> لقي الخطاب الأخير لزعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، والذي أعلن فيه عن اعتزام جماعته بالتنازل عن حصته من الحكومة الجديدة لمصلحة أبناء الجنوب، لقي ردود أفعال غاضبة من الشارع الجنوبي، معتبرين بأن أبناء الجنوب يطالبون باستعادة الدولة الجنوبية، لا البحث عن المناصب والكراسي.
وعن هذا التصريح قال شيخان العطاس اليافعي وهو أحد المرابطين في ساحة الاعتصام المفتوح في خور مكسر عدن: “الذي يجب على عبد الملك الحوثي أن يعرفه هو أن في الجنوب ثورة انطلقت منذ إعلان الحرب على الجنوب في صيف عام 1994م، والذي أتى بعد ثلاث سنوات من تحقيق الوحد بين النظامين عام 1990م”.
وأضاف “لقد سلمت القيادة الجنوبية الجنوب قيادة الدولة إلى الشماليين وذلك حباً في الوحدة، ولكن للأسف الشديد استغلت هذه الوحدة في النهب والسلب لكل مقدرات دولة الجنوب وصولاً إلى القتل والخطف والاختفاء، ولهذا نقول للحوثي إن الجنوب مظلوم، ويجب معالجة مظالمه، لا تمارس نفس الأسلوب الذي مارسته القيادات التي قبلك، وإن ما أعلنته مؤخراً عن اعتزامكم تسليم حصتكم من الوزارات إلى الحراك الجنوبي لا يلبي مطلب شعب الجنوب الباحث عن استعادة وطنه الذي سُلب منه، ليعيش بكرامة وعزة في مجتمع خال من الفقر والمجاعة والمرض”.
خاتماً كلامه بالقول: “اترك شعب الجنوب وشأنه، فأبناؤه أدرى بمصلحتهم من غيرهم، وأهل مكة أدرى بشعابها”.
**خدعة لن تمر**

صلاح محمد العقربي بدوره رد على كلمة الحوثي الأخيرة، والتي أعلن فيها التنازل عن حصة الحوثيين من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة للجنوبيين بالقول: “إن ما تحدث به زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والهادف إلى استعطاف الجنوبيين لا يهمنا البتة، وسنستمر في اعتصامنا المفتوح حتى نحقق الهدف الرئيس الذي نناضل من أجله، والمتمثل باستعادة الدولة الجنوبية بكامل ترابها الوطني”.
مضيفاً “حديث الحوثي خدعة يريد تمريرها على أبناء شعب الجنوب ولن تمرر عليه”، خاتماً بالقول: “نؤكد لإخواننا في الشمال سواء الحوثي، أو النظام السابق، وعائلة الأحمر بأن الجنوب فك يده من الشمال، ونحن باقون صامدون في الساحات حتى نستعيد الدولة”.
**تنازل لايهم الجنوبيين**

يوسف اليافعي وهو أحد المعتصمين رد على خطاب زعيم الحوثيين الأخير والقاضي بالتنازل عن حصته الوزارية في الحكومة الجديدة للجنوبيين بالقول: “إن الكلمة المتلفزة لعبد الملك الحوثي والتي نقلتها قناة المسيرة التابعة له والمتضمنة تنازل جماعته عن حصته من الحكومة الجديدة للجنوبيين لا تهم الجنوبيين البتة”.
وأضاف “على الحوثي أن يفهم بأنه ليس من أبناء الجنوب، ولهذا لن يفهم تفكير الجنوبيين أو ما يفكرون به”.
وتابع قائلا: “الحوثي رجل مسير ويسير وفق خطة وضعها له النظام السابق، ومن هنا نقول له إن شعب الجنوب لن يعير لخطابه ذلك وتنازلاته أية اهتمام”.
واختتم كلامه “بتأكيد على تماسك الصف الجنوبي والذي تمنحه قوة وحصانة ضد أي مؤامرة داخلية كانت أو خارجية، من شأنها أن تعيق طريق نضاله الثوري الرامي لاستعادة الدولة الجنوبية، وبناء دولة النظام والقانون”.
**محاولة التفاف**
أما إياد يسلم بامسلم فعبر عن عدم ثقته بكل ما يقدمه أبناء المحافظات الشمالية في سبيل حل قضية الجنوب العادلة، ومعتبراً أن أي تنازل يقدم منهم ليس سوى مكيدة وتحايل والتفاف على أبناء شعب الجنوب.
وأضاف “الجنوبيون هم وحدهم من سيقررون مصيرهم، وأن أي حلول تقدم من إخواننا الشماليين سنعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية لأبناء شعب الجنوب، ولا يخص أي شمالي أن يتدخل في شؤون الجنوب”.
وأشاد بامسلم في ختام حديثه بـ “جهود أبناء الجنوب التي يبذلونها بشكل يومي لاستمرار الاعتصام المفتوح والمقام بساحة العروض والهادف إلى استعادة الدولة الجنوبية”.
**القرار جنوبي**

من جهته إبراهيم ثابت قال: “من قال إن شعب الجنوب ينتظرون أن يأتي غيرهم ليقرر مصيرهم بدلاً عنهم، فعليه أن يعلم بأن شعب الجنوب هو من سيقرر مصيره فقط، وأنه يبحث عن دولة لا كراسي ومناصب كما يفهمها البعض”.
وأضاف: “إن حديث الحوثي الأخير والذي أوضح فيه نيته مشاركته في الحكومة الجديدة مع عزمه عن التنازل عن أي منصب سياسي لمصلحة الجنوبيين يعكس مدى الاستعلاء الذي يشعرون به تجاه أبناء شعب الجنوب”.
**كسب تعاطف**

ياسر أحمد عبر عن خطاب عبد الملك الحوثي بالقول: “إن الحوثي يهدف من وراء خطابه ذلك إلى كسب تعاطف أبناء الجنوب سياسياً، ولهذا نقول للحوثي عليك أن تهتم بشؤونك وحسب، ولا تشغل نفسك بحلول لا تطيق لها، فالجنوب يطالب باستعادة دولة وهوية، لا للحصول على مناصب وكراسي”.