نذر حرب طائفية..الحوثيون يرفعون خيامهم من صنعاء ويتمددون في المحافظات مخاوف مواطنين عقب معلومات تشير إلى قدوم جماعة الحوثي إلى الضالع

> إب/ صنعاء/ الحديدة «الأيام» بليغ الحطابي /ناصر الشعيبي / إياد الوسماني / نبيل مصلح

> توسعت خارطة تمدد مسلحي الحوثي شمالا وصولا إلى الحدود السعودية وغربا وجنوبا وسط رفض القوى المدنية للمليشيات المسلحة وفوبيا إقليمية من توسع جماعة أنصار الله حليف إيران الأبرز في اليمن.
وتصدرت محافظة إب وسط اليمن أمس ذروة احتدام المواجهات والتمدد الحوثي، حيث وقعت مواجهات عنيفة بين مجاميع مسلحة تابعة لجماعة أنصار الله، وأخرى تابعة لحزب الإصلاح ومناوئون للمذهب الشيعي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، وفقا لمصادر طبية ومحلية لمراسل “الأيام”.
وبدا الصراع في محافظة إب آخذا بعدا طائفيا بين الجماعات الدينية السنية ومسلحي جماعة أنصار الله الذين قدموا إلى المحافظة مع حضور لتنظيم القاعدة، وسقط من بين القتلى 3 أشخاص ينتمون لأسرة هاشمية، واستهداف منازل تابعة لمحسوبين على حزب الإصلاح.
ونقلت “سكاي نيوز” عن مصدر عسكري قوله: “إن مسلحين من القاعدة سيطروا على مديرية العدين على بعد 20 كيلو متر من مركز محافظة إب عقب هجوم على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية، ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة، ما أسفر عن مقتل 5 من أفراد الشرطة الخميس الماضي.
فيما اعتبر مصدر محلي أن “سيطرة القاعدة على المنطقة بمثابة رد على تواطؤ السلطات في تسليم مركز إب للحوثيين، ونصبهم نقاط تفتيش فيها من دون أي مقاومة من السلطات”.
ووسط قلق من المحيط الإقليمي وتحديدا من دول الخليج العربي من توسع النفوذ الإيراني في اليمن، وتمدد جماعة الحوثيين واصل مسلحو الجماعة انتشارهم وسيطرتهم على محافظة حجة شمال غرب اليمن التي يقع فيها أهم الموانئ البرية التي تربط اليمن مع المملكة العربية السعودية وميناء ميدي المطل على البحر الأحمر.
طموحات التمدد الحوثي في محافظة تعز اصطدمت يوم أمس الأول الخميس برفض شعبي ومدني وعسكري، وأكد قائد المنطقة الرابعة اللواء محمود الصبيحي “رفضه تواجد مسلحين”، مؤكدا “تحمل الأمن والجيش والمجتمع مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة”.
فيما تعتزم مكونات مدنية وشعبية تنظيم مسيرات احتجاجية في محافظات إب وتعز و الحديدة رفضا للمليشيات المسلحة مع تعزيز جماعة الحوثيين حضورها باتجاه الغرب وبدء الانتشار والتموضع في مديريات متعددة، ومناطق داخل مدينة الحديدة.
مشهد من طقم عسكري للحوثيين
مشهد من طقم عسكري للحوثيين

وفي محافطة تعز التي يتواجد فيها حلفاء لأنصار الله وعدد محدود من الأسر التي تدين بالولاء والطاعة لزعيم الحوثيين شهدت خلال الأشهر الماضية أعمال استهداف من قبل مسلحين لعسكريين ومدنيين ينتمون للجماعة، وبحسب مراقبين فإن “توغل مسلحين الجماعة إليها سيلقى تداعيات تصب في خانة انتحار سياسي للجماعة”.
وفي محافظة ذمار تسارعت الأحداث واستحدث الحوثيون مزيدا من النقاط الأمنية على مداخل المدينة، فيما سارت دوريات أمنية تابعة للجماعة في شوارع المدينة.
ووفقا لمراسل «الأيام» فإن “تجمعات مسلحة ودوريات تابعة للحوثيين شوهدت مساء أمس تجوب شوارع المدينة على متن سيارات لا تحمل لوحات مرورية، وعليها شعارات الصرخة، في حين استحدثت نقاط تفتيش على مداخل المحافظة عقب اقتحام مسلحي أنصار الله مساء أمس الأول الخميس منزل محافظ محافظة ذمار يحيى العمري، و دار الضيافة دون مقاومة، وجرى تسليمه للجماعة”.
وفقا للمصادر فإن “مسلحي جماعة أنصار الله الذين يطلق عليهم اللجان الشعبية يستعدون للسيطرة على مبنى المحافظة الذي يضم العديد من المقرات الحكومية، حيث يوجد فيه أكثر من 12 مكتبا ومقرا حكوميا عقب تفجير سيارة مفخخة على طريق ذمار رداع بمنطقة قاع فيد استهدفت نقطة تابعة للحوثي قبل أيام”.
تدهور الأوضاع في إب انعكس على كافة مديريات المحافظة، ومنها المديريات التي جرى إلحاقها بمحافظة الضالع بحسب التقسيم الإداري بعد إعلان وتشكيل المحافظة، وهي مديرية قعطبة ومديرية الحشاء ومديرية دمت.
مخاوف المواطنين وفق مراسل “الأيام” من ورود معلومات تشير إلى قدوم جماعة أنصار الله إلى الضالع.
وبحسب مصادر “الأيام” فإن “تحركات عسكرية لقوات اللواء 33 مدرع والأمن المركزي شوهدت في مناطق قعطبة وسناح على الشريط الحدودي السابق بين قعطبة والضالع خلال اليومين الماضيين”.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات المطالبة بانفصال الجنوب تحديدا منذ سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعة الحوثيين، وسط خيبة أمل للقوى الجنوبية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وارتفاع سقف المطالب لإيجاد حل عاجل لقضية الجنوب يتمثل باستعادة الدولة الجنوبية السابقة.
ومع دخول الجنوبيين طورا جديدا من الاحتجاجات ونصب خيام في ساحة العروض بقيت مغلقة أمام فعالياتهم السلمية، فككت جماعة الحوثي أمس الأول عددا من مخيماتهم المنصوبة في شارع المطار التي أقامتها شهر أغسطس الماضي لمناهضة قرارات اقتصادية اتخذتها حكومة باسندوة لرفع أسعار المشتقات النفطية على المواطنين وإقالة الحكومة.
وقال مصدر باللجنة التنظيمية لـ«الأيام» أمس: “إن إجلاء الساحة سيتم تدريجيا طبقا لاتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه القوى السياسية وأنصار الله (الحوثيين) في 21 سبتمبر الماضي”.
ورصدت «الأيام» قيام أفراد من اللجنة التنظيمية واللجان الأخرى تعمل على اقتلاع الخيام التي كانت نصبت أمام وزارة الاتصالات ووزارة الكهرباء وحديقة الثورة، وبالقرب من وزارة الداخلية.. فيما لاتزال مخيمات أخرى، وتبقي جماعة الحوثي المسلحة على أكثر من (8) مخيمات تنتشر على مداخل العاصمة ومناطق مجاورة لها.. وتعد هذه المخيمات المدججة بالأسلحة المختلفة المخزون البشري من المقاتلين والمؤن لأي معارك ومواجهات قادمة.
وقال المسؤول في اللجنة التنظيمية لساحة اعتصام الحوثيين طه المتوكل: “إن ثورة أنصار الله ستتوجه نحو أماكن ومهام أخرى لتطهير المؤسسات وأجهزة الدولة وملاحقة من وصفهم بالفاسدين في أي مكان”.
ومنذ سقوط صنعاء في 21 سبتمبر الماضي تتكشف جليا مساعي الحوثيين في ضمان إسقاط محافظات ومناطق أكثر غربا وجنوبا وشرقا.
وتتوسع دائرة القتال بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحلفائه ومسلحي حزب الإصلاح في كل من إب وتعز والبيضاء التي تشكل إحدى المناطق التي تدين بالمذهب السني، وشهدت معارك ومواجهات واغتيالات أسفرت عن مقتل العشرات من السنة والشيعة.
يترقب اليمنيون إعلان حكومة جديدة برئاسة خالد بحاح الذي قد يواجه تعسرا يفضي إلى الدخول في اتفاقات جديدة مع جماعة الحوثيين تنزع عنها صلاحياتها ومسؤولياتها تجاه اليمن واليمنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى