كـفـى كــذبــا !

> بلال غلام حسين

>
بلال غلام حسين
بلال غلام حسين
تمر أعوام وراء أعوام، ويأتي ناس ويذهب آخرون، ونحن لازلنا في مثل هذه الشهور الثلاثة من سبتمر إلى نوفمبر من كل عام نقوم بشحذ أقلامنا ونتجهز للكتابة وسرد القصص عن أيام البطولات والنضال وكيف دحرنا الاستعمار البغيض وأزلامه من السلاطين والعملاء.
فتجد من يقول لك: “لقد أخرجناهم ظهر أحمر”، ويأتي غيره ليسرد لنا بطولات كاذبة ويقتلب بطل على ظهور الناس، ويقول لك آخر: “العملاء كانوا .. وفعلوا.. وتركوا”، وتتفرغ وسائل الإعلام كافة لنقل هذه الأحاديث والأحداث والصور والأفلام، والكل على عرف المرق والبيستين يفت!!.
ثلاثون عاماً مرت من أعمار جيلنا ونحن نسمع عن تلك الحكايات والبطولات في مدارسنا وكتبنا وإعلامنا إلى أن دخلنا في وحدة لما يستفتونا عليها، وسلموا البلاد على طبق من ذهب، ليأتي جيل آخر وتستمر معه نفس الحكاية ويبدؤون باستغفاله كما استهبلونا من قبل، وهات لك من هذه القصص الخارقة التي يتم سردها. إلا أن الفرق بين جيلنا (القديم) والجيل الحالي أن التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعية في وقتنا لم تكن متوفرة، لهذا كنا نحن الجيل (القديم) نصدق ما يحشون به رؤوسنا من روايات المنتصرين التي كانت تنطلي علينا رغم الشكوك التي كانت تراودنا أحياناً، بينما هذا الجيل توفرت له كافة وسائل التكنولوجيا ودخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى حيز الوجود.
لكن العجب العجاب والذي نأسف عليه هو على الرغم من التطور الملحوظ إلا أنهم واصلوا الاستغباء الذي فرضوه علينا واستمروا بمواصلة تصديق تلك الأكاذيب التي انطلت علينا بغباء ليس له نظير، نتيجة لاستخدامهم المفرط لهذه التكنولوجيا بطريقة مسيئة، وكرههم للقراءة وعدم الاطلاع على الوقائع والأحداث التاريخية!.
أيها السادة الكرام، أقول لكم كفاكم كذباً ونفاقاً وتشدقاً على هذا الشعب المسكين ورمي أخطائكم ومصائبكم فوق ظهور الآخرين، فالكابتن هينس “الإنجليزي الحقير” مات قبل أكثر من مائة عام، وبريطانيا (بزت بقشها) مع “قائدها الذي ارتبش” ورحلت قبل أكثر من أربعين عاماً واستلمتم البلاد على طبق من ذهب بكامل قوامها وبنيتها التحتية المتطورة، فماذا عملتم بها أنتم؟ وإلى أين أوصلتموها؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن تسألوا أنفسكم، بدلاً من التشطط ببطولاتكم ورمي عجزكم وإخفاقكم على الآخرين، والذي بسببه أضعتم البلد والأجيال، ورجعت البلاد (ريوس)!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى