافة إلى طائرة امداد.
وتأتي هذه العملية إثر تبني النواب البريطانيين خلال جلسة طارئة أمس الأول الجمعة مذكرة للحكومة تجيز انضمام بريطانيا إلى التحالف العسكري الدولي الذي يتصدى للدولة الإسلامية بقيادة واشنطن.
وتجيز هذه المذكرة “اللجوء إلى الضربات الجوية” في العراق، لكنها تنص على ان لندن “لن تنشر اي جندي بريطاني في ميادين القتال”.
وافاد مسؤولون بريطانيون ان ست مقاتلات من طراز تورنيدو متمركزة في قبرص تستطيع المشاركة في الغارات. والطائرات المزودة قنابل موجهة باللايزر وصواريخ كانت تقوم حتى الان بمهمات مراقبة.
وأمس السبت، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة لديدكوت في غرب لندن “نحن (في العراق) للمساهمة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية والمساعدة في معالجة المشكلة الناجمة عن هذه المنظمة الارهابية المرعبة”.
واضافة إلى مقاتلات تورنيدو، يملك سلاح الجو الملكي في المنطقة طائرة استطلاع من طراز آر - سي 135 ريفت جوينت ستكثف عملياتها لتحديد اهداف محتملة.
وصرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الجمعة “هناك اهداف متحركة، قوافل لمقاتلين في الدولة الإسلامية نستطيع ان نرصدها عبر مراقبة سنعززها”.
الا ان واشنطن قالت انه لا يمكن هزيمة التنظيم في سوريا باستهدافه بغارات جوية فقط، مؤكدة انها تحتاج إلى تدريب وتسليح نحو 15 الف معارض “معتدل” لهزيمة التنظيم.
وصرح رئيس اركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي ان التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية يتطلب قوة سورية معارضة تضم ما بين 12 و15 الف مقاتل، اي ثلاثة اضعاف عدد المقاتلين الذين يفترض ان تقوم الولايات المتحدة بتدريبهم.
وهذه ثاني مرة يشن فيها التحالف غارات جوية على عين العرب منذ بدء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية فيها. وقالت وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان ان التحالف شن غارات على مشارف المدينة ليل الثلاثاء الاربعاء.
وصرح المسؤول الكردي البارز نواف خليل لوكالة فرانس برس أن الضربات الأخيرة أصابت بلدة علي شار التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية شرق عين العرب ودمرت العديد من دبابات التنظيم.
وقال للوكالة عبر الانترنت “نحن نرحب بكل تاكيد بالتحالف الدولي في القتال ضد الدولة الإسلامية”.
وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الاكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجا حدوديا تحت اعين القوات الامنية التركية التي يبدو انها غضت النظر عن دخولهم.
كما قصف التحالف مدينة الرقة التي يتخذها التنظيم المتشددة مقرا “للخلافة” التي اعلنوها في يونيو الماضي في العراق وسوريا.
وقال المرصد انه سمعت أصوات “31 انفجارا على الاقل في مدينة الرقة ومحيطها”.
وصرح رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية ان “طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية” بعيدا عن خط الجبهة حيث تنتشر القوات السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.
وافاد المرصد ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء الخميس و الجمعة على منشات نفطية في محافظة دير الزور في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق.
كما استهدفت غارات أمس الجمعة مقرا لعمليات الدولة الإسلامية في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشات نفطية بالاضافة إلى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة، بحسب المرصد.
واكد البنتاغون تنفيذ ضربات في سوريا دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور وضربات في العراق في محافظة كركوك وإلى الغرب من بغداد.
واسفرت الضربات الجوية التي بدات في سوريا الثلاثاء عن مقتل 141 مسلحا بينهم 129 اجنبيا وفقا للمرصد الذي لم يكن بوسعه تاكيد ما اذا اوقعت ضربات الأمس قتلى في صفوف الجهاديين. وبين الاجانب 84 ينتمون إلى الدولة الإسلامية.
سياسيا، اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة ان الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف لا تساهم في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم.
وقال كيري في مقال لصحيفة بوسطن غلوب “في هذه الحملة لا يتعلق الامر بمساعدة الرئيس السوري بشار الاسد”.
واكد دبلوماسيون اميركيون هذا الاسبوع ان ادارتهم اختارت “طريقا بديلا” بين التنظيم المتطرف والنظام السوري من خلال قرارها تدريب وتسليح معارضين سوريين معتدلين يقاتلون الطرفين.
وادلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتصريحات لصحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان واشنطن اكدت له ان الضربات في سوريا لن تستهدف نظام دمشق.. وقال العبادي كما نقلت عنه الصحيفة “اجرينا حديثا طويلا مع اصدقائنا الأميركيين واكدوا ان هدفهم في سوريا ليس زعزعة استقرار سوريا” بل “تقليص قدرات” تنظيم الدولة الإسلامية.
من ناحية اخرى دعت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا السبت السلطات اللبنانية إلى التفاوض حول شروط الافراج عن حوإلى 30 جنديا وعنصرا من قوى الامن بعد اعدام ثلاثة منهم.
اكد القائد العام للقوات البرية الايرانية ان بلاده ستهاجم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق اذا اقتربوا من حدودها كما نقلت عنه السبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا).. وقال الجنرال احمد رضا بوردستان “اذا اقتربت جماعة داعش الارهابية من حدودنا سنهاجمها في عمق الاراضي العراقية ولن نسمح لها بالاقتراب من الحدود”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى