مـديـريـات ردفـان بيـن نـعـمـة الأمـطـار وأضـرارهــا

> استطلاع/ قائد نصر

> تتمع مديريات جبال ردفان بمحافظة لحج بمرتفعات جبلية شاهقة تمتد بامتداد النظر، تكسوها الخضرة وجمال الطبيعة الخلاب، كما تتمع بأودية خضراء تأسر الناظرين، الزائر لهذه المناطق - لا سيما في هذا العام والذي شهدت فيه ردفان تساقطاً غزيراً للأمطار - سيرى أمامه أينما يوجه وجه ما يسحر الألباب ويسر الناظرين.
نعمة الأمطار والتي تساقطت باستمرار على المنطقة تسببت أيضاً بحدوث أضرار في كثير من الأراضي والممتلكات.
لقد أدت الأمطار التي منّ بها الكريم المنان على مديريات ردفان خلال الفترة من 29 سبتمبر إلى 9 أكتوبر بشكل غير مسبوق إلى تضرر الكثير من الأراضي الزراعية والطرقات في المنطقة، وتساقط الأمطار الغزيرة والمستمرة أعاد لكثير من المواطنين تذكر الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق ردفان مطلع ثمانينات القرن الماضي، والتي خلفت أضراراً كبيرة في الأراضي والأشجار، غير أن المواطنين ممن شهدوا تلك المرحلة أكدوا أن غزارتها وأضرارها كانت أقل في الممتلكات، في حين وصلت الأضرار الحالية إلى جرف عدد من خلايا النحل بعد أن جرفت الأراضي الزراعية والأشجار وأضراراً كبيرة أخرى، معاناة المواطنين هذه لم تلق أي اهتمام من قبل الجهات المسؤولة في الحكومة.

**افتقار للحواجز المائية**

تفتقر مناطق ردفان للحواجز المائية، والتي من شأنها حفظ مياه الأمطار والسيول، غير حاجز واحد هو سد (سبأ) ويقع في أطراف منطقة شعب الديوان، ولكنه أضحى متهالك لقدم بنائه، حيث يعود تاريخ تشييده إلى ثمانينات القرن الماضي، الخراب والتهدم نال أيضاً شبكة قنوات الري التابعة له، والتي تمتد في وادي القشعة والراحة في المنطقة، ولم تعد صالحة للاستخدام والاستفادة منها بعد الانهيارات الكاملة التي شهدتها نتيجة لعدم الصيانة.
**الأمطار لا يستفاد منها**

عدد من أهالي المنطقة أكدوا بأن “الأمطار التي تتساقط بغزارة في منطقتهم، لا سيما في مواسم الأمطار تذهب هدراً ولم يستفد منها البتة لافتقار المنطقة للسدود والحواجز المائية التي من شأنها حفظ المياه للاستفادة منها”.
خصوصاً في الواديين الرئيسين في ردفان وادي صهيب ووادي بنا واللذين يصبان مياهما في البحر العربي.
**مدرجات زراعية**

خلال جولتنا في مناطق ردفان استوقفتنا عدد من المناظر التي قلما نشاهدها في البلاد حقول زراعية، ومدرجات اصطفت على سفوح الجبال، وحقول خضراء.
ولهذا تجد بأن معظم أبناء ردفان يعتمد على الزراعة، ورعي الماشية، ومن أشهر الحبوب التي تزخر بها ردفان (الدخن، وهو منتوج واسع يشتهر بتحمله للحرارة، وقابليته لتحمل تأخر هطول المطر، ويتمتع بقيمة غذائية عالية، وكذا حبة الهند (الذرة الصفراء) وتزرع بكثرة في المناطق الواقعة غرب ردفان، وعادة يحل موسم زراعته مع دخول فصل الخريف في شهري سبتمبر وأكتوبر، ومن المزروعات في هذه المنطقة أيضاً السمسم، وهو منتوج تجاري تشتهر به
مناطق القشعة والراحة والذنيب والسوداء وشعب الديوان والمصراح، وغيرها من المناطق التي تقع في الغرب على روابي وادي صهيب، ومن الحبوب أيضا وحسب ما هو متعارف عليها في المنطقة (البيني، والصيف، والثلاثي الأحمر والأبيض، وجميعها تزرع مع دخول موسم هطول الأمطار في شهر مايو وأغسطس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى