أكثر من 12 محلا تجاريا احترقت في مدينة الشيخ عثمان بعدن.. مالكو المحلات التجارية: الحريق لم يكن بسبب الكهرباء بل بفعل فاعل

> استطلاع / أيمن محمود السالمي

> لا يزال الغموض يلف احتراق أكثر من 12 محلاً تجارياً في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك بمديرية الشيخ عثمان محافظة عدن. ففي الوقت الذي تناولت فيه وسائل إعلام عدة بأن الحريق حدث نتيجة تماس كهربائي يؤكد مالكو هذه المتاجر أن الحريق حدث بفعل فاعل، مطالبين في الوقت نفسه الجهات ذات العلاقة بالقيام بواجبها وتقصي الحقيقة للقبض على المتسببين به لمحاسبتهم، وتعويض أصحاب المحلات عما لحق بهم من أضرار مادية تقدر بمئات الملايين.

وأنت مارٌّ في أحد شوارع مديرية الشيخ عثمان بعدن وتحديدا جوار مسجد (النور) بالقرب من الحديقة ستجد أمامك عددا من المحلات التجارية قد احترقت بما فيها من بضائع، كما ستجد بجوارها أناسا لا ترى في وجوههم سوى ملامح الحزن والحيرة، إنهم مالكو تلك المحلات الذين أضحوا بين عشية وضحاها لا يملكون شيئاً يعولون به أسرهم.. منصور سعيد صالح الشمي، أحد الأشخاص الذين تعرضت محلاتهم التجارية للاحتراق عبر عن مأساته بالقول: “عند نشوب الحريق في المحلات التجارية كنت حينها في البلاد، وكان في المحل ولدي وولد أخي”، ويضيف: “الحريق حدث وفق خطة مدبرة للاستيلاء على الحديقة وبيعها لأحد المستثمرين، بعكس ما هو شائع ومتداول بين الناس بأن الحريق ناتج عن تماس كهربائي”.
ويوضح الشمي: “لو كان من تماس كهربائي ـ كما يقول الكثير ـ لوقع خلل في المكان الذي وصلنا منه الكهرباء، ولكن الحريق أتى من تحت وكل الأسلاك الكهربائية في الأعلى وليست مرمية على الأرض، ولهذا نوضح لبعض الصحف التي نقلت وقت اندلاع الحريق أن السبب تماس كهربائي بأن ما تناقلته غير صحيح، والصحيح أن اندلاع الحريق كان بفعل فاعل”.
مواطنون يهرعون لإخماد الحريق والدفاع المدني غائب
مواطنون يهرعون لإخماد الحريق والدفاع المدني غائب
وقدر الشمي بضاعته التي احترقت بـ 8 ملايين وخمسمائة ألف ريال، فضلاً عن احتراق مبلغ يقارب الـ250 ألف ريال مع احتراق ذهب بـ60 ألفا.. مناشداً في ختام حديثه الجهات المتخصصة القيام بواجبها في متابعة الجريمة وتقصي الحقيقة وكذا تعويضهم عن الخسائر المادية التي لحقت بهم جراء هذا الحريق.
**ثلاثة مسلحين هم من أحرقوا متاجرنا**
ما إن أطل عيد الأضحى المبارك حتى بدأت أسواق محافظة عدن بالاكتظاظ بآلاف المتسوقين، ومن أكثر هذه الأسواق اكتظاظاً بالمتسوقين سوق (الشيخ عثمان)، إذ يعد أكبر أسواق المحافظة احتضاناً للمحلات التجارية، والأكشاك والبسطات تغطي كل شوارعه الرئيسة، معظمها خصص لبيع الملابس.
محمد هزاع إبراهيم، أحد التجار المتضررين قال عن الواقعة: “الحريق لم يكن تماسا كهربائيا بل كان نتيجة فعل فاعل، فأحد الزملاء الذين كانوا متواجدين أثناء الحريق يؤكد تواجد ثلاثة مسلحين في المكان وأن أحدهم قام بإشعال الحريق في حين قام الآخران بحمايته، وأنهم كانوا يستقلون سيارة (صالون)”.
وعما لحق به من خسائر مالية قال إبراهيم: “تقدر بضاعتي التي احترقت بـ150 مليون ريال فضلاً عن الفلوس التي احترقت والمقدرة بـ50 ألف ريال”.

ويواصل: “البضاعة كلها طرود (جملة) ونعمل هنا منذ العام 2011م ليلا ونهارا دون أية مضايقات أو مطاردات”. ويستطرد بالقول: “ولكن هناك جهتين هما من كانتا تضايقنا باستمرار وهدفهما من ذلك بيع الحديقة لمستثمر”.
من جهته تحدث خالد أحمد علي الإدريسي أحد المتضررين بالقول: “احترق محلي بالكامل، ولهذا أناشد كل الجهات المعنية الوقوف إلى جانبنا وتعويضنا عما لحق بنا من خسائر.. انتهى كل ما نملكه ونعيل به أسرنا”.
**احتراق أكثر من 12 محلا**
العيد لم يكن عيداً بالنسبة لهؤلاء التجار، أكثر من 12 محلا تجاريا احترقت بما فيها، لقد كان ملاكها يؤملون بقضاء فرحة العيد ككل عام بين أهليهم وأحبتهم، غير أنهم لم يتوقعوا بأن هناك أمرا عظيما ينتظرهم ولم يكن في الحسبان.
أحمد سعيد حميد، أحد من احترقت محلاتهم التجارية عبر عن مأساته بالقول: “عندما أخبرني أحد أولادي بأن محلي احترق لم أصدق في بادئ الأمر، ولكن كرر ولدي عليّ خبر احتراق المحل بالكامل، عندها انصدمت وانتزعت مني فرحة العيد، كيف لا، وهو المحل الوحيد الذي أملكه”.

وأشار حميد إلى أن وراء احتراق محلاتهم التجارية مستثمر الحديقة ومساعديه من السلطة المحلية بالمديرية، ويضيف: “عندما وقع الحريق مباشرة أتت الجرافات وعملت على تسوية المكان وهذا خير دليل على أن الحريق ليس بسبب الكهرباء وإنما دبره أشخاص لديهم سلطة ونفوذ، ثم كيف سيحدث هذا التماس ومحلي موصل إليه الكهرباء من أحد الدكاكين التي لم يلحق بها الضرر مطلقا، ولو كان الأمر كما قيل بأنه تماس كهربائي لتضرر ذلك المحل أيضاً”.
ويختم بالقول: “أكثر بضاعتي مازالت دينا علي وتتجاوز الـ6 ملايين ريال، ولهذا نناشد كل الجهات المتخصصة في مقدمتهم محافظ عدن تعويضنا وكشف الحقيقة”.
بينما هم في أجواء الفرحة هائمين تلقوا اتصالات من أقاربهم وأولادهم الملازمين في محلاتهم التجارية تخبرهم أن ألسنة اللهب قد أحرقت المحلات وأحرقت أحلامهم معها ومزقت قلوبهم، حينها انتفض من يملك محلا ومن بين أسرته متجها صوب عدن لتقصي الحقيقة والفاعل الذي قام بإحراق المحلات التجارية التي تعتبر المصدر الوحيد بعد الله تعالى لرزقهم، فالنار أكلت مالهم وقلوبهم وضيعت آمالاهم ورصدت الديون على ظهورهم.
بهذه الكلمات تجدهم يتحدثون: من يسدد الدين الذي علينا، فالنار لم تبق شيئا، كل شيء صار رمادا، وانتهت كل البضائع خلال ساعة أو أقل من ذلك. وهم يطالبون كل الجهات في عدن بالنظر إليهم ووضع الحلول وإخراجهم من هذه المشكلة التي كان وراءها أشخاص، هم من دمر مستقبلهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى