> عقب مليونية حاشدة نظمت أمس الأول أعلن ثوار الجنوب في أولى ساعات فجر أمس في ساحة الحرية بخورمكسر بعدن بدء الاعتصام المفتوح حتى الثلاثين من نوفمبر وسط إصرار من حشود الجنوبيين على البقاء في الساحة وعدم مغادرته حتى انبلاج فجر الدولة الجنوبية الجديدة، حد تأكيدهم.
عشرات الخيام نصبت في الساحة، واللجان التحضيرية للاعتصام شرعت بمهام إدارة الاعتصام وتلبية احتياجات المعتصمين من خلال التواصل مع القيادات والشخصيات الجنوبية وأبناء الجنوب والذين بادروا في إيصال المساعدات الغذائية إلى مخيم الاعتصام.
مشهد ثوري غير مسبوق ارتسم أمس في ساحة الحرية بخورمكسر بتوافد الآلاف من الجنوبيين واحتشادهم في الساحة، مؤكدين على أن الاعتصام يأتي تتويجا لمسيرة نضال شاقة خاضوها طوال السنوات السبع الماضية وقدموا خلالها قافلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وقال مشاركون في الاعتصام: “إن ما يشهده الجنوب اليوم من تصعيد ثوري غير مسبوق ولم يشهده منذ ستينيات القرن الماضي إبان ثورته ضد الاستعمار البريطاني مع فارق أن “ الاستعمار البريطاني كان استعمارا يتمتع بالثقافة والمدنية، أما استعمار الحاضر فيتسم بالتخلف والقمع وتدمير مقومات الجنوب الاقتصادية والحضارية والتاريخية”، حسب قولهم.
ثوار الجنوب زحفوا من كل حدب وصوب للمشاركة في الاعتصام رغم أن البعض منهم لا يمتلك قوت يومه وآخرين منهم افترشوا الإسفلت والتحفوا السماء في الليلة الأولى من الاعتصام وقبيل توفير الخيام بالعدد الكافي، ومع انبلاجة فجر الأمس توافدت الحشود إلى الساحة لتتواصل المليونية الاعتصامية في عدن تحت مطلب حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.
وتحولت ساحة الاعتصام إلى جنوب مصغر، حيث حملت الخيام أسماء المحافظات الجنوبية الست، وكذا أسماء الشهداء الجنوبيين الذين قدموا أرواحهم لإيقاذ شعلة الثورة الجنوبية.
القاضي حسين محمد زين، ممثل قضاة الجنوب، تحدث إلى «الأيام» قائلا: “بعد مليونية الحسم في 14 أكتوبر فإن هذا اليوم يوم نصر جديد من عمر الثورة الجنوبية”.
وأضاف ممثل القضاة الجنوبيين قائلا: “إن مطالباتنا التي سبق لنا وأن قدمناها إلى السيد جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وإلى المجتمع الدولي نكررها اليوم ونحمل المسؤولية للمبعوث الأممي إلى اليمن ومن التقيناهم معه، ونوجه لهم من مليونية الحسم واعتصامنا شعب الجنوب رسالة واضحة تؤكد لهم أن ملفاتنا لتقرير المصير في الجنوب وبناء دولتنا التي ستشكل ركيزة هامة في توفير الأمن وحفظ السلم في جنوب الجزيرة العربية ومضيق باب المندب”.
بدورهم وجه الثوار الجنوبيون المرابطون في ساحة الاعتصام بخورمكسر رسالة إلى شعب الجنوب دعوهم فيها إلى “الالتحاق بالاعتصام نصرة لقضيتهم ووطنهم”، مؤكدين أن “الاعتصام مفتوح حتى تحقق الحسم واستعادة دولة الجنوب وفاء لدماء الشهداء والجرحى”.
وأضافوا قائلين: “سنبقى مرابطين في مخيمات الاعتصام بساحة الحرية وثابتين ثبوت جبال شمسان وردفان والعر ولن نتزحزح قيد أنملة من الساحة حتى يحق الحق وترتفع راية الاستقلال”.