> وقعت أمس السبت اشتباكات بين الحوثيين الذين يسعون الى توسيع رقعة المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، ورجال القبائل ومقاتلي القاعدة ما ادى الى مقتل العشرات.
ويعاني اليمن من عدم الاستقرار السياسي منذ الثورة التي أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التنحي في 2012.
وتسعى الجماعات المسلحة المتناحرة من الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، الى ملء فراغ السلطة والسيطرة على مناطق شاسعة من البلاد.
وذكرت التقارير ان نحو 40 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين وسط تقدم الحوثيين جنوبا مع غياب قوات الامن.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وعلى ميناء الحديدة على البحر الاحمر، في اطار سعيهم لفرض سيطرتهم السياسية في البلد الواقع بالقرب من السعودية الغنية بالنفط وعلى طرق الشحن المهمة في خليج عدن.
ومع تقدمهم من معاقلهم في المرتفعات الشمالية نحو المناطق الجنوبية التي تسكنها غالبية من السنة، لقي الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل المحلية وكذلك من مقاتلي القاعدة.
وخسر الحوثيون 12 مقاتلا في هجوم بقنابل صاروخية استهدف احدى عرباتهم السبت في محافظة اب، بحسب ما افادت مصادر طبية ومسؤولون محليون.
وقتل اربعة من رجال القبائل في المعارك.

وفي منطقة رداع شرقا، انسحب الحوثيون بعد ساعات من دخول المدينة عقب تفجيرين انتحاريين وقصف بقنابل صاروخية نفذه تنظيم القاعدة، بحسب مصادر قبلية.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر بعد تنظيم احتجاجات استمرت اسابيع وشلت الحكومة.
وجاء القتال في محافظة اب رغم المهلة النهائية التي اطلقها المحافظ يحيى الارياني للجماعات المسلحة من جميع الاطراف لمغادرة المحافظة وانهاء العنف.
واسفر القتال في مدينة اب عن مقتل 14 حوثيا و10 من رجال القبائل الجمعة، وهدد الارياني باتخاذ “كل الاجراءات الضرورية لإعادة الاستقرار والامن”.
ولكن خلال ليل الجمعة السبت حاصر مئات من رجال القبائل المسلحين مدينة اب محتجزين الحوثيين داخلها، بحسب شهود عيان.
من ناحية اخرى استقال قائد شرطة اب فؤاد العطاب “حقنا للدماء، وحتى نقطع السبيل لمن يريد الفتنة والخراب”، بحسب ما جاء في رسالة استقالته التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وطالب الحوثيون باستقالة العطاب، وهو عضو في التجمع اليمني للاصلاح المرتبط بجماعة الاخوان المسلمين.
وناقش الرئيس عبدربه منصور هادي الوضع مع الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتفيا الجمعة، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية (سبأ).
ويعتبر اليمن حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم القاعدة.
وتعتبر واشنطن فرع اليمن للتنظيم المتطرف الاخطر، وتشن عليه حربا بطائرات بدون طيار بدعم من حكومة هادي.
وتوعدت القاعدة بقتال الحوثيين، واعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري ادى الى مقتل 47 من انصار الحوثيين في صنعاء في وقت سابق من هذا الشهر.

كما شنت سلسلة من الهجمات الاخرى ضد الحوثيين الذين توعدوا بملاحقة المسؤولين عنها.
وفي محافظة لحج جنوب اليمن، فتح من يشتبه بانهم من عناصر القاعدة النار السبت على عربة تحمل زعيما محليا لمليشيا موالية للجيش قاتل القاعدة الى جانب الجيش، بحسب مسؤولين امنيين.
وفي العاصمة صنعاء تجمع عشرات الحوثيين امام السفارة السعودية احتجاجا على اصدار حكم الاعدام على رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر هذا الاسبوع.
وهتفوا “الموت لامريكا، الموت لاسرائيل” بحسب شهود عيان.
وكان النمر وراء التظاهرات ضد السلطات السعودية التي اندلعت شرق البلاد في 2011.
وتتهم السلطات في اليمن والسعودية ايران بدعم الحوثيين.