الــجنــوب يــنتــفــض مــن أجــل الــحـســم

> رصد / وليد الحيمدي

> (مليونية الحسم) هي التسمية التي أطلقها الثوار الجنوبيون لاسم فعاليتهم بمناسبة ثورتهم الأكتوبرية والتي سيحتفلون بها اليوم في ساحة الحرية (العروض) بخور مكسر في العاصمة عدن.
مليونية ألمح فيها الثور الذين احتشدوا لإحيائها من عموم مديريات وبلدات الجنوب إلى أنها ستكون الحاسمة لثورتهم العادلة، في إشارة إلى اضطرابات الوضع في صنعاء والتي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك للمجتمعين الإقليمي والدولي استحالة بناء الدولة المدنية واستمرار الوحدة بعد أن بات الحل الأنسب للشعبين هو العودة إلى ما قبل مايو 90م.
حشود جماهير كبير في ساحة العروض
حشود جماهير كبير في ساحة العروض

مواكب الثورة الجنوبية تتقاطر من كل مديريات ومدن الجنوب منذ أمس إلى عدن للمشاركة في الثورة الأكتوبرية بذكراها الـ51 بمليونية الحسم الثوري، وذلك للتعبير عن الإنجازات التي حققها الآباء والأجداد وكذا للتعبير عن تطلعات الأبناء في استعادة الدولة التي يناضلون من أجلها منذ انطلاق الحراك الجنوبي في 7/7/ 2007م.. وعن هذه المناسبة ومدى المشاركة والتفاعل قال علاء الحشري (وهو أحد المشاركين بالفعالية): “لقد أثبت الجنوبيون مدى حبهم لوطنهم وتماسك وحدتهم من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، كما أثبتوا للعالم مدى مدنيتهم وحضارتهم خلال مسيرتهم الثورية التي عبروا عنها باثنتي عشرة مليونية وغيرها من الفعاليات السلمية في مختلف مراحل نضالهم الثوري، وكذا تجسيدهم الحقيقي للتصالح والتسامح الذين دفنوا على إثره صراعات الماضي، والتطلع الصادق صوب استعادة دولتهم المدنية التي سيحكمها النظام والقانون”.
وأضاف: “لقد كانت بداية انطلاق الحراك الجنوبي في بدايته صعبة وخطيرة كالقمع العسكري والقتل للنشطاء والثائرين والاعتقال، وغير ذلك من السلوكيات والممارسات التي انتهجتها السلطة في صنعاء، بغرض القمع وإسكات صوت الحق المطالب باستعادة الدولة”.
ويستطرد بالقول: “ولكن بفضل إصرار أبناء شعب الجنوب الأوفياء لقضية شعبهم استطاعوا أن يتجاوزوا تلك الصعوبات لثبتوا عدالة قضيتهم وأن يوصلوها إلى المجتمعين الإقليمي والدولي”.
واختتم الحشري بالقول: “يجب أن تكون هذه المليونية هي الحاسمة وذلك بتحويل احتفاليتها إلى اعتصامات في الساحات لا ترفع إلا باستعادة الدولة”.
**سنوصل قضيتنا رغم التعتيم**
الجنوبيون يصطفون لاستعادة دولتهم
الجنوبيون يصطفون لاستعادة دولتهم

المواطن فرحان أحمد محمد اليافعي، قال عن هذه المليونية: “يجب على شعب الجنوب في هذه المليونية أن يوصل صوته إلى العالم بأسره من خلال ما ستقدمه من رسائل قوية تعبر عن مدى قوة شعب الجنوب التواق للحرية بأكثر من وسيلة وألا يبالي بالتعتيم الإعلامي الممارس ضد قضيته من قبل الكثير من الوسائل الإعلامية التي تستقي أخبارها ومعلوماتها من مراسلين لا يلتزمون المهنية ويخدمون مصالح أشخاص وقيادات في صنعاء”، وأضاف اليافعي: “لم يكتف أصحاب قوى النفوذ والقبيلة في صنعاء والإعلام التابع له بتجاهل مليونيات الثوار الجنوبيين وتشويه نضالهم السلمي بنقل المعلومات المفبركة والمغلوطة عنه، بل سخرت أموال وثروات الجنوب الطائلة ضده، فضلاً عن القتل والقمع والاعتقال، هذه الأساليب وغيرها لم تعق الجنوبيين وتثنيهم عن مواصلة نضالهم بل زادتهم صلابة وقوة وإصراراً نحو تحقيق الهدف المنشود”.
وطالب اليافعي جميع قادة شعب الجنوب وثواره بتوحيد الصف ودعم الثورة بكل الوسائل ليتمكن أبناء الجنوب من تجاوز الصعاب والمعوقات التي تحاك ضد ثورته وذلك للانتصار لها وتحقيق الهدف المنشود الذي يناضل من أجله شعب الجنوب والمتمثل في استعادة الدولة.
**المليونية نقطة تحول**

من جهته تمنى سعيد أحمد ناصر ـ وهو أحد المشاركين في مليونية الحسم بساحة العروض في خورمكسر بالعاصمة عدن ـ أن “هذه المليونية (مليونية الحسم) تشكل نقطة تحول جذري في العمل الثوري السلمي في إطار مسار الثورة نحو تحقيق المصير المنشود والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية”، كما تمنى ناصر من أبناء الجنوب أن “يستشعروا خطورة المرحلة التي تمر بها ثورتهم لا سيما في المرحلة الحالية”، مطالباً في الوقت ذاته أبناء الجنوب ممن لا يزالون في صنعاء بالوقوف إلى جانب تطلعات شعبهم الثائر.
ودعا ناصر في سياق حديثه عن مليونية الحسم قيادات الخارج إلى “توحيد صفها وتحمل مسئوليتها كاملة ليتمكن الشعب الجنوبي من تحقيق أهداف ثورته في القريب العاجل”، كما دعاهم إلى اقتناص الفرصة والاستفادة من العوامل الداخلية والخارجية المستجدة وترجمتها على أرض الواقع بما يخدم القضية الجنوبية العادلة”.
**سنحتفل للمطالبة بالانفصال**
بدوره أشاد الأخ منير أحمد علي اليافعي “بكل أبناء شعب الحنوب ونضاله السلمي والذي سيحيي هذه المليونية أو الذكرى العظيمة للتعبير عن الرصيد النضالي الذي قام به أبطال الثورة الأكتوبرية، وكذا للتعبير عن تطلعاته المنشودة والمتمثلة في استعادة الدولة”.

وأضاف: “إن أبناء الجنوب في هذه الفعالية سيعبرون عن مطلب ثورتهم الأول الذين يناضلون من أجله وهو المطالبة بالانفصال عن الشمال”، واختتم: “الجنوبيون لديهم مبادئهم وزخمهم الثوري الذي لا يمكن أن يتخلوا عنه كون قضيتهم واضحة”.
**نحتشد لاستعادة وطن**
بدوره منذر عبدالله جبل عبر عن هذه الاحتفالية بالقول: “إن مبدأ الحرية والكرامة لغة يجيدها البعض والبعض الآخر يميتها في نفوس المجتمع لسبب أن الحرية لديه خافتة شيئاً ما، الحرية التي نبحث عنها اليوم هي تحرير وطن مغتصب وتحرير شعب افتقد الحرية منذ حرب صيف 94م”. ويضيف: “الحرية هي التي فجرت الثورات ومنها ثورة 14 أكتوبر عندما أبى شعب الجنوب أن يكون تحت ظل احتلال بريطاني فانفجرت تلك الثورة بإيمان وعزيمة تزلزل الجبال وأجبرت الإمبراطورية العظمى التي لاتغيب عنها الشمس على الرحيل وترك أرض الجنوب الشريفة للجنوبيين برغم احتلالها ومكوثها على الأرض 129 عاماً، وهي فترة ليست بالقليلة، الآن ونحن نحتفل بالذكرى الـ51 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيد نشاهد الحماس الجنوبي يزداد يوماً بعد يوم لاستقبال هذه الذكرى التي ستكون انطلاقة أيضاً نحو الهدف المنشود لاستعادة دولة الجنوب”.
ويواصل بالقول: “هذه هي الفرصة الوحيدة للشعب الجنوبي لاستعادة كرامته وهويته التي سلبت منه على مدى عقدين من الزمن، وها نحن اليوم نتوافد لنحتفل بعيد ثورة 14 أكتوبر المجيدة لنثبت للعالم من خلالها أننا شعب انتزعت منه حريته وهويته بالقوة فلا بد أن يستعيدها بالقوة كما يجب أن نحمي وطننا الغالي لنتمكن من العيش فيه بسلام”. ويختم جبل حديثه بالقول: “إذا أراد الشعب الجنوبي أن يعيد هويته وكرامته فلابد أن تكون هذه الذكرى انطلاقاً لاستعادة دولة الجنوب، فإما أن نعيش أحراراً أو نموت شهداء في سبيل الوطن، فهذه هي الحرية التي يبحث عنها كل أبناء الشعب الجنوبي”.
ويرى محللون سياسيون أن فرص الانفصال عن شمال اليمن أصبحت ممكنة جداً، خاصة بعد سيطرة جماعة الحوثي (أنصار الله) على العاصمة صنعاء، وفي ظل ضعف واضح في أجهزة الدولة التي غدت مهددة بالانهيار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى