> قال القائم بأعمال السفارة الكويتية في صنعاء السيد شكري الشريم عقب مغادرته صنعاء عائدا إلى الكويت إن “ما شهدناه هو سقوط دولة بمؤسساتها الأمنية والمالية والاقتصادية”، وإن “المسلحين الحوثيين يتصرفون في العاصمة، التي هجرها كثير من أهلها، وكأنهم في دولة تابعة لهم”.
وأضاف الشريم في مقابلة أجرتها معه أمس صحيفة (القبس) الكويتية حول الأوضاع في صنعاء قبل مغادرته مع طاقم السفارة مطار صنعاء عائدا
إلى بلاده الخميس الماضي: “ كنا نشاهد على مدار الساعة سيارات تجوب صنعاء وقد جُهّزت بمكبرات للصوت، تدعو الناس، أو من تبقى من السكان، للاحتفال في الساحات بانتصار الثورة وكان المسلحون الحوثيون ينتشرون بكثافة بآلياتهم الغريبة، ويقومون بتصرفات وممارسات مريبة”.
وأضاف في حديثه عن الأوضاع الميدانية: “عشنا لحظات سقوط دولة، الوزارات، البنوك، المؤسسات، كلها سقطت في أيدي جماعة الحوثيين”، وأضاف: انعدم الأمن فآثرت الكويت اجلاءنا، ومستعدون لنكون أول العائدين في حال عادت الأوضاع الى طبيعتها.
ووصف الدبلوماسي الكويتي الاوضاع في صنعاء عند مغادرته قائلا :”في طريق المغادرة نحو مطار صنعاء صادفتنا عدة نقاط تفتيش للحوثيين، وتم توقيفنا والسؤال عن هويتنا، على الرغم من ان الوفد كان يسير وامامه دورية امن.
وعند أحد الحواجز طلب منا الركون الى جانب الطريق، وقاموا بتفتيش الحقائب والسيارة، فأبلغت الدورية الحاجز الحوثي بان السيارة تخص القائم بالأعمال الكويتي، فأجابه العنصر الحوثي: ما يهمني.. افتح السيارة.
وبعد تفتيش السيارة كان واضحاً بانه يشعر بقلق، وانه يبحث عن اشخاص مطلوبين للحوثيين، وبعدها خاطبنا بالقول: توكلوا على الله.
وتابع الدبلوماسي الكويتي حديثه بالقول :”بمجرد وصولنا الى مطار صنعاء كانت الفوضى العارمة، المسافرون من كل الجنسيات يتذمرون من مضايقات الحوثيين وممارساتهم التي لا تمت للقوانين الدولية بأي صلة، فقد دخل المسلحون الحوثيون طائرة «فلاي دبي» وبدؤوا بتفتيشها بطريقة همجية، وعندما خاطبهم قائد الطائرة بأن فلاي دبي تعتبر أرضاً إماراتية لا يجوز الدخول إليها، كان الرد: «مو شغلك».
وقال الشريم :”لا يوجد ما يشجع على ان الأمور قد تتحسن في ظل النسيج الاجتماعي والطائفي والقبلي المتداخل في اليمن، فالمعادلة صعبة، اليمن رقم صعب في المنطقة، وما يجري من أحداث متسارعة فيه لا يمكن التنبؤ إلا بأسوأ الاحتمالات.