كـنـدا ستـعـدل قـوانـيـن الاستـخبـارات لـمـواجهة التطرف الإسلامي

> مونتريال «الأيام» كليمان سابوريني

> تريد كندا التي تواجه عودة عشرات الكنديين الذين قاتلوا إلى جانب الجهاديين، أو شبانا يائسين لجأوا إلى الإسلام المتطرف، الإسراع في منح أجهزتها الاستخبارية مزيدا من الصلاحيات.
فالاعتداءان اللذان وقعا هذا الأسبوع في اوتاوا وفي جنوب مونتريال، تزامنا مع إعلان الحكومة في 16 اكتوبر الإعداد لمشروع قانون يرمي إلى تعزيز أجهزتها الاستخبارية.
وفي اليوم الذي قتل فيه شخص جنديا في وسط العاصمة الكندية قبل أن يقتل في البرلمان، كان وزير الأمن العام ستيفن بلاني سيقدم للنواب تعديلا للقانون الذي ينظم عمل “الجهاز الكندي للمعلومات الأمنية”، ولم يطرأ عليه أي تعديل كبير منذ إقراره في 1984.
وأكد مكتب الوزير بلاني لوكالة فرانس برس أمس الجمعة ان النص الجديد “سيطرح في القريب العاجل” على بساط البحث.
وعندما استأنف النواب أعمالهم الخميس، أشار رئيس الوزراء ستيفن هاربر إلى أن “القوانين والسلطات الممنوحة للأجهزة الأمنية تحتاج إلى تعديل من أجل تعزيزها وتشديدها في مجال المراقبة والاعتقال والتوقيفات. وهي تحتاج إلى تشديد كبير”.
وقال رئيس الحكومة الذي كان موجودا في البرلمان لدى حصول إطلاق النار الأربعاء، “أعد النواب بتسريع هذا العمل الذي بدأناه”.
وأعلن وزير العدل بيتر ماكاي أن اوتاوا تريد تشريع استخدام المعلومات التي تحصل عليها بلدان حليفة، ومنح “الجهاز الكندي للمعلومات الأمنية” مزيدا من حرية التحرك من أجل إجراء تحقيقات حول مشبوهين بالإرهاب في الخارج، وتعديل القانون الجزائي “لاتخاذ تدابير وقائية”.
وتلي هذه التغييرات المطروحة مجموعة من القرارات الأخيرة للمحاكم التي تدعو الحكومة إلى توضيح قواعد عمل “الجهاز الكندي للمعلومات الأمنية” في الخارج.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مايكل جونو-كاتسويا الموظف السابق في “الجهاز الكندي للمعلومات الأمنية” أن “القانون يحظر جمع المعلومات حتى عبر طرق ملتوية، حول كنديين اذا لم يتوافر تفويض محدد”.
ويبدو ان المواطن الكيبيكي الذي هاجم بسيارته ثلاثة جنود الاثنين وقتل واحدا منهم، ومطلق النار في اوتاوا، تصرفا من تلقاء نفسيهما على رغم تعاطفهما مع توجهات الإسلاميين المتطرفين.
ولاحظ جونو-كاتسيوتا الذي بات مستشارا خاصا، ان “الإرهاب الذي نواجهه اليوم ويحرض عليه تنظيم الدولة الإسلامية، هو إرهاب يتخذ أشكالا عدة”، خلافا لمشاريع الاعتداءات الكبيرة التي حرضت عليها في العقد الأخير مجموعات تعلن انتماءها لتنظيم القاعدة وأحبطتها الأجهزة الكندية.
وأضاف هذا الجاسوس السابق “نتعامل اليوم مع ارهابيين معزولين وسيتحركون باستقلالية تامة وسيحرضون على اعتداء بسيط جدا جدا، وسيكونون على رغم كل شيء قادرين على بث مشاعر الخوف والرعب نفسها”.
وكان مدير “الجهاز الكندي للمعلومات الأمنية” مايكل كولومب قال قبل اسبوعين ان حوإلى 130 شخصا لهم “صلات في كندا” هم مشبوهون الآن باقامة انشطة متصلة بالإرهاب في الخارج.
وتجري كندا تحقيقا حول 80 كنديا عادوا
أخيرا إلى بلادهم من مناطق نزاعات خصوصا من العراق وسوريا، وهم مشبوهون بالقيام بتحركات على صلة بالإرهاب.
وقال جونو-كاتسويا “توصلنا إلى بعض الثوابت هذا الاسبوع، وهي أن الإرهاب المرتبط بالدولة الإسلامية إرهاب يمكن أن يندلع في أي مكان وزمان”.
لكن هذا الموظف السابق في الاستخبارات الكندية يعرب عن قلقه “من مخاطر تشكيل حكومة محافظة تزيد من القيود على حقوق المواطنين وحرياتهم. والتحدي الكبير للمجتمعات الديموقراطية هو إيجاد توازن” بين الرقابة ودولة القانون. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى