هــشاشــة الــعظــام مـرض يـكـسر عظم الـرجـال والنساء

> د.عبد الناصر الوالي

>
د.عبد الناصر الوالي
د.عبد الناصر الوالي
العظم هو نسيج حي مؤلف في معظمه من الكولاجين، وهو البروتين الذي يشكل الهيكل اللين للعظم، ومن فوسفات الكالسيوم، وهو مركّب معدني يمنح هذا الهيكل صلابته المعروفة. وهشاشة العظام مرض لا يشعر به المريض إلا بعد أن يتخلخل عظمه، وربما يصاب بكسر من أبسط جهد يقوم به، إلا أنه يمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق التغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين “دي”، اللذين يلعبان دورا مهما في بناء العظام، إلى جانب المواظبة على ممارسة الرياضة.‬
ولمزيد من المعلومات والتوضيح حول هشاشة العظام التقت «الأيام» بالدكتور عبد الناصر الوالي ـ اختصاصي عظام، والذي بدوره أوضح بالقول: “هشاشة العظام مصطلح طبي، ويعني به الأطباء نقص كمية الكالسيوم في العظام بحيث يصبح العظم في خطر من إمكانية أن ينكسر من إصابات صغيرة عادة لا تؤدي إلى كسور، كما أن هذا المرض في العادة يصيب كبار السن من كلا الجنسين بعد سن الخمسين، لا سيما النساء بعد انقطاع الطمث (الدوره الشهرية)”.
ويوضح الوالي أن “المعدل الطبيعي لفقدان الكالسيوم من العظام عند الإنسان قبل سن الخمسين هو 0.3 % في السنة ويرتفع إلى 3 % في العشر السنوات التي تلي انقطاع الطمث عند النساء، وبعد سن الستين عند الرجال”.
وعن أعراض هشاشة العظم لدى المريض قال: “عادة يشكو المصاب بهذا المرض من الخمول وألم أسفل الظهر، وقد يتعرض الظهر لانحناء (تقوس) تدريجي، وتظهر الأشعة وجهاز فحص الكثافة للعظام علامات نقص الكالسيوم”.
وعن ما إذا كان يشكل هذا المرض خطراً على المريض، وهل من علاج له أجاب د.الوالي بالقول: “لا يشكل هذا المرض خطرا، ولكن في حالة تشخيص المرض فإن الطبيب والمريض بحاجة إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات للوقاية حتى لا يتعرض المريض لكسور محتملة من إصابات غير متوقعة، أما فيما يخص العلاجات الخاصة بهذا المرض فهي كثيرة ومتوفرة في الوقت الحالي، وتشمل أدوية تعويض الكالسيوم وهرمونات منظمة ومساعدة على عدم انحلال الكالسيوم من العظام بسرعة أكثر من الطبيعي، وجميعها متوفرة وتحت تصرف الأطباء الذين يستطيعون الاستعانة بها عند الضرورة ولكل مريض على حدة”.
وعن الوقاية من الإصابة بهشاشة العظم يقول: “الوقاية تتمثل أولا في تحديد الناس الأكثر عرضة لهذا المرض، وقد وجد أن بعض الأثنيه تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وعلى سبيل المثال (الأثنيه القوقازية) والمرضى الذين لهم تاريخ عائلي لهذا المرض، أي أن أحد الأقارب مصاب بهذا المرض، وتتعرض النساء اللاتي تنقطع الدورة الشهرية لديهن مبكرا أو تعرضن لعمليات استئصال المبايض أو الرحم للإصابة أكثر من غيرهن، والأفراد (النحاف) جدا الذين يعانون من سوء التغذية المزمن هم الأكثر إصابة بهذا المرض، وقد وجد أيضا أن المدخنين والذين يتعاطون الكحول وكذلك الذين يعيشون حياة خاملة ولا يمارسون أي نشاط حركي أو رياضي يعانون أكثر من الإصابة بهذا المرض، فإذا كان المرء واحدا من هذه الفئات فإن عليه مراجعة الطبيب، بالذات إذا كان في عمر يقترب من الخمسين، وعلى الطبيب في هذه الحالة أن يعمل كل ما يلزم للتأكد أولا أن هناك هشاشة في العظام وثانياً ليس هناك أي سبب آخر للهشاشة، ثم يناقش مع المريض إجراءات الوقاية وأن يبدأ العلاج إذا لزم الأمر.
إن على الطبيب البحث جيداً في كل حالة عن احتمال وجود أسباب أخرى لهشاشة العظام وهي أسباب لها علاقة بأمراض التغذية وامتصاصها في الأمعاء أو الالتهابات المزمنة مثل الروماتيزم والسل أو الاستخدام المفرط والمزمن لبعض الأدوية مثل الكرتيزون وبعض الأدوية الأخرى وكذلك تعاطي الكحول وأمراض الغدد الهرمونية والأورام السرطانية وأمراض الرئة وبعض الأمراض الوراثية، وعليه فإن الطبيب يجب عليه أولا التأكد من عدم وجود أحد هذه الأسباب التي بحد ذاتها تحتاج إلى علاج قبل أن يبدأ بعلاج مرض الهشاشة نفسه”.
وفي ختام هذا اللقاء يقول أ.د.عبدالناصر الوالي: “نحن كأطباء نرى أن أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض هو الغذاء المتوازن، وننصح أن يحتوي الغذاء على الكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته والبطاطا المقلية والموز والتمر والعسل والخضار والفواكه بشكل عام، كما أن ممارسة الرياضة أمر حيوي جدا للجميع، ولو في أبسط صورها كالمشي لعدة دقائق كل يوم في الهواء الطلق أو استخدام جهاز رياضي إن تعذر ذلك أو حتى أبسط التمارين السويدية في المنزل.. إن هذه التمارين على بساطتها مع وجود تغذية متوازنة لها أبلغ الأثر في الوقاية من مرض هشاشة العظام”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى