قصر دار الحجر وحديقـة الأنـدلـس مـن الـسـلطنـة إلـى الـثورة.. وضع مـزرٍ وحـقـائـق مـخيفـة

> تقرير / هشام عطيري

> يعد قصر دار الحجر وحديقة الأندلس من أشهر المعالم التي تشتهر بها مدينة الحوطة بمحافظة لحج، إذ يعود تاريخ بناء القصر إلى عهد السلطنة العبدلية، الأمر الذي جعله من أبرز القصور التاريخية في المحافظة، وبجانب هذا القصر العريق، كانت تقع حديقة الأندلس التي اشتهرت بجمال مناظرها الخلابة وأشجارها الخضراء وكذا روعة وجمالية التحف الفنية المختلفة التي كانت تحتويها، الأمر الذي جعلها قبلة للزائرين من مختلف محافظات البلاد، وكذا السياح الذين يضعون هذا القصر والحديقة من أول مقاصدهم السياحية في هذه المحافظة.
**مؤامرة على التاريخ**
القصور العبدلية
القصور العبدلية

إن ما تعرض ومازال يتعرض له قصر دار الحجر وحديقة الأندلس يعد مؤامرة تهدف إلى القضاء على تاريخ لحج وتراثه المجيد، لاسيما وأن هذا القصر قد بات آيلا للسقوط في ظل تجاهل الجهات المختصة.
متخصصون في هذا المجال حملوا أبناء المدينة والمسئولين فيها المسئولية منذ الاستقلال الأول حتى المرحلة الحالية.
ووفقاً لمختصين فقد تحول القصر بعد الاستقلال عام 67م إلى إدارات لعديد من الجهات الحكومية استمرت لعقود قبل أن تنتقل إدارتها إلى مواقع أخرى قبل سنوات، ولكن في هذه الفترة من زمن الثورة قضي على كل شيء جميل وتاريخي في هذه المنطقة من خلال انتهاج سياسة السلب والنهب والذي طال العديد من محتوياته المهمة تعود لزمن السلطنة.
**عدم المحافظة**
عدد من المثقفين أعادوا ما تعرض له تاريخ لحج من إهمال وتجاهل إلى عدم اهتمام قيادة المحافظة وأبنائها بما تحتويه محافظة لحج من إرث تاريخي عريق على غرار ما هو متبع في محافظة حضرموت والتي بذلت قصارى جهدها للمحافظة على ما تحتوية من كنوز تاريخية وحمايتها من أعمال العبث والتخريب الممنهج.
**ترميمات لم تتم**
جانب من الحديقة والقصر
جانب من الحديقة والقصر

شكلت السلطة المحلية في المحافظة العديد من اللجان للنزول إلى القصر وذلك لوضع تصور لإعادة ترميمه وتأهيلة غير أن تلك اللجنة لم تؤت ثمارها حتى اللحظة رغم مرور عدد من السنوات.
وضع هذا القصر في حالة يرثى لها لاسيما بعد أن استولى عدد من المواطنين حالياً على بعض أجزائه وقاموا بتحويلها إلى مساكن خاصة، مستغلين في ذلك ذريعة عدم امتلاكهم لمنازل، مع الاستمرار في البناء داخله بمواد حديثة كالبلوك (البردين) وهو ما زاد من تشويه معالم القصر التاريخية والذي ما يزال محتفظاً بكثير من معالمه في بعض أجزائه كالجزء الذي تقع فيه مكاتب الإذاعة واتحاد الأدباء.
إن أعمال الفوضى والعبث لن تتوقف عند هذا الحد، الأمر الذي يتطلب من النشطاء والعاملين في منظمات المجتمع المدني في المحافظة العمل الجاد للتصدي لها ونشر التوعية بين أوساط المجتمع بأهمية المحافظة على مثل هذه المعالم التاريخية التي تشتهر بها المحافظة.
**حديقة غناء .. مكب للنفايات**
حديقة الأندلس كما تبدو حاليا
حديقة الأندلس كما تبدو حاليا

معلم حديقة الأندلس هو الآخر تعرض للهدم والتخريب ولم يتبق منه شيء يدل عليه سوى بعض الأعمدة بعد أن كان معلم هذه الحديقة يعتبر من أهم المواقع السياحية التي تتميز بالأشجار الكثيفة والأشكال المختلفة التي تزين الحديقة، غير أن هذا الجمال تم طمسه والقضاء عليه، وذلك بعد أن تحولت إلى مكب للنفايات.
هذا إلى مع جانب التهديدات المستمرة من قبل عدد من أهالي المدينة بالبسط على مساحتها وذلك للبناء عليها في تجاهل كبير للقيمة التاريخية والأثرية التي تمثلها هذه الحديقة، مستغلين في ذلك غياب الجهات المختصة وعدم القيام بواجبها بالمحافظة على هذه المعالم من التخريب والطمس والإهمال. ولولا الجهود التي يبذلها الخيرون من أبناء المحافظة للحفاظ عليها لكان قد طال هذه الحديقة الكثير من أعمال التخريب والبسط.
**تـأهـيل**
وفي خطوة لتأهيل الحديقة والاهتمام بها قامت السلطة المحلية قبل عام بوضع الحجر الأساس، إلا أن هذا التأهيل لم يتم ولا تزال الحديقة حتى اليوم مكبا للنفايات.
على الرغم مما يبذله الخيرون من جهود في سبيل الحفاظ على هذه المعالم التاريخية التي تشتهر بها المحافظة، إلا أن الخطر مازال يهدد هذه المعالم إن لم يقف الجميع للحفاظ على ما تبقى منها من الاندثار والنهب والسلب.
لقد عانت لحج الكثير من التشويه والطمس والتخريب في مختلف المجالات، فهل ستجد هذه المحافظة حالياً من يعمل على المحافظة على ما تبقى من معالمها؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى