مسح ميداني: فئة المهمشين بتعز الأقل تعليما والأسوأ معيشة والأفضل صحيا

> تقرير/ أحمد النويهي

> أعلن في تعز أمس الأربعاء عن نتائج مسح خارطة المهمشين في تسع من مديريات المحافظة، والذي نظمه صندوق الرعاية الاجتماعية بالاشتراك مع بنك الأمل للتمويل الأصغر ودعم من منظمة اليونيسيف.
ويعد هذا المسح هو أول مسح أسري لفئة المهمشين استهدف الخروج بمؤشرات رئيسية حول خصائص الأسرة المهمشة وأفرادها، خصائص المسكن و خدمات المياه والصرف الصحي ومحو الأمية وحماية الطفل والعمل والدخل وقياس محيط منتصف الذراع والإعاقة والحماية الاجتماعية.
ويعد هذا المسح أساس لتدخلات الحماية الاجتماعية التي يجري تنفيذها في أوساط مجتمعات المهمشين من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية وبنك الأمل للتمويل الأصغر.
وشمل المسح مجتمعات المهمشين في 9 من مديريات محافظة تعز الـ 23، وذلك خلال شهري أبريل ـ مايو 2014م، حيث استهدف 9160 أسرة تمثل مانسبته 99.5 % تقريبا من إجمالي الأسر القاطنة في المديريات المستهدفة من هذه الشريحة.
وخلص المسح إلى أن 21 % من الأسر تستلم إعانات من صندوق الرعاية الاجتماعية مقارنة بـ 33 % من المعدل الوطني، وفيما يتعلق بخصائص الأسر أظهر المسح بأن أكبر نسبة من المهمشين تقطن مديرية مقبنة (25 %) تليها مديرية القاهرة (15.3 %) ثم مديرية ماوية (14.9 %) وأقلها مديرية سامع بنسبة (1.8 %)، ويتوزعون بشكل متساو تقريبا في الحضر والريف 49.7 % مقابل 50.3 %، وكذلك من حيث النوع.
أما المساكن فقد تبين بأن 25 % من الأسر لديها أرض صلبة أسمنت- بلاط ـ رخام، و63 % من الأسر لديها كهرباء فيما البقية تستخدم الحطب وروث الحيوانات كمصدر رئيس للوقود.
أما المياه والصرف الصحي فإن امدادات المياه عبر الأنابيب تتواجد بأقل من 10 % من المنازل والنسبة الأكبر تعتمد على المياه الجارية والسدود والآبار، وأقل من نصف المساكن لديها مراحيض منزلية 42 %.
وقد كشف المسح بأن 77 % من أرباب المهمشين غير متعلمين وتبلغ نسبة الأمية بين الأطفال في عمر 10 ـ 14 سنة، فيما 80 % من الأشخاص في عمر 15 فأكبر لا يجيدون القراءة والكتابة، و39 % من الأطفال في عمر 6 ـ17 (37 % فتيات، 40 % أولادا) ملتحقون بالتعليم مقارنة بـ 69 % كمعدل وطني، كما أن 9 % من الأطفال (0 ـ 59 شهرا) لديهم شهادات ميلاد مقارنة بـ 17 % كمعدل وطني و7 % من الأطفال في عمر 18 عاما ومادون هم من الأيتام (أي فقدوا أحد الوالدين).
أما مصادر الدخل وامتلاك الأصول فقد تبين أن الأقلية فقط من الأسر لديها مصادر دخل مواشي (8.3 %) سيارة – باص – شاحنة (0.6 %)، وأن التلفزيون هو أكثر الأصول امتلاكا (39.1%) يليه التلفون المحمول (31.8%).
وأكد التقرير أن 86 طفل من إجمالي 6.982 طفل دون الخامسة (1.2%) يعانون من الهزال (محيط منتصف الذراع أعلى الذراع أقل من 11.5 سم)، وأن 95 % منهم لايعانون من أي مرض أو إعاقة في حين يعاني 3.7% من الأمراض المزمنة و2% من الإعاقة وأن الإعاقة الذهنية هي أكثر الإعاقات انتشارا في فئة المهمشين بنسبة 17 % يليها الصم والبكم 7 %.
وخلص المسح إلى أن هناك عددا من التحديات التي تواجهها فئة المهمشين أبرزها ارتفاع مستويات الفقر مقارنة بانخفاض مستويات التعليم والالتحاق بالمدارس، كما أن فرص الوصول إلى الخدمات الاجتماعية منخفضة بشكل عام، وأن الوضع المعيشي للأسر سيئ.
جانب من المشاركين من الفئات المستهدف
جانب من المشاركين من الفئات المستهدف
ودعا المسح إلى تبني عدد من الأولويات من قبل الجهات المشاركة، حيث تتمثل أولويات اليونيسيف إلى مناصرة برامج الحماية الاجتماعية المراعية للطفل في الفئات المهمشة وضمان الوصول العادل والمستدام للخدمات الاجتماعية الأساسية من قبل جميع الأطفال في هذه المجتمعات والعمل مع كافة الشركاء لمعالجة أوضاع عدم المساواة في مجتمعات المهمشين.
ودعا المسح الحكومة إلى تعزيز الهياكل والنظم القائمة داخل صندوق الرعاية الاجتماعية من أجل ضمان المراجعة المنتظمة والتخريج للحالات غير المؤهلة في تعز لإتاحة الفرصة أمام المهمشين من خلال اعتماد صيغة المفاضلة والبحث عن طرق لتسهيل إدماج الأسر المهمشة المؤهلة والتي لديها أطفال.
وفيما يخص وزارة التربية والتعليم فقد دعا المسح إلى بلورة سياسات ذات الصلة من شأنها تحفيز ذوي المهمشين على إرسال أطفالهم إلى المدرسة (توزيع الحقائب المدرسية والزي المدرسي) مع وضع وتنفيذ السياسات الضرورية لمعالجة المشاكل التي يواجهها الأطفال المهمشين في المدارس.
جدير بالذكر أن المسح تم الإعلان عنه في اللقاء الخاص الذي عقد صباح أمس الأربعاء بتعز، وتحدث فيه نائب مدير منظمة اليونسيف السيد جيرمي وبكنز مشددا على “ضرورة تكاتف جهود مختلف الجهات ذات العلاقة والبدء بتنفيذ مشروع الشمولة باعتباره بداية الطريق للنهوض بمستوى المستهدفين”.
وحث وبكنز السلطات المحلية على توسيع نشاط صندوق الرعاية ليشمل المهمشين والأسر الفقيرة التي تضم أطفالا فيها وأن تتضافر الجهود بين الصحة والتربية لضمان توفر الخدمات.
وتحدث في اللقاء وكيل محافظة تعز المهندس عبد القادر حاتم داعيا إلى “تكامل وتضافر جهود كافة الجهات ذات العلاقة للارتقاء بمستوى معيشة المستهدفين من المشروع من خلال مشاريع مدرة للدخل، وإدماجهم في سوق العمل ونشر التوعية في أوساط المستهدفين بأهمية التعليم ودوره في تحقيق الاستقرار الأسري والمعيشي”.
فيما استعرض المدير التنفيذي لبنك الأمل محمد اللاعي مشروع “الشمولية المالية والاجتماعية وأهميته للأطفال ودور الشركاء في النهوض بمستواهم تعليميا وصحيا واقتصاديا وإدماج المهمشين في المجتمع”.
وأشار إلى أن “مشروع الحماية الاجتماعية يستهدف الوصول إلى تسعة آلاف أسرة في تسع مديريات ومعرفة البيانات الديموغرافية الخصائص الاقتصادية، وتحديد ميول الأسر تجاه العمل والمهن الحرفية”.
واستعرض كل من مدير صندوق الرعاية بالمحافظة قاسم شحرة ومهند المقطري عن بنك الأمل خارطة المسح والمؤشرات التي خلصت إليها ومشروع الشمول المالي ودور مختلف الجهات في تنفيذه.
بعد ذلك تم تكريم مجموعة من أصحاب القصص الناجحة من الأطفال والآباء والأمهات ومن المدربين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى