في رسالة وجهها علي هيثم الغريب إلى حسن باعوم لتغليب روح الاخوة الجنوبية واستيعاب الجنوبيين بعضهم البعض:المجموعة التي شاركت بالحوار الوطني ثم انسحبت لم تلغ هدفها باستعادة الدولة

> عدن «الأيام» خاص

> وجه رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الأخ علي هيثم الغريب رسالة أمس الأول عبر “الأيام” إلى رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي الأخ حسن أحمد باعوم، وفيما يلي نصها: “أخي في النضال التحرري الجنوبي وزميلي في السجون ومحاكم الاحتلال اليمني، الزعيم حسن أحمد باعوم، رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، حفظكم الله وأبقاك
بعد السلام والتحية.. نظرا لتخلفي عن حضور الاجتماع الثاني (الأول كان تشاوريا) لهيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك لأسباب مرضية، فإنني أرفع إليكم وإلى الحاضرين هذه الرسالة حيث أناشدك فيها
أن تدعو كافة المكونات التي اجتهدت بإطلاق مبادراتها الوطنية “تعالوا إلى كلمة سواء”.
قال رسول الله (ص) وهو يعيش قمة صراعه مع قريش (الكفار حينذاك): “لو دعتني قريش لحلف ومعاهدة تحقن فيه الدماء ويمنع الاعتداء لأجبتهم إليه”.. فلا توجد مواجهة بين الرسول والمشركين إلا وكان أصحابه يدعوه للمواجهة وهو يختار التفاوض والتفاهم والتوافق.
ونحن وفي ظل الأحداث المتفاقمة والجارية في اليمن وفي الجنوب، وفي ضوء التباينات المحزنة بين بعض المكونات وشطط بعض قياداتها، والجهل الذي تختزنه بعض العقول، نناشدك أن تدعو المناضلين الصادقين إلى الجلوس على طاولة جنوبية واحدة للتشاور والتفاهم والتوافق.
أخي في النضال الوطني الزعيم باعوم.. إن الشعب الجنوبي عطش لوحدة الصف وإلى الشراكة الوطنية بين كافة فرقاء العمل التحرري وإلى تحقيق حلم الشهداء والجرحى والمعتقلين، ولكن بالتشاور والتعايش والتفاهم وليس بالتطرف والإقصاء والبحث عن المنطقة المشتركة بين مكونات الحراك الجنوبي السلمي (اللجنة التحضيرية التوافقية للمؤتمر الجنوبي الجامع، دعوة مؤتمر شعب الجنوب لتشكيل مجلس إنقاذ ودعوة ٣٣ ، ودعوة الائتلاف الشبابي) ... نأمل أن تناديهم جميعا إلى الاتفاق والبعد عن الخلاف والصراع المدمر، فعلينا اليوم أن نستوعب بعضنا البعض ونغلب روح الإخوة الجنوبية ونعزز مبدأ التسامح والتصالح والتضامن.
أخي في النضال الزعيم باعوم.. أنت تعلم كيف تفرقت بنا السبل، وكيف فسر البعض الوصول إلى الاستقلال! ، هناك من ضخم التباين بين الجنوبيين وحوله إلى خلاف، وهناك من خون وأقصى واعتبر ذلك جزءا من النضال (لا يمكن - حسب قولهم -أن تكون ثوريا ما لم تقصِ أخاك المختلف معك هو كيفية الوصول إلى الاستقلال)!! ، ولكن الحقيقة المرة هي عدم الفهم، كيف؟، إن المجموعة التي شاركت بما يسمى بالحوار الوطني اليمني ، ثم انسحبت ، لم تطلب إلغاء هدفها استعادة الدولة، ولكنها ذهبت وهي تحمل هذا الهدف، وهي تؤمن أن هذا الهدف ممكن يتحقق عبر فيدرالية ثنائية مزمنة أو تقرير المصير، ونحن تمسكنا بهدفنا التحرير والاستقلال، فما الضير في ذلك؟!، ولماذا نحن نحسب أنفسنا وطنيين وهم خونة ؟.
إذن اليوم علينا أن نستفيد من تلك العملية، ونقر لجنة من ذوي الكفاءات القانونية لتنسيق مواقفنا مع المجتمع الدولي، لأننا نعلم جيدا أن الحوار لا يمكن أن يكون بديلا للتفاوض الرسمي بين ممثلي الجنوب وممثلي اليمن، ولن يحصل إلا على يد لجنة وطنية متخصصة، لجنة مؤلفة من كفاءات قانونية يؤمل فيهم الحرص على القضية الجنـوبـيـة، و أن يكون لها في حركة الاستقلال يدا ونضالا وفضلا عظيما حتى نضعها في حدقات أعيننا.
الزعيم حسن أحمد باعوم.. واليوم علينا أن نغير هذا الخطاب الجاهلي، علينا أن نغير هذه العقلية (وإن كان أصحابها بعدد الأصابع، إلا أن فعلهم كفعل الشياطين) قبل الدعوة إلى تغيير القيادة حتى أوجد هذا الخطاب مجموعة عمياء تنظر إلى الشرفاء بحذر غير مطمئن، ولا تقدر الظروف التي تجبر البعض على تسامحهم، سماحهم كان نتيجة حب الحرية التي ضحوا من أجلها ولا يمكن أن يستبدلوها بالعنف، وإن التشدد هو الذي جر الجنوب إلى ألف قتال وقتال، وأدى إلى أفحش الأضرار بالجنوب فوق ذلك أننا في تسامحنا خشينا أن يرتمي هؤلاء في أحضان الاحتلال اليمني فتكون الطامة أكبر وأعم. هؤلاء يخونون من يختلفون معهم بالرأي فقط، بل يخونون من له علاقة بهم.
لهذا قررنا إن الجلوس مع هؤلاء (الخونة الجنوبيين) المذكورين أعلاه حسب قول المتطرفين أملا في إصلاح بعض ما تجاوزه نتيجة تبنيهم خيارات غير خيارات الشعب الجنوبي، هذا من جهة ومن جهة أخرى، وأملا في إصلاح ما أفسده المتطرفون الذين يحملون نفس شعارات وأهداف الشعب الجنوبي ولكن لكي يخلقوا الطغيان من جديد في الجنوب، رغم علمنا بمطامع هؤلاء الشخصية.
هنا أنا أخاطب ضمائر أبناء الجنوب، وأقول لهم: إننا أمام احتلال انتقامي وعدواني إذا نجونا منه نجونا جميعا وإذا تعارضنا في كيفية طرده سيظل محتلا لوطننا، فعلينا الاعتراف أنه لا فرق بين أي واحد والآخر في الوطنية.
ختاما .. إنكم الأفضل الأجدر والأصدق في تبني جميع المبادرات والتفاهم حولها ومن ثم التوافق والانطلاق بوسائل تحررية جديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى